قال رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد إن الهجوم المسلح على مجمع يضم مبنى البرلمان والمتحف الوطني بمنطقة باردو، أسفر عن مقتل 19 شخصا أغلبهم سياح من بولونيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا. وبين القتلى أيضا منفذا الهجوم ورجل أمن تونسي، كما جرح 24 شخصا أغلبهم من السياح. وعن حيثيات الهجوم، قال الصيد خلال مؤتمر صحفي بمقر الحكومة في القصبة إن المسلحين كانا بلباس عسكري وتسللا من سياج خلف مبنى البرلمان، ثم بادرا بإطلاق النار عشوائيا على مجموعتين من السياح، ولدى فرار السياح نحو المتحف لاحقهم المسلحان وواصلا إطلاق النار عليهم. وأضاف الصيد أن عملية القضاء على المهاجمين دامت نحو ساعتين ونصف، وأنه لم يتم التعرف على هويتيهما حتى الآن، مشيرا إلى أنهما قد يكونان مدعومين من عنصرين أو ثلاثة آخرين، وأن عمليات تفتيش مكثفة في المنطقة جارية حاليا بحثا عنهم. وفي وقت سابق أظهرت صور بثتها الجزيرة من موقع الهجوم خروج عشرات المحتجزين من داخل المجمع تحت حماية قوات أمن مدججة بالسلاح. كما نقلت وسائل إعلام محلية أن السياح السبعة ضحايا الهجوم يحملون جنسيات بريطانية وفرنسية وإيطالية وإسبانية، إضافة إلى تونسي كان يرافقهم. وتحدث مراسل الجزيرة حافظ مريبح من أمام مقر البرلمان عن أن عدد الضحايا مرشح للارتفاع بالنظر إلى التوافد الكثيف لسيارات الإسعاف إلى موقع الهجوم. بدورها، قالت مراسلة الجزيرة ميساء الفطناسي إن قوات كبيرة من الأمن تطوق مكان الهجوم في ساحة باردو بالعاصمة، وسط توافد كثيف لسيارات الإسعاف، مشيرة إلى أن التوتر ما زال يخيم على المكان الذي أظهرت صور مباشرة بثتها الجزيرة مروحيات عديدة تحوم في أجوائه. ونقلت المراسلة عن عناصر من الحراسة الأمنية أن عدد الأفواج السياحية اليوم كانت أكبر من العادة، علما بأن الموسم السياحي على الأبواب والذي يعرف ذروته ابتداء من يونيو/حزيران ويتواصل حتى سبتمبر/أيلول. كما أظهرت صور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من السياح داخل إحدى قاعات متحف باردو الأثري جالسين على الأرض، وبدا أنهم تحت حماية قوات أمنية خاصة وليسوا رهائن في قبضة المسلحين المهاجمين. وتعليقا على الهجوم، عضو لجنة الأمن والدفاع بمجلس النواب رجح محسن السوداني في اتصال مع الجزيرة، أن يكون المسلحان تسللا ودخلا من الباب الخلفي للمجمع، مشيرا إلى وقوع اختراق داخل المؤسسة الأمنية وأن "التحقيقات ستبين هذا الأمر الخطير". زي عسكري وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي في تصريح لوكالة الأنباء الحكومية، سقوط ثمانية قتلى في الهجوم، وأن وحدات مكافحة "الإرهاب" تطوق محيط مقر مجلس النواب لمواجهة المسلحين. من جهته، قال المراسل مريبح إن مسلحين يرتديان اللباس العسكري تسللا داخل مجمع يضم مبنى مجلس النواب والمتحف الوطني، ثم تبادلا إطلاق النار مع قوات الأمن، مشيرا إلى أن خلية الأزمة في تونس تعقد اجتماعا لبحث ملابسات الهجوم. ويأتي هذا الهجوم بعد عمليات -وصفتها السلطات بالنوعية- في حملتها ضد المسلحين، كان آخرها الكشف عن مخابئ كبيرة للأسلحة في جنوب البلاد على الحدود مع ليبيا، وإلقاء القبض على مجموعات وصفتها "بالتكفيرية والجهادية".