نقل الكاتب اليمني مروان غفوري رسالة مؤلمة بعث بها أحد أبناء القادة العسكريين حيث قال : "أنا الآن في مستوصف العبر. أبي شهيد، وعشرة من أسرتي. أنا لا أنتمي لهذه البلاد، بلاد الخيانات" وصلتني هذه الرسالة الآن من العبر من الصديق عبد الرقيب الأبارة، نجل الشهيد الضابط المعروف أحمد الأبارة، أحد الرجال الشرفاء القليلين في البلد. قال لي عبد الرقيب قبل قليل إنه فقد الاتصال باثنين من أسرته. قبل أربعة أيام كان يحدثني عن والده بفخر، وفي منتصف الحديث قال عبد الرقيب: اسأل أصدقاءك المثقفين عن أبي. رحل العميد أحمد الأبارة بعد أن تلقى مقر القيادة في العبر خمسة صواريخ بناء على بلاغ خاطئ أو خادع، كما تقول المعلومات . كان يفطر في مقر القيادة، واختار ذلك المكان البعيد عن العالم مؤمناً ببلده. هناك أيضاً عشرات القتلى والجرحى من الجيش. لا أملك كلمات أعزي بها صديقي، ولا أهله، ولا الآخرين. هذا البلد لعنة. والأبارة اختار خاتمة لحياته تناسب شرفه، في زمن ومكان لم يعودا يوفران فرصة للشرف. ولعله الآن سعيداً. امنحه الرضا، يا رب، وامنح أهله السكينة والصبر. كل هذا، كل ذلك، كل ما يجري سببه علي عبدالله صالح وعبدالملك الحوثي. هم جلبوا لنا الموت وخراب الديار والنحيب والفقدان وأخرجونا من الحضارة وصنعوا منا جائعين ومشبوهين وباكين.