بدأ فيدوا متداول على معظم صفحات التواصل الاجتماعي في داخل اليمن وخارجها الأكثر إيلاما لكل من شاهده كما تدل بذلك التعليقات التي رافقت المقطع الذي حظي بانتشار واستهجان واسع لما تقوم به ميليشيات الحوثي الإجرامية وما تمارسه بحق السكان المدنيين في محافظة تعز وسط غياب تام لمنظمات المجتمع الدولي وخاصة المهتمة بحقوق الإنسان ونزاعات الحروب . وأعاد الفيديو والذي يظهر فيه قيام ميلشيات الحوثي بقنص أحد الأطفال بتعز وأمام أسرته قضية الطفل الفلسطيني الشهيد محمد الدرة الذي قتل إلى جوار والده وأشعلت قضيته الرأي العام الفلسطيني والعالمي في وقتها . ويظهر في الفيديو قيام ميلشيات الحوثي الإجرامية بنقص طفل أثناء تواجده مع أسرته وبالتالي سيطرت صرخات أسرة الطفل على الموقف , قبل ان يتحركوا لانتشاله وسط ذهول وعويل من كل حوله . ويعيش أكثر من مليوني مواطن يمني تحت وطأة الحصار الخانق منذ تسعة أشهر اثر تدشين مليشيات جماعة الحوثي وحليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح حربا شاملة ضد مدينة تعز الواقعة وسط اليمن. وشهد اليمن انقلابا مسلحا ضد السلطات الحكومية الشرعية في سبتمبر من العام الماضي حيث اجتاح نحو " عشرين ألفا " من مسلحي مليشيا جماعة الحوثي العاصمة صنعاء بعد محاصرتها لاسابيع باسناد عسكري ولوجستي من قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح والتي كانت توصف بقوات النخبة في الجيش اليمني. وتدور في تعز اشتباكات ضارية بين رجال المقاومة والجيش من جهة ومليشيات الحوثيين وقوات المخلوع من جهة اخرى حيث تحاول المليشيات بسط سيطرتها على مدينة تعز منذ تسعة اشهر دون جدوى . وإثر صمود وحدات الجيش والمقاومة في تعز وعجز المليشيات عن تحقيق أي تقدم فيها مارست الاحقاد على المدينة الامر الذي دفع المليشيات الغازية لاغلاق كافة المنافذ المؤدية اليها وتعريض حياة اكثر من اثنين مليون انسان الى مخاطر الموت والمجاعة والأوبئة المنتشرة نتيجة تعطل الخدمات الصحية في المدينة . ورغم الدعوات المستمرة للمنظمات الانسانية لانقاذ مدينة تعز ، وكسر الحصار المفروض عليها الا أن المليشيات مستمرة في خنق المدينة دون ان يتخذ المجتمع الدولي ومنظمة الاممالمتحدة اي موقف حيال ما تتعرض له هذه المدينة من جرائم ابادة وحصار. وتكشف التقارير والبيانات الصادرة عن عشرات المنظمات والمراكز الحقوقية حجم الكارثة الانسانية التي تشهدها مدينة تعز نتيجة الحصار ، حيث تبدو المدينة أشبه بزنزانة كبيرة مكتظة بالجوعى الذين تخلى عنهم العالم لاسباب مجهولة وغامضة .