تكاد الحرب في اليمن أن تصل إلى نهاية مؤسفة وغير متوقعة بعد الفشل في حسمها عسكرياً من قبل الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي، والتي تحولت من حرباً يمنية إلى إقليمية بالوكالة، تتحكم بها المصالح والأطماع الدولية, حيث بدأت الحرب بموافقة ضمنية لصناع القرارات الدولية، وذلك باطلاق الإشارة الخضراء للملكة العربية السعودية للتدخل في اليمن " عاصفة الحزم " ، بعدما وضعت لها خطوطاً حمراء يصعب على دول التحالف تجاوزها، وحددت أهدافها بالمقاسات الجيوإستراتيجية ، وهو ما أفقد هذه الحرب إمكانية تحقيق أهدافها الوطنية والقومية التي قامت من أجلها . هناك جهود كبيرة تبذل اليوم من قبل اطراف إقليمية ودولية بأتجاه وقف اطلاق النار ، تمهيداً لإجراء مشاورات او مفاوضات لنزع فتيل الازمة والدخول في مناقشة تفاصيل التسوية السياسية القادمة وإنهاء الحرب . هذا الامر يتطلب من المجلس الانتقالي ومن خلفه القوى السياسية الجنوبية بما فيهم المشاركين في الشرعية اليمنية إلى سرعة تسمية أعضاء الفريق المفاوض عن الجانب الجنوبي ، بقيادة المجلس الانتقالي وذلك من الكفاءات النوعية المقتدرة (سياسية، دبلوماسية ،قانونية، اقتصادية، عسكرية وامنية) من داخل هيئة رئاسة المجلس ومن خارجه، يتولى الشروع في إعداد ملف متكامل يتصل بهذا الموضوع، يرافقه أيضاً وبشكل متوازي محاولة بناء القوة على الأرض ورص صفوف المقاومة والحراك وإعادة بناء الثقة والتوافق الداخلي للقوى الجنوبية، فالمرحلة لاتحتمل التسويف والمماطلة في هذا الجانب من قبل كل الاطراف الحريصة على الجنوب وحق شعبنا في تقرير مصيره . وعلينا جميعاً الدفع بقوة بهذا الاتجاه لما يمثله التطور الحالي للازمه من منعطف سياسي مفصلي نحو الإستحقاق الجنوبي ، وبنوايا صادقة ومخلصة بعيداً عن المناكفات السياسية العقيمة التي اعتاد عليها بعض الجنوبيين في الفترات السابقة، والتي أصبحت عائقاً امام تحقيق اي توافق جنوبي من شأنه ان يلبي تطلعات شعبنا وبما يخدم الجنوب وقضيته العادلة. يعد المجلس الانتقالي للجنوب اليوم ثمرة سياسية هامة في تاريخ الثورة الجنوبية التحررية، حققها شعبنا بعد نضال شاق وطويل، وعلى جميع القوى السياسية الجنوبية الحفاظ عليه والالتفاف حوله ومناصرته، بل ودعمه باعتباره الاداه السياسية الممثلة لشعب الجنوب والمعبر عن إرادته الحرة في هذه المرحلة العصيبة التى يمر بها الوطن.
