رغم معرفتي المسبقة بصانع بصمتنا بصورة كبيرة جداً لفترة طويلة إلى قبيل مغادرته تعز والانشغال بالدراسة ومن ثم الاستقرار في صنعاء؛ فقد كان صاحب نشاط رياضي ومهارات متعدّدة حينما كان عضواً في نادي الرشيد بمنطقة الضبوعة بتعز، وكان ولعه بكرة القدم بالإضافة إلى تنس الطاولة والأنشطة الثقافية والاجتماعية.. حينها كنت أتتبّع أخباره من خلال صحف الدعاية والإعلانات، فقد كان مديراً لصحيفة “الوسيط” وله إسهامات متخصّصة في عدد من المجلات والصحف والمواقع الإلكترونية بكتابات متميزة تتعلق بالتسويق، ويعطي خبراته للجمهور من خلال تلك الإرشادات التي دون شك استفاد منها كثيرون من محبّي التسويق. صانع البصمة اليوم شخصية أكثر هدوءاً وأكثر جاذبية بما لديه من صفات تجبرك للاستماع إليه حيثما التقيته أو حضرت له فعالية أو برنامجاً، فهو مؤثر بقوة في مجاله وبأخلاقه وصفاته الحسنة، ولذلك عندما يذكر علم التسويق اليوم في اليمن يذكر معه “رائد عبدالمولى ثابت السقاف” مدرّب تسويق ومبيعات. يحدّثنا صانع بصمة اليوم عن تجربته مع التدريب فيقول: تجربتي بدأت من خلال عملي في مجال التسويق والمبيعات وإدارتي لفريق مبيعات, وجدت حاجة الشباب إلى مهارات أساسية تساعدهم على النجاح, فكل من يعمل في المبيعات كان يجتهد فقط ليحقّق النجاح أي غير مدرّبين, ولهذا بذلت جهداً كبيراً في تطوير مهارة الشباب في صحيفة «الوسيط» الإعلانية, فالنتيجة والفرق الذي حصل في المبيعات نتيجة التدريب كان بالنسبة لي مشجعاً حتى أسهم في إنجاح شركات أخرى. ويضيف أن بداياته الاحترافية كانت من برنامج البنك الدولي «بزنس أيدج» حيث أتاح لي هذا البرنامج الدولي فرصة اكتشاف مجالات وفرصاً كبيرة للنجاح, كون البرنامج معدّاً بمهنية عالمية, ولهذا أنصح الشركات اليمنية بالاستفادة من هذا البرنامج. وكونه صاحب تجربة ناجحة؛ فمما لا شك فيه أن هناك من أثّر فيه أو تأثّر به، ولذلك فهو يؤكد بقوله: هناك مدربون كثر رائعون فعلاً كانوا مؤثرين بشكل كبير, من العرب المدرب العالمي رامي دويك, والدكتور طارق السويدان, وعالمياً زعلر ستون. - وعن سبب اختياره موضوع التسويق بالذات، قال: اخترت التسويق لأنه مجال عملي, وبيني والتسويق علاقة حب, وعندما تجتمع الخبرة والحب تكون النتيجة نجاحاً، ولو لم أختر التسويق كنت سأختار التدريب في مجال خبرتي العملية كون التدريب مرتبطاً بخبرات العمل وليس بالدراسة أو ما قرأت عنه. رائد السقاف يرى أنه من خلال التدريب حقّق أهدافه فيقول: نعم حقّقت الكثير وأهمها مساعدة الشركات والشباب على النجاح, حيث أرصد قصص النجاح التي يحقّقها المتدربون بشكل مستمر, وهذا ما يجعلني أكثر تحفزاً لمزيد من الإنجاز والتطوير في مجال التدريب. وعن البصمة التي يشعر بالسعادة أنه تركها في الواقع من خلال التدريب يقول: أتاح لي التدريب فرصة التواصل مع قطاع واسع من الناس, وتمكنت من التأثير وتغيير الكثير في مجال تطوير ثقافة الاتصال لديهم، وأسهمت في تعزيز أهمية التسويق الشخصي للنجاح. وعن الانفتاح في مجال التدريب وفتحه آفاقاً جديدة وتوسع مفهوم التدريب، يقول: توسّع مجال التدريب ظاهرة إيجابية يدل على حيوية المجتمع وحاجته إلى مهارات احترافية لمواجهة تغيرات الحياة. وعن المنافسين له في مجال التسويق يقول: بطبيعة الحال كل من يدرّب في التسويق يعد منافساً, ولكن لي نظرة خاصة للمنافسة, فأنا أخطّط وأعمل على أن أطوّر بشكل مستمر, وأن أكون اليوم أفضل من أمس؛ لذلك لا أنظر إلى غيري من المدرّبين؛ ولكني أنظر وأقيّم أدائي باستمرار. وعن حماس الشباب الذين يحضرون دورات تدريب مدربين ويستعجلون في قطف ثمار التدريب من خلال التدريب المبكّر والبحث عن الكسب المادي قبل الصقل واكتساب الخبرة؛ يقول مستشار وخبير التدريب رائد السقاف: هذا الموضوع مهم، أنا أشجع الشباب على الاهتمام بمجال التدريب، وهناك فرص كبيرة والسوق شاغر حيث الطلب أكثر من العرض, ولكن أن يبدأوا أولاً باكتساب الخبرة, لأن التدريب هو نقل خبرات. وعن البرامج التطوعية التي يقدّمها يقول: أكيد أقدم برامج تطوعية للشباب عبر مبادرة «بنك الوظائف» التي أديرها عبر الفيسبوك. وعن تواجد الفتاة في وسط المنافسة مع الرجل في عملية التدريب يقول السقاف: هذا رائع جداً أن تنخرط كل فئات المجتمع في التدريب وإكساب مهارات جديدة لهم، حيث هذا سيساعد على تنمية المجتمع بشكل أسرع وسيكون هناك تكافؤ بين الفئتين من الشباب والفتيات, وأنصحهن بالتركيز على مجال إبداعهن, وتجنُّب فخ التدريب في كل المجالات. وعن الفروق بين المدرب المحلي والخارجي حيث نجد أن السوق للخارجي واسعة بينما لدينا مدربون أكثر كفاءة لكنهم يجدون إهمالاً ممن يستقدمون المدربين الخارجيين برغم كلفة الثمن للمدرّب الخارجي، يقول: بطبيعة الحال المدرّب اليمني أكثر معرفة بالبيئة اليمنية, والأقدر على التعامل مع المتدربين, وما على المدرب اليمني إلا العمل على التطوير المستمر, ومهم كذلك الاستفادة من المدربين العرب, لكن مشكلة مراكز التدريب لا يستضيفون المدرّبين الأكفاء من الوطن العربي إلا القليل, وأغلب الذين يزورون اليمن أقل جودة كونهم لا يكلّفوا المراكز مبالغ كبيرة, هذه مشكلة اليمن «استيراد منتجات صينية رديئة» لأسباب اقتصادية. ويختتم بقوله للشركات اليمنية: اهتموا بالتدريب؛ لأن الرهان اليوم على الجودة الشخصية وليس جودة المنتج؛ لأننا في عصر مختلف.