في خطوة نوعية وغير مسبوقة على مستوى البلاد، تظاهر آلاف الأطفال في مسيرة حاشدة بمدينة دمت بمحافظة الضالع صباح اليوم الأربعاء تنديدا بجريمة مقتل زميلهم الطفل "أنس السعيدي" منتصف الأسبوع الماضي في العاصمة صنعاء برصاص قناصة يتبعون بقايا نظام صالح العائلي. وانطلقت المسيرة من جولة الحرية حيث جابت الشارع العام حتى وسط المدينة وهي تردد الهتافات المنددة بمقتل زميلهم "أنس السعيدي" - لم يتجاوز عمره العام - الذي اغتالته أيادي الغدر والإجرام وسط شارع هائل في العاصمة صنعاء. ورفع الأطفال المشاركون في المسيرة صور الشهيد الطفل أنس السعيدي ولافتات كتب عليها "ارحل يا سفاح .. ارحل يا قاتل الأطفال" باللغتين العربية والانجليزية، كما رددوا الهتافات والشعارات المنددة بأعمال القتل والإرهاب التي تمارسه عائلة صالح وعصابته بحق أبناء الشعب اليمني، مطالبين في السياق ذاته بمحاكمة القتلة والمجرمين الذين سفكوا دماء المعتصمين والمتظاهرين سلميا في العاصمة صنعاء وروعوا النساء والصغار في وحشية لم تسلم منها حتى الأطفال الرضع والأحياء السكنية والقرى الريفية في تعز وضواحي العاصمة صنعاء. وفي المسيرة، ألقت الطفلة "قمر مسعد المنتصر" كلمة قالت فيها إن النظام العائلي لم يحقق طيلة ال33 سنة من حكمه سوى الفقر والبطالة وسوء التغذية وانتشار الأمراض ونهب الموارد وتزايد عمالة الأطفال وتنامي ظاهرة تهريب الأطفال إلى دول الجوار. وأضاف: عندما رفضنا كل هذا وأيدنا ثورة الشباب السلمية طالتنا نحن الأطفال بوحشية مثل غيرنا من أبناء اليمن أعمال القتل والإرهاب من عائلة صالح، مؤكدة لبقايا النظام العائلي أن أرواح الشهداء ودماء الجرحى لن تذهب سدى. وفي بيان لهم - تلقت الصحوة نت نسخه منه - تساءل أطفال دمت عن الذنب الذي ارتكبه انس السعيدي حتى تستهدفه قناصة صالح بتلك الوحشية إلى دخل سيارة والده الذي كان حينها يشتري حقيبة المدرسة لشقيقه بشارع هائل بصنعاء. وطالب أطفال دمت المجتمع الدولي والمنظمات الدولية اتخاذ قرارات عملية وحاسمة لإيقاف صالح عن سفك الدماء وقتل الأبرياء والأطفال وإحالته هو وأبنائه إلى محكمة الجنايات الدولية لمحاكمتهم كمجرمي حرب على ما ارتكبوه من جرائم ضد الإنسانية. وفيما طالبوا بحقهم في الحياة بحرية وأمان رافضين كل أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف أرواحهم وأرواح أبائهم وأماتهم وأشقائهم، طالب أطفال دمت بمحاكمة كل من تسبب في قطع الكهرباء والمشتقات النفطية وغيرها من الخدمات. ودعا الثوار الصغار كل من تبقى من أصحاب الضمائر الحية في الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الخاصة الوفاء بالقسم الذي أقسموه بأن يكونوا جيشا للشعب والوطن وليس للعائلة، وأن يرفضوا كل الأوامر بالقتل والالتحاق بصف ثورة الشعب السلمية.