قد يكون أمر انتقال عبدالعزيز الجبرين من الرائد حسم قبل نشر هذه المقالة، لكن القضية جديرة بالتناول بصفتها حالاً لا ترتبط ب«أين يذهب اللاعب؟ ومن يكسب التحدي من قطبي العاصمة؟». من الطبيعي أن من يدلي برأيه في مثل هذا الأمر سيصنف إما نصراوياً وإما هلالياً وإما حاقداً، لهذا فمن المنطق أن يقبل الكاتب التصنيف الأخير لكي يحافظ على شيء من الموضوعية، وخصوصاً أن الحرب تشتعل بين الطرفين، والمتطوعين لإضرام النيران كثر. الحكاية ببساطة أن النصراويين في هذه القضية لجأوا إلى الأسلوب نفسه الذي كانوا يعيبون على الهلاليين اتباعه في صفقات كثيرة كان آخرها ياسر الشهراني وعيسى المحياني، وهو أسلوب المزايدة في الصفقة والتفاوض مباشرة مع اللاعب من دون موافقة ناديه ثم دفعه إلى التمرد، على رغم أن هذه مخالفات جسيمه جداً ارتكبها الناديان الهلال في وقت سابق والنصر حالياً، إلا أن الاتحاد السعودي ممثلاً بلجنة الاحتراف وقف أمامها موقف المتفرج، لأن الخصوم أندية الوحدة والقادسية والرائد. أما على صعيد المتابعين، فالذين انتقدوا مداخلات الجبرين اليوم هم من باركوا مداخلة المحياني قبل أعوام، ومن صفقوا للجبرين الآن هم من كانوا يمقتون تصرف عيسى في وقت مضى، تغيرت المواقف فقط بتغير أسماء الفرق، أما العواطف فهي متشابهة، فكلٌّ لا يرى إلا فريقه. ولا شك في أن ما يدور حالياً يكشف عن أن هناك كثيرين مازالوا يرون أن الحرب خارج الملعب أكثر متعة منها في داخله، بل إن الحرب في الخارج تتيح للكل أن يشارك في خوض غمارها أو على الأقل ممارسة التدريب أو تحريض الجند والاكتفاء بالمتابعة والمتعة، كما أن ما يصرف في حروب خارج الميدان ربما يفوق رقمياً ما يصرف على الحروب في الداخل. أيضاً نستطيع أن نقول إن حال الجبرين كشفت عن قلة الوعي باللوائح وضعف قدرات المفاوضين وعدم الاهتمام بعقوبات الانضباط. الصراع العاصمي دام طويلاً وسيستمر، لكن الجانب الغريب في القضية كان في أحاديث عبدالعزيز المسلم رئيس الرائد، الذي مايزال يصر على التنازل عنه لنادي الهلال فقط، ومن يقف في مكان المسلم وسط ركام من الديون لا ينبغي عليه أن يفكر إلا فيمن سيدفع أكثر(كاش)، كما فعل قبله رؤساء سابقون، فلو أنه ظهر وقال «إن اللاعب سيذهب لمن يقدم العرض الأعلى دفعة واحدة» لاتفق معه الجميع ولأبعد الشكوك من حوله، لكنه في موقفه المصر على نقله للهلال، وإن كان عرضه أقل، أثار علامات الاستفهام لدى من يريد أن يسيء الظن. أخيراً .. في اعتقادي الشخصي وبناء على معلوماتي وخبراتي، لو أن إدارة الرائد والجبرين طلبوا المبالغ دفعة واحدة وبشيكات مصدقة لأغلق مسؤولو الناديين العاصميين جوالاتهم وادعوا أنهم..! *الحياه