المعركة مع الارهاب ليست معركة رئيس الدولة بمفرده ولكنها معركة وطن وشعب بكامله لان الارهاب لايستهدف الرئيس وحسب وانما يستهدف امن ومصالح المواطنين ويضرب الاقتصاد والسياحة والاستقرار والاستثمار وكلها مرتبطة بحياة المواطنين .
و لا يختلف أثنان على أن الأفكار الهدامة هي تلك التي تنخر العقول السليمة وتجعلها غير قادرة على التمييز بين التصرفات - ماهو باطل منها وماهو صواب؟ ..
وهنا يتحول المرء إلى أداة طيعة وعمياء قد تودي بنفسها إلى التهلكة قبل أن تلحق الأذى بالآخرين من حولها..
وعلى هذا المنوال فإن توجهات ومواقف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس / عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية تجاه المخاطر المحدقة بإستقرار الوطن وسلامة سفينته من الإختراق والتسرب لاشك أن هذه المواقف المدركة والرزينة تحظى بتأييد شعبي شامل من قبل المجتمع اليمني بكل فئاته سيما وأنها مواقف مدروسة وذات رؤيا عميقة تدرك أبعاد أي أفكار مضللة تسوق العنف والتطرف على أنه طريقاً وحيداً لحماية الدين والعقيدة مع أن هذا يتناقض مع سماحة الدين الإسلامي الحنيف والفطرة البشرية وكل القيم والرسالات السماوية.
ولهذا فإن الخطوات التي تخطوها القيادة السياسية في مكافحة هذه الآفة ليست سوى خطوة تعبر عن إرتفاع حس المسئولية وشجاعة قيادية نادرة في التصدي لكل ما من شأنه تكدير إستقرار الوطن وسلمه الاجتماعي وعرقلة مسيرة التحول السياسي التي تشهده اليمن مستدركاً بذلك تغليب مصلحة الوطن على ما عداها من المصالح الضيقة والأنانية التي غيبت اليمن عن مسار التقدم الإقتصادي والصناعي وجعلته رهينة التجاذبات والمهاترات وعرضة للإبتزاز السياسي والجهل والفقر وكل صنوف التخلف .
وعلى هذا الأساس فإن معضلة التطرف والفساد وغيرها من الإشكالات الأخرى هي في أمس الحاجة إلى إصطفاف وطني عريض من جميع القوى السياسية الوطنية وكل فئات المجتمع بغرض المساهمة في مواجهة هذه الأخطار التي تشكل مرضاً عضال يجب إشراك الجميع في علاجه بعيداً عن جعل القضية حكراً على الحكومة والدولة او رئيس الجمهورية بمفرده لأن هذه الأخطار ومأسيها تشوه القيم السمحاء للدين وتسيء للأخلاق الإسلامية التي تعد مدرسة ربانية في التكافل والتراحم وتهذيب النفس وزجرها بهدف الإبتعاد عن كل صنوف العنف والمغالاة وإهدار الكرامة الإنسانية وإلحاق الأذى بالآخرين دون حق.