منذ أن نال الجنوب العربي إستقلاله من الاحتلال البريطاني بعام 1967م والأسر الجنوبية المتضررة من الاحتقانات السياسية صارت عنوان للهجرة إلى الجمهورية العربية اليمنية وهذه إحدى الأسباب التي أدت إلى الحالة الضنكا لجنوبنا العربي وحتى الان ، وعاش أبناء الجنوب المهاجرين في الشمال ببساطة وظل حالهم كما هو ولم يتدخلوا في أي شأن سياسي بسبب الفرضيات العنجهية في الحكم الموزعة بين القبيلة والعسكر وبالتحديد في شمال الشمال. وبينما في المقابل بالنسبة لأبناء الشمال الوافدين إلى الجنوب وعدن بشكل خاص فقد تلقوا تعليمهم وأنخرطوا بالعمل السياسي حتى وصل من وصل منهم إلى أعلى الأجهزة في الدولة أبان الحكم الاشتراكي وإلى اليوم ، ولا يوجد أي خلاف معهم لأن أغلبهم أصبح منخرط بالنسيج الاجتماعي في عدن وهلى سبيل المثال كما يقال ( من عيال عدن ) وبالتركيز على مجمل الأحداث والصراعات التي حصلت بين أبناء الجنوب لأنها أنموذج الحي وسبب المعضلة بالانقسام والتفرقة التي فصعت ظهر دولة النظام والقانون ودخلنا بعدها الوحدة مع الجارة العربية اليمنية بدولة شبه هزيلة وحتى بعد أن أعلن الرئيس علي سالم البيض فك الارتباط في عام 94م والصف الجنوبي بتمزق يتلوه تمزق بل أن ما زاد الطين بله أن الجنوبيين هم السبب الحقيقي في الهزيمة بالحرب التي شنتها قوى العصابات والفيد على الجنوب بأسم الوحدة ، ولم يستفيق أبناء الجنوب في الشمال أنهم أخطأوا وحاربوا أخوانهم مع الأعداء إلى بعد أن صارت الفأس بالرأس والحمدلله ان بشارة الخير أتت بالثمان السنوات الاخيرة من أول عيد تصالح وتسامح بين أبناء الجنوب بعام 2006م ..
ولكي نستفيد من أخطاء الماضي ونصحح مسار الحاضر لمستقبل جنوبي مشرف وأمن لأبنائانا بتوحيد الكلمة والصف أقتبس كلمات بريجارد لنت في كتاب الصخور الجرداء حيث قال ( إن أي شخص يدعي فهم سياسة الجنوب العربي قد أعطي بشكل محزن معلومات غير صحيحة ) لأن المشكلة الأساسية لأبناء الجنوب العربي منذ القدم انهم لم يتحدوا قط تحت لواء واحد ، ونادراً ما كانوا يقدمون ولائهم تحت شخص واحد أو دولة واحدة ولفترات بسيطة ..
واليوم حان الوقت لأبناء الجنوب الماكثين في الشمال أن يلبوا نداء الدم والاخوة وينظروا إلى صالحهم في بلادهم التي نهبت وتنهب وبين أخوتهم ، وعلى أقل تقدير الأخذ بالمثل العربي الذي يقول ( أنا وأخي على أبن عمي وأنا وأبن عمي على الغريب ) فقد حان الأوان لأبناء الجنوب في الأقطار إلى توحيد الكلمة والصف الذي سيكون لنا معه لقاء في مؤتمر شعب الجنوب الجامح الذي أوجه للجنة التحضيرية للمؤتمر بلفت عنايهم لإحتواء أخوانهم الجنوبيين في الشمال وأعطائهم فرصة المشاركة بدلاً من أن تكرر الغلطة لأبناء جلدتنا ونصبح مشتتين وولائاتنا لغيرنا ...