تحقيق استقصائي يؤكد تعطل سلاسل الإمداد الدفاعي للكيان بسبب الحصار اليمني    عراك عنيف داخل مسجد في عدن يخلف مصابين    Ulefone تطلق هاتفها المصفح الجديد مع كاميرات رؤية ليلية    ما سر قرار ريال مدريد مقاطعة حفل الكرة الذهبية 2025؟    اكتشاف معبد عمره 6 قرون في تركيا بالصدفة    دراسة تحذّر من خطر شاشات الهواتف والتلفاز على صحة القلب والشرايين!    باوزير: تريم فضحت تهديدات بن حبريش ضد النخبة الحضرمية    يحق لبن حبريش قطع الطريق على وقود كهرباء الساحل لأشهر ولا يحق لأبناء تريم التعبير عن مطالهم    الراجع قوي: عندما يصبح الارتفاع المفاجئ للريال اليمني رصاصة طائشة    لماذا يخجل أبناء تعز من الإنتساب إلى مدينتهم وقراهم    في تريم لم تُخلق النخلة لتموت    إنسانية عوراء    المحتجون الحضارم يبتكرون طريقة لتعطيل شاحنات الحوثي المارة بتريم    وتؤكد بأنها على انعقاد دائم وان على التجار رفض تسليم الزيادة    كرة الطائرة الشاطئية المغربية.. إنجازات غير مسبوقة وتطور مستمر    تغاريد حرة .. عندما يسودنا الفساد    وسط تصاعد التنافس في تجارة الحبوب .. وصول شحنة قمح إلى ميناء المكلا    تضامن محلي وعربي واسع مع الفريق سلطان السامعي في وجه الحملة التي تستهدفه    فوز شاق للتعاون على الشروق في بطولة بيسان    رونالدو يسجل هاتريك ويقود النصر للفوز وديا على ريو آفي    القرعة تضع اليمن في المجموعة الثانية في تصفيات كأس آسيا للناشئين    منظمات مجتمع مدني تدين اعتداء قوات المنطقة العسكرية الأولى على المتظاهرين بتريم    إب.. قيادي حوثي يختطف مواطناً لإجباره على تحكيمه في قضية أمام القضاء    من الذي يشن هجوما على عضو أعلى سلطة في صنعاء..؟!    وسط هشاشة أمنية وتصاعد نفوذ الجماعات المسلحة.. اختطاف خامس حافلة لشركة الاسمنت خلال شهرين    الرئيس المشاط يعزي في وفاة احد كبار مشائخ حاشد    تعرّض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    إيران تفوز على غوام في مستهل مشوارها في كأس آسيا لكرة السلة    تعاون الأصابح يخطف فوزاً مثيراً أمام الشروق في بطولة بيسان الكروية 2025    الرئيس الزُبيدي يشدد على أهمية النهوض بقطاع الاتصالات وفق رؤية استراتيجية حديثة    محافظ إب يدشن أعمال التوسعة في ساحة الرسول الأعظم بالمدينة    إجراءات الحكومة كشفت مافيا العملة والمتاجرة بمعاناة الناس    كنت هناك.. وكما كان اليوم، لبنان في عين العاصفة    عصابة حوثية تعتدي على موقع أثري في إب    رصاص الجعيملاني والعامري في تريم.. اشتعال مواجهة بين المحتجين قوات الاحتلال وسط صمت حكومي    منتخب اليمن للناشئين في المجموعة الثانية    الصراع في الجهوية اليمانية قديم جدا    الأرصاد الجوية تحذّر من استمرار الأمطار الرعدية في عدة محافظات    وفاة وإصابة 9 مواطنين بصواعق رعدية في الضالع وذمار    الهيئة التنفيذية المساعدة للانتقالي بحضرموت تُدين اقتحام مدينة تريم وتطالب بتحقيق مستقل في الانتهاكات    الريال اليمني بين مطرقة المواطن المضارب وسندان التاجر (المتريث والجشع)    صنعاء تفرض عقوبات على 64 شركة لانتهاك قرار الحظر البحري على "إسرائيل"    الفصل في 7329 قضية منها 4258 أسرية    جامعة لحج ومكتب الصحة يدشنان أول عيادة مجانية بمركز التعليم المستمر    خطر مستقبل التعليم بانعدام وظيفة المعلم    من الصحافة الصفراء إلى الإعلام الأصفر.. من يدوّن تاريخ الجنوب؟    طالت عشرات الدول.. ترامب يعلن دخول الرسوم الجمركية حيز التنفيذ    دراسة أمريكية جديدة: الشفاء من السكري ممكن .. ولكن!    هيئة الآثار تنشر قائمة جديدة بالآثار اليمنية المنهوبة    موظفة في المواصفات والمقاييس توجه مناشدة لحمايتها من المضايقات على ذمة مناهضتها للفساد    اجتماع بالمواصفات يناقش تحضيرات تدشين فعاليات ذكرى المولد النبوي    مجلس الوزراء يقر خطة إحياء ذكرى المولد النبوي للعام 1447ه    لا تليق بها الفاصلة    حملة رقابية لضبط أسعار الأدوية في المنصورة بالعاصمة عدن    ( ليلة أم مجدي وصاروخ فلسطين 2 مرعب اليهود )    رئيس الوزراء: الأدوية ليست رفاهية.. ووجهنا بتخفيض الأسعار وتعزيز الرقابة    من أين لك هذا المال؟!    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبدربه منصور هادي .. الرجل الذي فاجئ الجميع
نشر في عدن الغد يوم 29 - 04 - 2012

فاجأ الرئيس اليمني الجديد، عبد ربه منصور هادي، المراقبين والمحللين بحصيلة جيدة نسبيّاً بعد توقعاتهم المتشائمة بعدم قدرته على إحلال التغيير المطلوب في اليمن المثقل بالمشاكل العديدة، فالبلد الذي يترأسه في المرحلة الانتقالية منصور هادي، وفقاً لخطة نقل السلطة الخليجية، يواجه سلسلة من الأخطار والتهديدات ليس أقلها تحدي "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، إلى درجة أن البعض قلل من شأن انتقال السلطة، واعتبر أن السياسة ستواصل مسيرتها كما كانت في السابق دون تغيير.
ولكن بعد شهرين من توليه السلطة بدا منصور هادي مرتاحاً في منصبه الجديد، وبدأ ما اعتبره المراقبون مسلسل الإصلاح المتواصل والحذر في نفس الوقت لإخراج البلاد من مشاكل الحكم والسياسة والقطع مع فترة علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن على امتداد 33 عاماً من خلال المناورات وحفظ التوازنات، مستخدماً شبكة متجذرة من الريع السياسي. وكان منصور هادي، الشخصية المغمورة نسبيّاً الذي ظل بعيداً عن الأضواء طوال الفترة السابقة عندما شغل منصب نائب الرئيس صالح، قد صعد إلى السلطة في شهر فبراير الماضي من خلال انتخابات لم يترشح فيها غيره، وذلك في محاولة للخروج من الأزمة السياسية لليمن وإنهاء سنة كاملة من الاحتجاجات التي عمت المدن والبلدات اليمنية.
ومنذ ذلك الوقت أقدم هادي على مجموعة من الخطوات الجريئة تمثلت في إقالة عدد من المحافظين الذين عينهم الرئيس السابق كما أطلق إصلاحات في القطاعين الخاص والعام، ولكن المهمة الأصعب تبقى في دخوله معترك الجيش والبدء في عملية إعادة هيكلة أركانه مع ما ينطوي عليه هذا الأمر من حساسية كبرى.
والحقيقة أن كل هذه الخطوات فاجأت المراقبين للوضع اليمني، فالرئيس الحالي منصور هادي كان ينظر إليه من قبل العديد من المحللين كجزء من النظام القديم وكأحد أركانه الأساسيين، وهو الأمر الذي أقلق اليمنيين التواقين إلى الإصلاح ودفعهم للتشكيك في قدرة هادي على إطلاق الإصلاح المطلوب بعد تنحي صالح، كما أنه لم يصبح رئيساً إلا عبر انتخابات أشبه بالاستفتاء على شخصه حيث خاضها وحيداً دون منافسة في إطار صفقة نقل السلطة التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي كتسوية لإنهاء الأزمة السياسية ووضع حد للفوضى التي كانت تجتاح اليمن وتهدد استقرار جيرانه.
هذا بالإضافة إلى المدة الطويلة التي قضاها منصور هادي إلى جانب الرئيس السابق والممتدة على مدى عقد ونصف العقد، ولم يكن يحظى بالنظر إلى كل ذلك بالصلاحيات المطلوبة للتأثير بقوة. وهذه العلاقة القريبة من الرئيس صالح يفسرها المحللون بأنها جزء من تكوين منصور هادي العسكري وانحداره من الجنوب المضطرب، فقد عينه صالح نائباً له كنوع من المكافأة لوقوفه إلى جانبه في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في 1994.
وحتى في الوقت الذي انشق فيه البعض عن صالح داخل حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه بعد اندلاع الثورة الأخيرة ظل منصور هادي وفيّاً له، ولذا عندما تولى هادي الرئاسة بمباركة من صالح وحزب المؤتمر الشعبي وبموافقة أحزاب المعارضة، توقع منه قليلون في اليمن إحداث القطيعة المنشودة مع عهد صالح ومباشرة الإصلاح الضروري لخروج اليمن من أزمته، بيد أن هادي، وعلى امتداد الشهرين اللذين قضاهما في الرئاسة، بدا عازماً على الإصلاح الجدي على رغم التحديات الجسيمة.
ومن أبرز المهام الصعبة التي تنتظر منصور هادي إعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم على نفسه، هذا بالإضافة إلى إطلاق الحوار الوطني في إطار حكومة الوحدة الوطنية وكتابة دستور جديد للبلاد. فالجيش اليمني الذي يشرف على وحداته الرئيسية أقارب صالح كان يعتبر إحدى دعائم النظام السابق، ولكن مع انطلاق الانتفاضة واشتداد حدة القمع قررت رموز كبيرة داخله الانشقاق عن سلطة صالح، بل لقد نشبت معارك بين القوات الموالية للسلطة وبين تلك المناصرة للثورة بزعامة اللواء علي محسن الأحمر. وعلى رغم تراجع احتمالات صراع الفصائل في اليمن يبقى انقسام الجيش إحدى المشاكل الأساسية التي تعيق إعادة النظام للبلد.
وفيما أكسبت هادي الخطوات التي أقدم عليها مؤخراً بإقالة مجموعة من قادة وحدات الجيش، مصداقية مهمة لدى المراقبين واليمنيين، تظل ردود فعل تلك القيادات المتشنجة دليلاً عن مدى حساسية إعادة هيكلة الجيش، علماً بأنها جزء أساسي من عملية تنظيم السلطة في اليمن، فقد رفض قائدان تمت إقالتهما في 6 أبريل الجاري، هما قائد القوات الجوية والأخ غير الشقيق للرئيس السابق، محمد صالح الأحمر، وابن أخيه رئيس الحرس الرئاسي، طارق محمد صالح، الانصياع للأوامر الرئاسية وتسليم القيادة.
وفيما أذعن قائد القوات الجوية مؤخراً لأوامر الإقالة بعد ضغوط دولية، ما زال وضع القائد الآخر غير واضح، وبدا أن الرئيس السابق، الذي ما زال يقيم في اليمن ويرأس حزب المؤتمر الشعبي، وكأنه قد تغاضى عن عصيان القادة الموالين له لأوامر الرئيس مما أثار مخاوف اليمنيين من دوره السلبي والمعيق للإصلاح الذي قد يلعبه في الفترة المقبلة.
وليست المرحلة الانتقالية بكل مشاكلها المستمرة سوى جزء من التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية ما بعد صالح، فالقوات الحكومية تخوض معارك ضارية ضد عناصر "القاعدة" الذين نجحوا في السيطرة على عدد من البلدات والقرى في الجنوب، هذا في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد اليمني بعد سنة كاملة من الاضطرابات والفوضى من مشاكل كبرى أوصلته إلى شفير الهاوية، وفيما اعتبر المراقبون للوضع اليمني أن فترة الشهرين التي أمضاها منصور هادي في الرئاسة تدعو حتى هذه اللحظة إلى تفاؤل حذر، بالنظر إلى الخطوات التي اتخذها، إلا أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن المهمة ما زالت في بدايتها والطريق لم ينته بعد.
آدم بارون - صنعاء
ينشر بترتيب خاص مع خدمة
«كريستيان ساينس مونيتور»
فاجأ الرئيس اليمني الجديد، عبد ربه منصور هادي، المراقبين والمحللين بحصيلة جيدة نسبيّاً بعد توقعاتهم المتشائمة بعدم قدرته على إحلال التغيير المطلوب في اليمن المثقل بالمشاكل العديدة، فالبلد الذي يترأسه في المرحلة الانتقالية منصور هادي، وفقاً لخطة نقل السلطة الخليجية، يواجه سلسلة من الأخطار والتهديدات ليس أقلها تحدي "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، إلى درجة أن البعض قلل من شأن انتقال السلطة، واعتبر أن السياسة ستواصل مسيرتها كما كانت في السابق دون تغيير. ولكن بعد شهرين من توليه السلطة بدا منصور هادي مرتاحاً في منصبه الجديد، وبدأ ما اعتبره المراقبون مسلسل الإصلاح المتواصل والحذر في نفس الوقت لإخراج البلاد من مشاكل الحكم والسياسة والقطع مع فترة علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن على امتداد 33 عاماً من خلال المناورات وحفظ التوازنات، مستخدماً شبكة متجذرة من الريع السياسي. وكان منصور هادي، الشخصية المغمورة نسبيّاً الذي ظل بعيداً عن الأضواء طوال الفترة السابقة عندما شغل منصب نائب الرئيس صالح، قد صعد إلى السلطة في شهر فبراير الماضي من خلال انتخابات لم يترشح فيها غيره، وذلك في محاولة للخروج من الأزمة السياسية لليمن وإنهاء سنة كاملة من الاحتجاجات التي عمت المدن والبلدات اليمنية. ومنذ ذلك الوقت أقدم هادي على مجموعة من الخطوات الجريئة تمثلت في إقالة عدد من المحافظين الذين عينهم الرئيس السابق كما أطلق إصلاحات في القطاعين الخاص والعام، ولكن المهمة الأصعب تبقى في دخوله معترك الجيش والبدء في عملية إعادة هيكلة أركانه مع ما ينطوي عليه هذا الأمر من حساسية كبرى.
والحقيقة أن كل هذه الخطوات فاجأت المراقبين للوضع اليمني، فالرئيس الحالي منصور هادي كان ينظر إليه من قبل العديد من المحللين كجزء من النظام القديم وكأحد أركانه الأساسيين، وهو الأمر الذي أقلق اليمنيين التواقين إلى الإصلاح ودفعهم للتشكيك في قدرة هادي على إطلاق الإصلاح المطلوب بعد تنحي صالح، كما أنه لم يصبح رئيساً إلا عبر انتخابات أشبه بالاستفتاء على شخصه حيث خاضها وحيداً دون منافسة في إطار صفقة نقل السلطة التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي كتسوية لإنهاء الأزمة السياسية ووضع حد للفوضى التي كانت تجتاح اليمن وتهدد استقرار جيرانه. هذا بالإضافة إلى المدة الطويلة التي قضاها منصور هادي إلى جانب الرئيس السابق والممتدة على مدى عقد ونصف العقد، ولم يكن يحظى بالنظر إلى كل ذلك بالصلاحيات المطلوبة للتأثير بقوة. وهذه العلاقة القريبة من الرئيس صالح يفسرها المحللون بأنها جزء من تكوين منصور هادي العسكري وانحداره من الجنوب المضطرب، فقد عينه صالح نائباً له كنوع من المكافأة لوقوفه إلى جانبه في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في 1994.وحتى في الوقت الذي انشق فيه البعض عن صالح داخل حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه بعد اندلاع الثورة الأخيرة ظل منصور هادي وفيّاً له، ولذا عندما تولى هادي الرئاسة بمباركة من صالح وحزب المؤتمر الشعبي وبموافقة أحزاب المعارضة، توقع منه قليلون في اليمن إحداث القطيعة المنشودة مع عهد صالح ومباشرة الإصلاح الضروري لخروج اليمن من أزمته، بيد أن هادي، وعلى امتداد الشهرين اللذين قضاهما في الرئاسة، بدا عازماً على الإصلاح الجدي على رغم التحديات الجسيمة.ومن أبرز المهام الصعبة التي تنتظر منصور هادي إعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم على نفسه، هذا بالإضافة إلى إطلاق الحوار الوطني في إطار حكومة الوحدة الوطنية وكتابة دستور جديد للبلاد. فالجيش اليمني الذي يشرف على وحداته الرئيسية أقارب صالح كان يعتبر إحدى دعائم النظام السابق، ولكن مع انطلاق الانتفاضة واشتداد حدة القمع قررت رموز كبيرة داخله الانشقاق عن سلطة صالح، بل لقد نشبت معارك بين القوات الموالية للسلطة وبين تلك المناصرة للثورة بزعامة اللواء علي محسن الأحمر. وعلى رغم تراجع احتمالات صراع الفصائل في اليمن يبقى انقسام الجيش إحدى المشاكل الأساسية التي تعيق إعادة النظام للبلد. وفيما أكسبت هادي الخطوات التي أقدم عليها مؤخراً بإقالة مجموعة من قادة وحدات الجيش، مصداقية مهمة لدى المراقبين واليمنيين، تظل ردود فعل تلك القيادات المتشنجة دليلاً عن مدى حساسية إعادة هيكلة الجيش، علماً بأنها جزء أساسي من عملية تنظيم السلطة في اليمن، فقد رفض قائدان تمت إقالتهما في 6 أبريل الجاري، هما قائد القوات الجوية والأخ غير الشقيق للرئيس السابق، محمد صالح الأحمر، وابن أخيه رئيس الحرس الرئاسي، طارق محمد صالح، الانصياع للأوامر الرئاسية وتسليم القيادة.وفيما أذعن قائد القوات الجوية مؤخراً لأوامر الإقالة بعد ضغوط دولية، ما زال وضع القائد الآخر غير واضح، وبدا أن الرئيس السابق، الذي ما زال يقيم في اليمن ويرأس حزب المؤتمر الشعبي، وكأنه قد تغاضى عن عصيان القادة الموالين له لأوامر الرئيس مما أثار مخاوف اليمنيين من دوره السلبي والمعيق للإصلاح الذي قد يلعبه في الفترة المقبلة.وليست المرحلة الانتقالية بكل مشاكلها المستمرة سوى جزء من التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية ما بعد صالح، فالقوات الحكومية تخوض معارك ضارية ضد عناصر "القاعدة" الذين نجحوا في السيطرة على عدد من البلدات والقرى في الجنوب، هذا في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد اليمني بعد سنة كاملة من الاضطرابات والفوضى من مشاكل كبرى أوصلته إلى شفير الهاوية، وفيما اعتبر المراقبون للوضع اليمني أن فترة الشهرين التي أمضاها منصور هادي في الرئاسة تدعو حتى هذه اللحظة إلى تفاؤل حذر، بالنظر إلى الخطوات التي اتخذها، إلا أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن المهمة ما زالت في بدايتها والطريق لم ينته بعد.آدم بارون - صنعاءينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»

فاجأ الرئيس اليمني الجديد، عبد ربه منصور هادي، المراقبين والمحللين بحصيلة جيدة نسبيّاً بعد توقعاتهم المتشائمة بعدم قدرته على إحلال التغيير المطلوب في اليمن المثقل بالمشاكل العديدة، فالبلد الذي يترأسه في المرحلة الانتقالية منصور هادي، وفقاً لخطة نقل السلطة الخليجية، يواجه سلسلة من الأخطار والتهديدات ليس أقلها تحدي "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، إلى درجة أن البعض قلل من شأن انتقال السلطة، واعتبر أن السياسة ستواصل مسيرتها كما كانت في السابق دون تغيير.
ولكن بعد شهرين من توليه السلطة بدا منصور هادي مرتاحاً في منصبه الجديد، وبدأ ما اعتبره المراقبون مسلسل الإصلاح المتواصل والحذر في نفس الوقت لإخراج البلاد من مشاكل الحكم والسياسة والقطع مع فترة علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن على امتداد 33 عاماً من خلال المناورات وحفظ التوازنات، مستخدماً شبكة متجذرة من الريع السياسي. وكان منصور هادي، الشخصية المغمورة نسبيّاً الذي ظل بعيداً عن الأضواء طوال الفترة السابقة عندما شغل منصب نائب الرئيس صالح، قد صعد إلى السلطة في شهر فبراير الماضي من خلال انتخابات لم يترشح فيها غيره، وذلك في محاولة للخروج من الأزمة السياسية لليمن وإنهاء سنة كاملة من الاحتجاجات التي عمت المدن والبلدات اليمنية.
ومنذ ذلك الوقت أقدم هادي على مجموعة من الخطوات الجريئة تمثلت في إقالة عدد من المحافظين الذين عينهم الرئيس السابق كما أطلق إصلاحات في القطاعين الخاص والعام، ولكن المهمة الأصعب تبقى في دخوله معترك الجيش والبدء في عملية إعادة هيكلة أركانه مع ما ينطوي عليه هذا الأمر من حساسية كبرى.



والحقيقة أن كل هذه الخطوات فاجأت المراقبين للوضع اليمني، فالرئيس الحالي منصور هادي كان ينظر إليه من قبل العديد من المحللين كجزء من النظام القديم وكأحد أركانه الأساسيين، وهو الأمر الذي أقلق اليمنيين التواقين إلى الإصلاح ودفعهم للتشكيك في قدرة هادي على إطلاق الإصلاح المطلوب بعد تنحي صالح، كما أنه لم يصبح رئيساً إلا عبر انتخابات أشبه بالاستفتاء على شخصه حيث خاضها وحيداً دون منافسة في إطار صفقة نقل السلطة التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي كتسوية لإنهاء الأزمة السياسية ووضع حد للفوضى التي كانت تجتاح اليمن وتهدد استقرار جيرانه.
هذا بالإضافة إلى المدة الطويلة التي قضاها منصور هادي إلى جانب الرئيس السابق والممتدة على مدى عقد ونصف العقد، ولم يكن يحظى بالنظر إلى كل ذلك بالصلاحيات المطلوبة للتأثير بقوة. وهذه العلاقة القريبة من الرئيس صالح يفسرها المحللون بأنها جزء من تكوين منصور هادي العسكري وانحداره من الجنوب المضطرب، فقد عينه صالح نائباً له كنوع من المكافأة لوقوفه إلى جانبه في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في 1994.
وحتى في الوقت الذي انشق فيه البعض عن صالح داخل حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه بعد اندلاع الثورة الأخيرة ظل منصور هادي وفيّاً له، ولذا عندما تولى هادي الرئاسة بمباركة من صالح وحزب المؤتمر الشعبي وبموافقة أحزاب المعارضة، توقع منه قليلون في اليمن إحداث القطيعة المنشودة مع عهد صالح ومباشرة الإصلاح الضروري لخروج اليمن من أزمته، بيد أن هادي، وعلى امتداد الشهرين اللذين قضاهما في الرئاسة، بدا عازماً على الإصلاح الجدي على رغم التحديات الجسيمة.
ومن أبرز المهام الصعبة التي تنتظر منصور هادي إعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم على نفسه، هذا بالإضافة إلى إطلاق الحوار الوطني في إطار حكومة الوحدة الوطنية وكتابة دستور جديد للبلاد. فالجيش اليمني الذي يشرف على وحداته الرئيسية أقارب صالح كان يعتبر إحدى دعائم النظام السابق، ولكن مع انطلاق الانتفاضة واشتداد حدة القمع قررت رموز كبيرة داخله الانشقاق عن سلطة صالح، بل لقد نشبت معارك بين القوات الموالية للسلطة وبين تلك المناصرة للثورة بزعامة اللواء علي محسن الأحمر. وعلى رغم تراجع احتمالات صراع الفصائل في اليمن يبقى انقسام الجيش إحدى المشاكل الأساسية التي تعيق إعادة النظام للبلد.
وفيما أكسبت هادي الخطوات التي أقدم عليها مؤخراً بإقالة مجموعة من قادة وحدات الجيش، مصداقية مهمة لدى المراقبين واليمنيين، تظل ردود فعل تلك القيادات المتشنجة دليلاً عن مدى حساسية إعادة هيكلة الجيش، علماً بأنها جزء أساسي من عملية تنظيم السلطة في اليمن، فقد رفض قائدان تمت إقالتهما في 6 أبريل الجاري، هما قائد القوات الجوية والأخ غير الشقيق للرئيس السابق، محمد صالح الأحمر، وابن أخيه رئيس الحرس الرئاسي، طارق محمد صالح، الانصياع للأوامر الرئاسية وتسليم القيادة.
وفيما أذعن قائد القوات الجوية مؤخراً لأوامر الإقالة بعد ضغوط دولية، ما زال وضع القائد الآخر غير واضح، وبدا أن الرئيس السابق، الذي ما زال يقيم في اليمن ويرأس حزب المؤتمر الشعبي، وكأنه قد تغاضى عن عصيان القادة الموالين له لأوامر الرئيس مما أثار مخاوف اليمنيين من دوره السلبي والمعيق للإصلاح الذي قد يلعبه في الفترة المقبلة.
وليست المرحلة الانتقالية بكل مشاكلها المستمرة سوى جزء من التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية ما بعد صالح، فالقوات الحكومية تخوض معارك ضارية ضد عناصر "القاعدة" الذين نجحوا في السيطرة على عدد من البلدات والقرى في الجنوب، هذا في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد اليمني بعد سنة كاملة من الاضطرابات والفوضى من مشاكل كبرى أوصلته إلى شفير الهاوية، وفيما اعتبر المراقبون للوضع اليمني أن فترة الشهرين التي أمضاها منصور هادي في الرئاسة تدعو حتى هذه اللحظة إلى تفاؤل حذر، بالنظر إلى الخطوات التي اتخذها، إلا أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن المهمة ما زالت في بدايتها والطريق لم ينته بعد.
آدم بارون - صنعاء
ينشر بترتيب خاص مع خدمة
«كريستيان ساينس مونيتور»
فاجأ الرئيس اليمني الجديد، عبد ربه منصور هادي، المراقبين والمحللين بحصيلة جيدة نسبيّاً بعد توقعاتهم المتشائمة بعدم قدرته على إحلال التغيير المطلوب في اليمن المثقل بالمشاكل العديدة، فالبلد الذي يترأسه في المرحلة الانتقالية منصور هادي، وفقاً لخطة نقل السلطة الخليجية، يواجه سلسلة من الأخطار والتهديدات ليس أقلها تحدي "تنظيم القاعدة في جزيرة العرب"، إلى درجة أن البعض قلل من شأن انتقال السلطة، واعتبر أن السياسة ستواصل مسيرتها كما كانت في السابق دون تغيير.
ولكن بعد شهرين من توليه السلطة بدا منصور هادي مرتاحاً في منصبه الجديد، وبدأ ما اعتبره المراقبون مسلسل الإصلاح المتواصل والحذر في نفس الوقت لإخراج البلاد من مشاكل الحكم والسياسة والقطع مع فترة علي عبد الله صالح الذي حكم اليمن على امتداد 33 عاماً من خلال المناورات وحفظ التوازنات، مستخدماً شبكة متجذرة من الريع السياسي. وكان منصور هادي، الشخصية المغمورة نسبيّاً الذي ظل بعيداً عن الأضواء طوال الفترة السابقة عندما شغل منصب نائب الرئيس صالح، قد صعد إلى السلطة في شهر فبراير الماضي من خلال انتخابات لم يترشح فيها غيره، وذلك في محاولة للخروج من الأزمة السياسية لليمن وإنهاء سنة كاملة من الاحتجاجات التي عمت المدن والبلدات اليمنية.
ومنذ ذلك الوقت أقدم هادي على مجموعة من الخطوات الجريئة تمثلت في إقالة عدد من المحافظين الذين عينهم الرئيس السابق كما أطلق إصلاحات في القطاعين الخاص والعام، ولكن المهمة الأصعب تبقى في دخوله معترك الجيش والبدء في عملية إعادة هيكلة أركانه مع ما ينطوي عليه هذا الأمر من حساسية كبرى.
والحقيقة أن كل هذه الخطوات فاجأت المراقبين للوضع اليمني، فالرئيس الحالي منصور هادي كان ينظر إليه من قبل العديد من المحللين كجزء من النظام القديم وكأحد أركانه الأساسيين، وهو الأمر الذي أقلق اليمنيين التواقين إلى الإصلاح ودفعهم للتشكيك في قدرة هادي على إطلاق الإصلاح المطلوب بعد تنحي صالح، كما أنه لم يصبح رئيساً إلا عبر انتخابات أشبه بالاستفتاء على شخصه حيث خاضها وحيداً دون منافسة في إطار صفقة نقل السلطة التي رعتها دول مجلس التعاون الخليجي كتسوية لإنهاء الأزمة السياسية ووضع حد للفوضى التي كانت تجتاح اليمن وتهدد استقرار جيرانه.
هذا بالإضافة إلى المدة الطويلة التي قضاها منصور هادي إلى جانب الرئيس السابق والممتدة على مدى عقد ونصف العقد، ولم يكن يحظى بالنظر إلى كل ذلك بالصلاحيات المطلوبة للتأثير بقوة. وهذه العلاقة القريبة من الرئيس صالح يفسرها المحللون بأنها جزء من تكوين منصور هادي العسكري وانحداره من الجنوب المضطرب، فقد عينه صالح نائباً له كنوع من المكافأة لوقوفه إلى جانبه في الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب في 1994.
وحتى في الوقت الذي انشق فيه البعض عن صالح داخل حزب المؤتمر الشعبي الذي يرأسه بعد اندلاع الثورة الأخيرة ظل منصور هادي وفيّاً له، ولذا عندما تولى هادي الرئاسة بمباركة من صالح وحزب المؤتمر الشعبي وبموافقة أحزاب المعارضة، توقع منه قليلون في اليمن إحداث القطيعة المنشودة مع عهد صالح ومباشرة الإصلاح الضروري لخروج اليمن من أزمته، بيد أن هادي، وعلى امتداد الشهرين اللذين قضاهما في الرئاسة، بدا عازماً على الإصلاح الجدي على رغم التحديات الجسيمة.
ومن أبرز المهام الصعبة التي تنتظر منصور هادي إعادة هيكلة الجيش اليمني المنقسم على نفسه، هذا بالإضافة إلى إطلاق الحوار الوطني في إطار حكومة الوحدة الوطنية وكتابة دستور جديد للبلاد. فالجيش اليمني الذي يشرف على وحداته الرئيسية أقارب صالح كان يعتبر إحدى دعائم النظام السابق، ولكن مع انطلاق الانتفاضة واشتداد حدة القمع قررت رموز كبيرة داخله الانشقاق عن سلطة صالح، بل لقد نشبت معارك بين القوات الموالية للسلطة وبين تلك المناصرة للثورة بزعامة اللواء علي محسن الأحمر. وعلى رغم تراجع احتمالات صراع الفصائل في اليمن يبقى انقسام الجيش إحدى المشاكل الأساسية التي تعيق إعادة النظام للبلد.
وفيما أكسبت هادي الخطوات التي أقدم عليها مؤخراً بإقالة مجموعة من قادة وحدات الجيش، مصداقية مهمة لدى المراقبين واليمنيين، تظل ردود فعل تلك القيادات المتشنجة دليلاً عن مدى حساسية إعادة هيكلة الجيش، علماً بأنها جزء أساسي من عملية تنظيم السلطة في اليمن، فقد رفض قائدان تمت إقالتهما في 6 أبريل الجاري، هما قائد القوات الجوية والأخ غير الشقيق للرئيس السابق، محمد صالح الأحمر، وابن أخيه رئيس الحرس الرئاسي، طارق محمد صالح، الانصياع للأوامر الرئاسية وتسليم القيادة.
وفيما أذعن قائد القوات الجوية مؤخراً لأوامر الإقالة بعد ضغوط دولية، ما زال وضع القائد الآخر غير واضح، وبدا أن الرئيس السابق، الذي ما زال يقيم في اليمن ويرأس حزب المؤتمر الشعبي، وكأنه قد تغاضى عن عصيان القادة الموالين له لأوامر الرئيس مما أثار مخاوف اليمنيين من دوره السلبي والمعيق للإصلاح الذي قد يلعبه في الفترة المقبلة.
وليست المرحلة الانتقالية بكل مشاكلها المستمرة سوى جزء من التحديات التي تواجه الحكومة اليمنية ما بعد صالح، فالقوات الحكومية تخوض معارك ضارية ضد عناصر "القاعدة" الذين نجحوا في السيطرة على عدد من البلدات والقرى في الجنوب، هذا في الوقت الذي يعاني فيه الاقتصاد اليمني بعد سنة كاملة من الاضطرابات والفوضى من مشاكل كبرى أوصلته إلى شفير الهاوية، وفيما اعتبر المراقبون للوضع اليمني أن فترة الشهرين التي أمضاها منصور هادي في الرئاسة تدعو حتى هذه اللحظة إلى تفاؤل حذر، بالنظر إلى الخطوات التي اتخذها، إلا أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن المهمة ما زالت في بدايتها والطريق لم ينته بعد.
آدم بارون - صنعاء
ينشر بترتيب خاص مع خدمة
«كريستيان ساينس مونيتور»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.