اصدرت القاصة والصحفية فاطمة رشاد ناشر مؤخرا أول مجموعة قصصية لها وحملت عنوان ( امرأة تحت المطر), التقينا بها وأجريناه معها هذا الحوار. حوار/ ياسر عبدالباقي
من هي امرأة تحت المطر؟ هي كل النساء في امرأة واحدة ..هي امرأة تحاول الخروج من قوقعة الرجل وجبروته لتفك عنها كل قيوده التي قيدها بها ..امرأة تحت المطر هي من اغتيل جسدها ولم تحاول الإفصاح عن ذلك لأنها تعيش في خوف رهيب من الظلال التي أرادت أن تحتمي بها فخذلوها ليجعلوا منها جنازة تتوالى الجرائم تحت ذريعة قولهم"لا" أي أن المرأة لاتستطيع أن تحصل على حقها أبداً وإذا حاولت أن تأخذه فأنها تدفع الثمن باهظاً ..امرأة تحت المطر هي من لم تستطع أن تمارس حقها الشرعي ولو بالقليل في اختيار من تريد أن يكون شريك حياتها ولكنها تقف أمام رجل فقد صلاحيته في محاربة كل من يعترض طريقه للحصول على امرأة تحاول أن تكون له ولكنه لم يستطع بسبب خوفه .. امرأة تحت المطر صحوة لكل امرأة تحاول أن تحارب من وضعها في بقعة مظلمة ووراء الشموع كانت تحلم أن تضئ لها طريقها ..امرأة تحت المطر هي الأنثى الناضجة التي أعطت كثيراً ولكنها لم تجد في مطاف حياتها مع الرجل إلا الخذلان والبحث عن امرأة في ريعان العطاء وهكذا تستمر جرائم الرجل في محاولته في إنهائها من وجوده بطريقة أكثر دهاء ..امرأة تحت المطر هي التي صحت ووجدت ورقة طلاقها أمامها وجريمتها في ذلك الانفصال لاتعرف شيء بل لأنها تزوجت وهي في سن صغيرة لاتعرف ماهو الزواج والطلاق امرأة تحت المطر في مجهول طفل يولد لايعرف من هو مرتكب الجريمة في إنهاء حياة المرأة التي أنجبته هذه هي امرأة المطر التي تحدث عنها .
صدور مجموعتك القصصية هذا يعني ميلاد قاصة؟
ربما هذه المجموعة تعني لي الكثيرة وليس فقط يعني ميلاد قاصة بل ميلاد فاطمة الإنسانة قبل أن أكون قاصة فأنا قدمت مجموعة من القصص التي تهم كل النساء لهذا فعلاً أنا ولدت بهذه المجموعة في ذات النساء كلهن وهذه المجموعة هي مهداة لكل امرأة طالتها قطرات المطر رغماً عنها.
تم رفض قبولك من قبل أمانة اتحاد الأدباء لعدم اعترافهم بكون نصوصك تحمل روح القصة وهل هذه المجموعة رد غير مباشر عليهم؟ في الحقيقة كنت اجهل أسباب رفضهم في قبولي في أمانة اتحاد الأدباء حتى عندما ابلغوني بخبر عودة ملفي من صنعاء لم أعطي أي اهتمام لهذا الموضوع ليس كوني لا أريد العضوية ولكني مؤمنة بقيمة الأدب والرسالة الأدبية التي أنا شاغلة بالي بها لا اعرف هل حصولي على العضوية في أمانة اتحاد الأدباء هي التزكية في كوني قاصة أو لا ؟ لان أمانة اتحاد الأدباء لاتريد أن تعترف بالجيل القادم من الأدباء لأنهم يخشون من مشاركتنا لهم في وليمة الانتخابات والله إني لم أفكر بالانتخابات هذه ولا أريد أي منصب لكي يخافوا مني ومن زملائي الذين ينتظرون هذه الورقة البيضاء والتي تحدد انتماءنا إلى عالمهم واقسم بالله بأني لا أشكل أي خطر في لعبة الكراسي هذه ما أريده فقط هو ورقة انتمي إلى خارطة الاتحاد هذا ما أريده فقط وأنا مستمرة في عطائي الأدبي ومجموعتي خير دليل على إني لم أيأس أبداً من رفضهم لي ربما سيتعرفون بي عندما انتقل إلى رحمة الله وأصير في عالمهم المرحومة القاصة فاطمة رشاد هذا ما سأجده عندما ارحل عن عالمهم .
نجد في مجموعتك عموماً اغلب نصوصك أن الأنثى هي بطلة القصة أو الضحية وهي المحور التي تدور عليها النص أين الرجل من النص؟ الرجل موجود في المجموعة فلا يمكن أن تكون بطلة القصة وحدها دونه فهو الذي يغتال فرحها وهو الظل الذي تحتمي به وهو العاشق الذي لم يستطع أن يحرك ساكن ليحصل عليها وهو المحب المخلص ولكن اعترف بأن حضوره في المجموعة حضور قصري .
هل أنت مدينة لأحد؟ نعم أنا مدينة لكل من وقف بجانبي في هذا النجاح البسيط الذي وصلت إليه مدينة لامي وأبي وعائلتي كلها وكذلك مدينة لاتحاد كتاب عدن الذي وقف بجانبي م وكذلك للأستاذ القاص عبد الرحمن بعد الخالق الرجل الذي منحنا الثقة في دخولنا ارض اتحاد الأدباء فرع عدن.
أهناك نص تمنيت أن تكونين صاحبة هذا النص؟ هناك نصوص كثيرة تمنيت لو كتبتها فعلاً وخاصة قصص الأستاذة القاصة زينب حفني والتي بدأت مؤخراً اقرأ لها بشكل مكثف وكذلك نص للقاصة اليمنية جيهان عثمان في أقصوصة "رجل إسمنتي " تمنيت لو كنت كاتبة هذا النص.
كثير ماتعرفين نفسك في المواقع والمنتديات الثقافية ب(عاشقة الورق)ما قصة هذا الاسم؟ قصة عاشقة الورق هي قصة بسيطة جداً كتبت ذات يوم نص بعنوان" أيتها الأوراق"فأسمتني إحدى صديقاتي بعدما قرأته باسم عاشقة الورق هذه قصة هذا الاسم وأنا فخورة به كثيراً وأحبه جداً واسعد عندما ينادونني باسم عاشقة الورق أو يا ورق أحس بقيمة الكلمة على صفحات أوراقنا البيضاء التي نلطخ سطحها بالحبر ونصنع منها نبض أدبي خالد.
خلاصة هذا الحوار من أنت؟ أنا إنسانة أحاول أن أجد مكان يستوعبني بكل شقاوتي وبكل ألمي ويستوعب أحلامي مهما تكن هذا ما أجده في نفسي لقول من أنا؟