قال سياسي يمني أن "الحوار اليمني المنتهي قبل أشهر قد كان ضرورة وطنية, ولكن يبدو أن النتائج التي خرج بها الحوار والتحولات التي حصلت في تركيبة القوة، وأيضا التخوفات من المستقبل، كلها تقود اليمن إلى وضع أمني سيئ جدا". وأوضح الدكتور نجيب غلاس استاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء في مقابلة بثتها اذاعة (صوت روسيا) ان " الوضع الأمني تديره رؤوس كبيرة ليست القاعدة إلى أحد هذه الرؤوس".. مشيراً الى ان "هناك شبكات فاسدة ولعبة المافية وجماعات التهريب، وأيضا بنية الفساد داخل مؤسسات الدولة, هذه الرؤوس المتعددة تدير معارك بينية، ولدى كل هذه الأطراف رغبة في انهيار العملية السياسية كما أن هناك تدخلات خارجية من بعض الدول في الصراع الإقليمي، ولدى بعض الأطراف رغبة بتحويل اليمن إلى مجال فوضوي بإدارة حروب إقليمية ليس لليمن فيها لا ناقة ولا جمل".
وقال غلاس ان " تركيبة القوى متداخلة ومعقدة والجميع في مركب واحد، ولا خيار أمامهم إلا أن يتوافقوا على بناء دولة يمنية حديثة تحمي الجميع وتدافع عن الجميع وتنهي هذا الفساد الذي يأكل اليمن طولا وعرضا بلا رحمة، والجميع مشارك فيه بما فيهم البنية التي تدعي أنها ثورية صارت هي الوجه الأبرز لتغطية وحجب هذا الفساد".. موضحاً " صار التنظيم الثوري هو القناع الأبرز لتمرير الصفقات القذرة المدمرة لبلادنا". وأكد ان " القاعدة اليوم تتحدث عن الثورة والفاسدون يتحدثون اليوم عن الثورة، وكل طامح اليوم يتحدث باسم الثورة، وحتى من كان في النظام السابق صار ثوريا، هذه الثورة اليوم هي الوجه الأبرز والوجه الأوضح لفكرة الفساد داخل بلادنا".
وأكد أن " الحملات العسكرية الأخيرة التي يقوم بها الجيش في محافظاتشبوة وأبين والبيضاء ومآرب , كانت ضرورية وحتمية، فالقاعدة شكلت في بعض المحافظات قواعد وانطلاقات فعلية للتخريب ونشر الفوضى داخل اليمن، والقاعدة في اليمن لها علاقة بشكل أو بآخر ببعض الأطراف السياسية وكل ما قاد الجيش معركة ضد هذه التكوينات الإرهابية، وجدنا من يتدخل لإيقاف هذه الحروب".. مؤكدا ان " الوضع في اليمن معقد ومتداخل، قد تجد أحدهم مدنيا ولكن يدافع عن القاعدة باستماتة، وقد تجد صحفيا يحدثك عن مكافحة الفساد وهو جزء من تركيبة الفساد".
وقال ان " بلادنا تعاني كثيرا بسبب النخبة السياسية والنخبة الثقافية والنخبة الاقتصادية ".. مؤكدا ان " نخبة بكافة تنوعاتها وأشكالها ليست مهتمة بالناس ولا بمصالحهم، لديهم هم وحيد هو كيف يراقبون الثروة بأي طريقة وبأي وسيلة، هذه الحالة من الانهيار في اليمن قد تقودنا إلى كوارث كثيرة، فنسبة الفقر مرتفعة جدا والاقتصاد على وشك الانهيار، وبالتالي مهما حاول هؤلاء السياسيون أن يخرجوا من هذه المعضلة وتتعاون معهم الدول العشر إلا أنهم لا يعالجون المشاكل الحقيقية التي يعاني منها اليمن، وبالتالي كأنهم يشتغلون في الفراغ".
واختتم السياسي الدكتور نجيب غلاس تصريحه قائلاً " نريد أن يتحرر جزء من هذه المافية من ماضيها وتراهن على الوطن ومن ثم تقود معركة شرسة ضد هذه المافية القاتلة لبلادنا".