(يمن لايف)| موقع قناة روسيا اليوم | بقلم أندري أونتيكوف.: لقي 11 شخصاً على الأقل من عناصر حفظ الأمن مصرعهم في الانفجار الذي وقع يوم الأحد في قسم للشرطة في مدينة المكلاجنوباليمن، في الوقت الذي كان ضباط الشرطة يتناولون العشاء داخل المبنى، الذي تعرض لانهيار جزئي بسبب الانفجار. الجدير بالذكر أنه وفي وقت سابق هاجم إرهابيون في اليوم نفسه نقطة تفتيش بالقرب من القصر الرئاسي في صنعاء، مما أسفر عن مقتل مواطن مدني بالاضافة إلى ثلاثة مسلحين، علماً أن الارهابيين كانوا قبل يومين فقط قد هاجموا هذه النقطة مما أسفر عن مقتل خمسة من ضباط الأمن خلال الاشتباكات. ربط بعض المراقبين الازدياد الملحوظ للنشاط الإرهابي في اليمن مع العملية التي تنفذها القوات المسلحة في الجنوب ضد "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية". ومع ذلك، يشير البعض الآخر إلى أن "القاعدة" ليس لها علاقة مباشرة بالوضع والاستقرار العام. والسبب الرئيسي يكمن في الفشل الفعلي للحوار الوطني وعدم قدرة بعض وحدات من القوات الحكومية الاتفاق مع بعضها البعض. اليكم ما يقوله الدكتور نجيب غالاس الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة صنعاء: "أنا أتصور أن الحوار كان ضرورة وطنية لكن يبدو لي أن النتائج الذي خرج بها الحوار والتحولات التي حصلت في تركيبة القوى، والتخوفات من المستقبل كلها تقود اليمن إلى وضع أمني سيء جداً. الوضع الأمني تديره رؤوس كثيرة ليست "القاعدة" إلا أحدها: هناك شبكات فاسدة ولعبة المافيا وجماعات التهريب وأيضاً بنية الفساد داخل مؤسسات الدولة هذه رؤوس متعددة تدير معارك بينية ولديها رغبة في انهيار العملية السياسية، كما أنه هناك تدخلات خارجية من بعض الدول بسبب الصراع الاقليمي، بالاضافة إلى أنه لدى الأطرافرغبة في تحويل اليمن إلى مجال فوضوي لادارة حروب إقليمية ليس لليمن فيها لا ناقة ولا جمل". رأي مماثل للمستشرق الروسي سيميون باغداساروف: "المشكلة هي أن العديد من المجموعات القبلية لديها تصورات وتفسيرات مختلفة حيال الاتفاقات التي تم التوصل إليها خلال الحوار الوطني، أو أنها ببساطة تتجاهلها. وبالتالي فإن نتائج الحوار هي ثانوية بالنسبة لها، والأولوية تبقى للتناقضات التي تمزق اليمن منذ أعوام. علاوة على ذلك فإن العامل الديني يلعب دوراً هاماً، حيث تنقسم البلاد إلى طائفتين رئيسيتين متساويتين هما الشيعة والسنة، وهذا الأمر دون أدنى شك يؤثر أيضاً على الوضع السياسي في اليمن". أعترف الخبراء أن إيجاد وسيلة للخروج من الوضع الراهن هي مسألة ليست سهلة. فمن أجل إحياء النظام السابق والمنهار سوف يستغرق الأمر لسنوات عديدة. وفي الوقت نفسه، فإن العملية السياسية برمتها في اليمن تذكرنا ببناء مصنوع من الورق.