كم هو مؤلماً ومحزناً جداً أنت تنتهي حياتك بطريقة بشعة قاهرة ظالمة ،ترحل من الحياة في عزة شبابك وتضحك وتمرح بصحبة أصدقائك واحبائك ، لحظات معدودة تلفظ فيها انفاسك الأخيرة ،دون مقدمات او حفل توديع وتبادل القبل والاحتضان مع اقربائك واهلك ومن تعزهم ، تمنح تأشيرة خروج نهائي من الوطن والارض و الكون الى حياة الآخرة ، بطريقة قاسية مستفزة على يد من ، على ايدي اناس واجبهم ومهمتهم حماية وطنك وحمايتك وتأمين حياتك والحرص على أمنك وسلامتك ممثل القانون والدولة والعدل ،جندوا لتعزيز الأمن والاستقرار ومساند المظلوم والمستضعفين . بعد تشوية جثتك برصاص تم شروها من قوتك وقوت الشعب ،واصبحت جثتك هامده ملطخة بالدم مرميه على رصيف شارع بقلب العاصمة ، لم يكتفي بذلك بل يغطي جريمة بجريمة أخرى ويسعى لتلويث ماضيك وسمعتك وتظليل الري العام، ويعلن القاتل للناس مصرع إرهابي في عملية نوعية، ويرتكب بحقك جريمتين ، دقائق قصيرة واذا بالخبر في صدارة وسائل الإعلام الحزبية والأهلية والخاصة وغيرها ، يتضح لاحقاً خلال ساعات معدودة ان الخبر عاري من الصحة والضحية مواطن مدني لا علاقة له بما زعموا ، ان كنت من قبيلة شجاعة وذو حسب ونسب فإن القاتل والدولة وكل من يسانده سيدفع ثمن باهض ، وان كنت من اسره مسالمه هادئة لا تجيد العنف والانتقام فستبقى وجبة دسمه وفريسة باسم الإرهاب .
في اقل من اسبوع حدثت اكثر من جريمة في العاصمة ،ابرزها حادثة مساء الخميس الماضي ،اعلنت وزارة الدفاع مصرع إرهابين اثناء القاء القبض عليهما واصابة رجل أمن جنوب العاصمة ،نقلت وكالة سبأ الخبر نفسة ( مقتل إرهابيين اثنين في اشتباكات مع الأمن في مديرية السبعين ) وتناقلت وسائل الإعلام الخبر بسرعة فائقة ، وقع الحادث بقرب دار الرئاسة تبين لاحقاً انه شيخ من ال الشبواني ومرافقيه غضبت قبائل مأرب واسرة الضحية وصعدة غضبها باتجاه المصالح العامة الكهرباء وانابيب النفط وقصف المنطقة العسكرية كما قيل ،احتجاجاً على الجريمة البشعة التي ارتكبتها قوات الامن المكلفة بحماية الرئاسة .
واعلنت الطوارئ وتوعدت بالثأر والانتقام للضحايا ، قالت وسائل الإعلام ان الإرهابيين الذين قتلوا في العملية جاء بعد متابعة ومراقبة ومعلوماته ،يعني مش من فراغ ، ادرك الرئيس خطورة الحادثة فقام بتشكيل لجنة وساطة لحل المشكلة ،وقيل انه الدولة حكمتهم بمليار ريال وعدد من السيارات وربما لم يحسم الخلاف الى الآن ، في اليوم الاول وصف الخبر للكثير من وسائل الإعلام بالانتصار الكبير ،وفي اليوم الثاني اختلفت نبرتها وذكرت بلغة هادئة وطريقة ناعمه انه بلاغ كيدي للإيقاع بفخامة الرئيس بعدها بيومين تقريبا صباح يوم الأحد الحادث الذي حدثت في جولة المصباحي في اطار المنطقة نفسها .
مصرع ثلاثة إرهابيين وجرح رابع اعتدوا على نقطة أمنية في صنعاء واستشهاد مواطن ،والمعلومات تؤكد استمرار ملاحقة إرهابين آخرين لهم علاقة بالهجوم على النقطة الأمنية ، اتضح لاحقاً ان القتلى مدنيين أحدهم سعودي خرج ليقضي اجازة ويتعرف على اليمن ، كان الأربعة على متن سيارة تنتظر دورها للتزود بالنزين في محطة بتقاطع المصباحي ، وهم من بيت شمران منطقة حراز لا يحملون حتى سكينة بثيابهم الابيض ، احتجت اسرتهم وقطعت طريق صنعاءالحديدة واحتجاز قائد لواء ، واجتمع قبائل حراز وأمهلت الدولة بأن تثبت صحة ما تدعي وان أبنائها الذين قتلوا ينتمون للقاعدة ، خلاصة الأمر .
حادثين منفصلين خلال ثلاث ايام ليس في رداع او جعار او المحفد بل في قلب العاصمة صنعاء ، أكدت مصداقية الإعلام الرسمي خصوصاً موقع وزارة الدفاع والانتصارات التي تعلنها ، وتعرية شماعه الإرهاب التي لن تدوم طويلاً ، وعدم الثقة بتلك التي تقوم بتزييف الحقيقة عن الناس ، ويجب إعادة النظر بتلك المصادر و تغيير القائمين على تلك المواقع بأصحاب الكفاءة واشخاص قريبا من المهنية والمصداقية والحقيقة ،والمؤسف ان الإعلام المحسوب على الثورة تعتمد على تلك الاخبار وسريعة بنقلها ومخلصاً في نشرها وتمجيدها وكأن مصدر المعلومة سماوي .
في ذروة الثورة الشبابية الشعبية السلمية ،استضافت احد القنوات التابعة للثورة عضو المجلس المحلي لمديرية سنحان كأن حينها رئيس ائتلاف سنحان بساحة التغيير وكانت تشيد بشجاعته ودوره ونضاله وتحرره وانضمامه للثورة لأنه من قرية الرئيس السابق ، بعدها شهور وتنصيب هادي رئيساً لليمن وتفعيل المبادرة الخليجية ،في تاريخ 23يناير 2012م طائره امريكية بدون طيار استهدفت سيارة هيلوكس في منطقة المصنعة بخولان جنوبصنعاء ،ربيع لاهب و7اخرين ،كتبت القناة نفسها على شريطها الاخباري مصرع الإرهابي ربيع لاهب ومرافقيه بغاره امريكية ، من ضمن الضحايا الذي سقطوا في هذه الهجمة علي القاولي وابن عمه سليم ،اصدرت وزير الداخلية لاحقاً أمراً لتبرئتهما من الانتماء للقاعدة ، ليس هذا فحسب بل هناك مشاهد واحداث كثيرة .
لذا نناشد كافة وسائل الإعلام بتحري الدقة نقل الأخبار ومراعاة المهنية والتحلي بالمصداقية ،وأخذ الحيطة والحذر من صحة المصدر خصوصاُ في الأخبار المتعلقة بما يسمى الحرب على الإرهاب ، حرصاً على مشاعر الناس وسمعتها ومكانتها .