في سابقة هي الأولى لمسؤول بارز في الدولة شارك رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة في تظاهرة شعبية احتشد فيها عشرات الآلاف من الشباب المحتجين بمدينة تعز (256 كم إلى الجنوب من العاصمة صنعاء). وشهدت ساحة الحرية بتعز استقبالاً كبيراً لباسندوة الذي يرأس حكومة الوفاق الوطني، وقال خطيب جمعة ساحة الحرية: "كان البعض يقولون إنكم حكومة نفاق، فقلنا إنها ستصل بنا إلى الاتفاق، ومادامت تعمل للوطن ستصل بنا الى الآفاق".
وشنّ باسندوه من منصة ساحة الحرية هجوماً عنيفاً على الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح واصفاً المحرقة التي تعرضت لها ساحة الحرية قبل عام بأنها "كانت أشبه بالهولوكوست"، وقال إن "تعز أم الساحات وأكبرها". تطمين الشباب وتعهد باسندوة بعدم دفع المبلغ المالي المقدر ب13 مليار ريال (65 مليون دولار أمريكي) الذي كان يشكل ميزانية مصلحة شؤون القبائل، شارحاً أن "ذلك المبلغ الكبير الذي اعتمده صالح لشراء ذمم وكسب ولاءات لبعض الناس غير معتمد في أجندة الحكومة الجديدة ولن يدفع مطلقاً".
وطالب رئيس الوزراء من شباب الثورة بأن يكون لهم دور كبير في الحوار الوطني، كما عاهد ثوار تعز بالدفاع عنهم. وعلّق المحلل السياسي رئيس مركز دراسات الجزيرة والخليج في صنعاء أحمد محمد عبدالغني على هذه المناسبة قائلاً: "أولاً نزول الحكومة الى تعز هو محاولة للتأكيد أن هذه الحكومة ستعمل على ترميم ما أحدثه النظام السابق من انقسامات اجتماعية على مستوى الساحة اليمنية".
وأضاف في حديثة الى "العربية.نت": "لقاء رئيس الوزراء بشباب الثورة في تعز يعتبر خطوة مهمة في مجال تطمين الشباب المحتجين بأن حكومة الوفاق الوطني لن تتجاوزهم أو تتجاوز مطالبهم وبالذات مشاركتهم في الحوار الوطني". تقدم كبير في العملية السياسية. وعلى صعيد آخر أشاد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر بالتقدم الكبير الحاصل في العملية السياسية التي يشهدها اليمن حالياً رغم العراقيل والصعاب وفي مقدمتها الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
وقال بن عمر في مؤتمر صحافي عقده بصنعاء: "إن لغة الحوار بين جميع مكونات المجتمع اليمني هي السائدة الآن بعد أن كانت في السابق لغة البنادق والرشاشات هي السائدة"، مطالباً مختلف الأطراف السياسية في اليمن إلى التعاون مع رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي. ودعا المسؤول الأممي الجميع إلى العمل على ترجمة ما تبقى من خطوات تنفيذية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية خلال المرحلة الانتقالية والمتمثلة في إنهاء الانقسام بين الجيش والأمن وإعادة هيكلتهما والتحضير الجيد لمؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي سيؤدي إلى صياغة دستور جديد والإعداد للانتخابات النيابية في 2014. * من عبد العزيز الهياجم