أريد أن أغفو قليلا بين ثنايا سعادة مصطنعة وفرحة أخط أبجدياتها بيدي, تدوم هنيهات ثم تنقضي.. أريد أن أصافح السعادة بيدي هاتين وأعانق الابتسامة بشفتي وأحتضن السكون لدقائق وأترجل عن جواده ليمضي ويتركني كما عودني, لأعود لأضطرابي وقلقي وتقلب طقوسي.. وأودع كل لحظاتي الكاذبة مع من استجديتهم سعادتي وفرحتي وإبتسامتي وسكوني, وتعود رحلة الأنين والآهات في مشوار العمر الملبد بالأوجاع والأحزان والدموع لتصرعني وأصرعها , لتقتلني دهرا وأقلتها شهرا, وأمضي في قطاري في سباق محموم مع البقاء والتحدي والقوى الهلامية التي تتلاشى أمام دمعات الإنسكار وأنات الألم وآهات القهر والانسحاق..
وأعود ليبتلعني الأنين ويحتويني الإنسكار والانهزام والبكاء بصمت وكبرياء والنوح في لحظات الضياع كالأطفال والثكلى والسير بخطى متعثرة تائهة تبحث عن الطريق في شتات الذات وشرود الذهن..
أريد أن أستلقي برهة من الزمن بين حنايا ذلك الذي يدعونه الاستقرار والراحة والاطمئنان بعيدا عن الأوجاع التي تفترسني كلما مررت بلحظات الذكرى أو استسلمت للألم والحزن, وأتذوق تلك السعادة التي تغادرني كلما حلت بعالمي أو مرت أطيافها في سمائي أو تراءت في الأفق البعيد ..
أريد أن أنزع قناع التصنع بالسعادة, وأميط لثام الكبرياء والضحك الممزوج بأوجاع الكون المرير, وأكتفي بما تجرعت من علقم ومرار الآهات والأوجاع والأنين وأنكب على ذاتي أهنئ فيها بباقي لحظات العمر التي أنقضت بين الدمعات والحسرات والأنات..
فلم أعد قادرا على تمثيل ذلك الدور وأتصنع بطولة هشة أنهكت قواي وآلمتني كثيرا دون أن تهديني شيء من السعادة أو بعض من الفرح,فكل ما بداخلي يئن ويصرخ وأنا الجمه حتى لا أنكسر أو أنهار أو أضعف أمام الآخرين..
لا أريد أن تغدوا كلماتي مجرد خاطرة أخطها على صفحاتي لأتنفس منها معاناة جاثمة على صدري,بل أريد أن تغدوا حقيقة أرتشفها كذلك المرار , وأحتضنها كذلك الألم , وأعانقها كلتك الأنات..