في العالم المتعافي تتسابق كبريات الصحف والمجلات لوضع « الجمال» كصورة تسويقية للغلاف . وإحنا في اليمن صفحة الغلاف عندنا كلها شنبات ولحى وبنادق لنفس الوجوه . وفي العالم المتعافي أيضا تتسابق وكالات الأنباء لنشر أخبار النجوم في الفن وفي الفلسفة وفي الرياضة وفي الأدب وفي اليمن نسوق صحفنا ب»فلان ندع فلان، وفلان طرح فلان، وفلانة اغتصبها فلان»! وما عد يرقد الواحد إلا وقدوه مقشبب فجايع وماعد يشتيش يقوم. السياسيون في اليمن هم نجوم المجتمع . لا نجوم فن ولا نجوم كورة ولا نجوم في الأدب ولا نجوم حتى في قلة الأدب، كل الذي معانا نجوم مشحوطين « ومترسين « للطرف. ولو جينا نحسبها سنكتشف أن أقل من خمسين شخصية في اليمن عموما، جعثوا حياة 23 مليون مواطن يمني وباتوا هم نجوم المجتمع . صالح، محسن، باسندوة، الحوثي، الزنداني، عيال الأحمر، علي سالم، ياسين سعيد نعمان، اليدومي، الآنسي، العتواني، البركاني، كلفوت، سميع، آل الشبواني، القشيبي، بن عمر والعودة ! هؤلاء - وماتبعهم من بقية ال 50، هم نجوم المجتمع . واحنا الحمد لله بسببهم أصبحنا شعبا - بأكمله - يقتات وينام ويصحوا على أخبارهم وخزعبلاتهم وحروبهم و»خمبقاتهم» وأفعالهم اليومية المؤذية، وقال لك ليش اليمنيين متشنجين ومش مسترخيين خالص؟ بالعقل وبالمنطق معا : حد يشوف وجوه اولئك النجوم المشحوطين كل يوم، ويسترخي ! مجتمعنا اليمني مليء بالنجوم طبعا وفي كل المجالات .. هذا شعب عظيم وجبار، فقط من يكتشفه ويمنحه العناية والفرصة، لكن من سوء حظنا كشعب أن آلة السلطة منذ عقود دكت – ولازالت – تدك طاقات المجتمع ونجومه الحقيقيين باستمرار، فاتحة المجال أمام نجوم السياسة، ونجوم الدين السياسي وهات ياعصيد من هذا اللي نشاهده ونسمعه كل يوم. الكارثة الحقيقية أن نجوم المجتمع حقنا ما شاء الله كلهم «مشحوطين « ومبندقين، وأخبارهم اليومية وأفعالهم أيضا تتحول تلقائيا – مع الوقت - إلى سلوك عام لدى الناس، عشان كذا أصبحنا شعب كله عايش في حذافير الخصومات اليومية، ولا عد حد مننا فاضي يعمل مهرة كويسة، كلنا مشغولين بمتابعة حرب النجوم حقنا، ونعيش أحقادهم باهتمام يومي شغوف لكأننا نعيش المجد ...!