للأسف الشديد ان نرى على الساحة الجنوبية تأجيج الخلافات وتوسيع فجوة الجراح من قبل بعض القيادات وتتداخل المواقف وتسيطر الانانية عند البعض ويحتدم الصراع حتى وصل الى مرحلة التفاقم وربما ان لم ندرك الامر ويعمل الشرفاء على تجاوزها او التقليل منها ربما يتفاقم الصراع الى مرحلة الغير قابل للحل خاصة عند بعض من لا يرى روح الوطنية الا في شخصه ومن على شاكلته ومن يختلف معه في الرأي فهو خائن وعميل ويعمل ضد مصلحة الوطن في نظر هؤلاء المأزومين. هكذا هو حال القيادات الجنوبية وثقافتها الإقصائية منذ ان تأطرت في العمل السياسي في ستينيات القرن الماضي وعادة ما يختلق او يصطنع البعض منهم اسباب للاختلاف والتباين غير منطقيه وغير واقعيه الّا في عقلية هؤلاء لغرض التشبث في القيادة والزعامة لوطن لا زال تحت الاحتلال, والغريب في الأمر ان الخلاف دائما ما يحتدم بين رفاق الأمس وجميعهم يزايد بشعارات التحرير والاستقلال لكن عملهم في واقع الارض يثبت عكس ذلك تماما, وهذا دون شك يقترن بما هو حاصل الأن في الساحة السياسية الجنوبية التي صارت يوميا حبلى بالمفارقات والاختلافات والمفاصلات ايضا. ان الغريب في الأمر والازدواجية في المواقف والفعل حين ينتقد هؤلاء كل من يذهب الى صنعاء من الجنوبيين(مع اننا لا نوافق من يذهب بشكل فردي ويتحدث عن الحراك دون ان يفوضه) لكن انتقاد هؤلاء وتخوينهم من قبل بعض القيادات التي اثبتت فشلها في وحدة الصف الجنوبي بل كانت من اهم الأسباب الرئيسية التي ادت الى تشتيت الحراك وخلق الخلاف والشقاق بين اوساط شباب الساحات من خلال استغلال الظروف السيئة التي يعيشها البعض في الداخل واستقطابهم والولاء لهم, وايضا مزايداتهم بشعارات التحرير والاستقلال عبر وسائل اعلامهم المتاحة ودقدقة مشاعر البسطاء واظهار من يختلف معهم في اسلوب عملهم بأنه خائن وعميل حتى تحرق صورة هؤلاء في نظر الشعب المغضوب على امره. للأسف ان تلك الثقافة الإقصائية عند بعض القيادات لم تتغير برغم كل المآسي التي عاناها شعبنا بسببها الا انها لم تستفيد من كل ذلك ولم تتخذ دروسا والاستفادة منها وممارسة سياسة الانفتاح على الآخر, كما كان ينبغي على بعض الشباب الذي انجر خلف تلك القيادات بشكل عاطفي ان يتسلحوا بالقيم الثورية وحب الوطن وان ينطلقوا دائما في نضالهم من مبدأ ان الوطن لجميع ابناءه ولن يتحرر الّا بجميع ابناءه وان يدركوا ان واقع التجزئة للنسيج الاجتماعي الجنوبي منذ الاستقلال الاول قد خلق تفاوتا سلبيا اجتماعيا وسياسيا وثقافيا, وان يسعوا الى وحدة الصف الجنوبي والعمل على تجميع امكانيات الكفاءات الجنوبية في خدمة الوطن والحفاظ على تضحيات وصمود وصلابة واصرار هذا الشعب العظيم ورفع من معنوياته النضالية في مواجهة التحديات التي يواجهها داخليا وخارجيا وان يثبت للعالم بصورة تليق بتضحيات هذا الشعب انه صاحب قضية عادله ويناضل سلميا من اجل استعادة حقه المشروع وانه قادر على بناء دولة يسودها النظام والقانون وتستطيع ان تحافظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الاستراتيجية الهامه وتستطيع ان تحافظ على مصالح تلك الدول في هذه المنطقة وتكون شريك فعال مع المجتمع الدولي في محاربة الارهاب, وان يدركوا ان معركتنا مع الاحتلال ليس معركة انفراديه لهيئة او مجلس او جماعات او حزب انما هي معركة كل قوى الشعب بمختلف اطيافه السياسية والاجتماعية في مواجهة التحديات الخطيرة والمصيرية, لهذا يقتضي على الجميع السعي والعمل على التقارب والانفتاح على الأخر وايجاد نقطة التقاء وفتح باب الحوار وتغليب مصلحة الوطن ومستقبل ابناءه على التناقضات الثانوية والعمل على تنظيم وتأطير وتوحيد مقدرات هذا الشعب الصامد. كما ينبغي على الجميع قراءة واقعنا الجنوبي قراءة موضوعية والابتعاد عن الولاء للأفراد, و ينبغي ان نراهن فقط على صمود جماهير شعبنا كقوة حاسمه في هذا الصراع مع المحتل وان نقف جميعا ضد من تسول له نفسه في الانفراد بالثورة ومبادئها واستثمار تضحيات الشعب لمصالح شخصيه تخدم اطراف خارجيه على حساب مستقبل الوطن, وان نعمل على ازالة كافة التبعية السياسية لقوى اقليميه او دولية بل نعزز ونوطد ونجسد الانتماء الوطني وقضاياه المصيرية. كما ندعو جميع القوى السياسية والاجتماعية الى المشاركة الفعالة في التحضير للمؤتمر الجامع والابتعاد عن المناكفات وحب الذات والتنقيص من عمل الآخرين ونعمل سوية والخروج من خلال هذا المؤتمر بانتخاب قياده مؤهله قادرة على تحمل المسؤولية ومؤمنة بالتحرير والاستقلال وبنتائج تعزز العمل المؤسسي وتنقل الحراك الى مراحل متقدمة من خلال وضع خطط وبرامج بشكل مؤسسي ومنتظم قادر على تسيير عمل المرحلة النضالية في هذه المرحلة الخطير من تاريخ شعبنا وان من يقف ضد اي اجماع وطني لا يمكن ان نطلق عليه غير انه ضد ارادة الشعب ولا يؤمن باستقلال الجنوب بل ان همه مصلحته فقط ويعمل على استثمار تضحيات الشعب لمصالحه الخاصة قد تخدم اطراف خارجيه وبعيد كل البعد عن الهدف الذي ينشده الشعب وقدم من اجله خيرة ابناءه.. ونحن في هذه المرحلة الخطيرة التي يمر فيها شعبنا وفي ظل ما تشهده ساحات وطننا من ثورة عارمه وتضحيات عظيمه وصمود واصرار وشجاعة هذا الشعب فأننا نهيب بصمود هذا الشعب وينبغي ان نحافظ على هذا الثورة واهدافها وحمايتها ونسعى الى التوافق والوحدة لقطع الطريق امام مخططات المحتل الذي يسعى بكل امكانياته الى حرف مسارها..