مع كل المستجدات على الساحة الجنوبية على وجه الخصوص ، واليمن على وجه العموم ، هناك حراك للعملية السياسية نشط بشكل كبير ، فعقد التحالفات وعملية الإستقطاب ، يجب ان تدفع الجنوبيين الى إعادة ترتيب اولوياتهم وتنظيم اوراقهم ومراجعة حساباتهم ، في هذه المرحلة الحرجة ، وعليهم تطوير اساليبهم في النضال ؛ والاهم عليهم مناغمة العمل السياسي والعمل الثوري ، بحيث يعملان بشكل متوازي وبنفس السرعة . كل ذلك يقودني الى السؤال المُجدي .. على الاقل من وجهة نظري : إذا شكل السيد علي البيض قيادة تمثله لتفاوض او تحاور هادي ، فكيف سيكون تأثير هذه الخطوة على القوى في صنعاء ؟ بالطبع سيستبعد الكثير من الجنوبيين هذه الخطوة ، طبعاً هم يبنون ذلك على معرفة مسبقة بالسيد علي البيض وبأسلوبه ، والبعض الآخر قد يمضي ويقول بأنه - لحظتها - لن يمثل الجنوب والجنوبيين وسيتخلون عنه كما تخلى عنهم. وهناك ايضاً اقوال أُخرى ، ولكني لست بصدد تفنيدها. لكنني قد أُغامر واقول بأنها ستدور حول الرفض والإستبعاد والإستنكار. لماذا يتم الرفض او الإستبعاد او حتى الوقوف ضد السيد علي البيض إذا ما أقدم على هذه الخطوة او حتى استنكارها ؟!! فطالما وهو قائد سياسي فمن حقه ان يقوم بالمناورات السياسية ، كيفما تقتضيه الحالة والظروف. فليس من المنطقي ان يطلب البعض التحالف مع إسرائيل والشيطان ضد القوى في صنعاء والتي فعلياً هي من تحتل وتنهب وتُفسد في الجنوب ؛ بينما الأجدى التحالف مع من يعمل على محاربتها او على الاقل يسعى لتقويض سلطتها وتحجيم نفوذها. اقول " تحالف " ولا اقول قبول بالفيدرالية او بمخرجات الحوار ، وبالتالي لا يعني ان شعب الجنوب يوقف نشاطه الثوري في الميدان ؛ في زمن النضال ضد المستعمر البريطاني كانت البنادق تُجلجِل والمدافع تَهْدِر ، وفي نفس الوقت كانت المفاوضات والحوارات تدور على قدمٍ وساق . إن المسألة لا تتعلق بشخص الرئيس عبد ربه منصور ، وإنما بمن يقف خلفه ويدعمه. سعينا ليقف معنا المجتمعين الدولي والإقليمي في قضيتنا ويساعدانا للإنتصار لها ، ولكنهما إختارا دعم هادي لإسبابٍ عديدة ، منها رفض بعض الأطياف الجنوبية التعاطي بجدية وبإحترام مع المبعوث لتلك الأُمم التي نطلب دعمها ، حتى وإن تحاوروا معه فأنه سيكتشف حجم الخلافات والفجوة بين تلك التيارات ، ومدى سخف اسبابها. فاعتقد ان تلك التيارات وتلك القيادات خافت ان تتعرى ، فآثرت الستر كي لا يتضح مدى عقم قدرتها على التحاور مع بعضها البعض والتوصل الى توافق ، وفي الاخير عرف العالم اجمع ما يريدون ستره ؛ وطبعاً حجتهم الشهيرة هو ان المبعوث الأُممي " جلس " مع آل الاحمر ، على اساس يريدون ان يقنعوا شباب الجنوب انه لابد ان تقوم الأُمم المتحدة بتفصيل موفد خاص بنا وعلى مقاسنا .. حسبي الله عليهم ، قادة اصغروا شعب الجنوب والجنوب امام العالم. لا ننسى ايضاً إننا من اوصل الصورة الواقعية لكلا المجتمعين بِأننا قوة ولكن ليس لها قيادة واحدة او حتى قيادات موحدة ، فهل تتصورون ان يثقون بنا !! .. ( تابعوا مخرجات الورشة الامريكية عن حركات الاستقلال المنعقدة في الاردن وبحضور بعض الشخصيات الجنوبية ). لن انكر انه في يومٍ ما قلت " لا يعنينا " ولكن هداني الله بأن ادركت انه اذا أُطلقت رصاصة في صنعاء فأن صداها يصل الى المحافظات الجنوبية وكذا رد ذاك الفعل. في الأخير هذه مستجدات يجب التعاطي معها بجدية وحذر ، شئنا ام ابينا.