لقد احترت كثيراً فيما اكتب عن رجل ملئ الدنيا وما عليها عزتاً وشموخاً ورفعتاً وكرامتاً فماذا عساي أن اكتب ؟؟.. هل اكتب عن مأثرة و مواقفه البطولية أم عن انجازاته المشرفة داخليا وخارجياً الشاهدة للعيان حتى اللحظة أو عن كاريزما شخصيته القوية التي لا يضاهيه أحد .. غداً ال39 لاستشهاد الزعيم سالمين و رفاقه. الذي خرج من صفوف الشعب, فحمل همومه ومعاناته, المجسدة للحرية والعدالة والمساواة لكافة شرائح المجتمع.. الأب الفاضل الحنون الذي ينحني بكل تواضع أمام الكبير والصغير, المحب بجنون للفقراء, المهاجم لكافة المظاهر الاستعباد والاضطهاد واستقلال الناس .. وبقدر ما كان متواضعاً, كان حاسماً شجاعاً بقراراته الجريئة في وجه المظاهر السلبية والاختلالات وأي كان مصدرها. سالمين المتفرد في تواضعه وطبائعه التي لم توجد في أي رئيس يمني, وقلما تجتمع في الإنسان كل تلك الصفات والخصال الحميدة التي تمثلت في شخصيته الرفيعة. لقد جابه كل التحديات بعزيمة وصبر الرجال الشجعان لم يبالي بقوة المخطط القادم من الخارج وبمساعدة المتآمرين في الداخل واستطاع من وقت مبكر على إيجاد دولة المؤسسات والقانون التي لا نزال منذ فارقاً نفتقدها الشهيد الحي سالمين حكم الجنوب أكثر من 9 سنوات لم يبني له منزلاً ولم يكن لديه حساب ورصيد في البنك أو يملك عقاراً وهذه سابقه فريدة من نوعها بأن يحكم زعيم عربي بلد قرابة العقد لم يورث لأبنائه قوت يومهم أو ما يعينهم على الحياة عدا تاريخ حافل وناصع بالنضال وذكرى عطره مقروصة في قلوب الملايين من عامة الشعب هذا الزعيم العادل كان محباً ووفياً ومخلصاً لشعبه ولكل من يعمل معه بإخلاص لم يكن يوماً متشبثاً بالسلطة على الرغم من قوته وحب الشعب له ونادراً ما تجد شعباً أحب رئيسه كما أحب الجنوب والشمال (سالمين) وهذا ما أكد الرئيس الكوبي (فيدل كاسترو) لقيادة موسكو حيث قال لهم ليس إمامكم سوى خيارين إما سالمين أو الحزب الاشتراكي