فراشة جميلة أتت تملؤها الفرحة والسعادة ترف بجناحيها وتعانق لهب السراج كلما لسعتها حرارة اللهب ازدادت له عناقا اثارتني كثيرا وبثت في الروح الأسئلة ماذا تجد تلك الفراشة في الاحتراق !؟؟ ما هو شعورها حين تلتهب بنور السراج !؟ الألم !! نعم تجد الالم وتشعر بالعذاب .. سمعت أحدهم يقول انها تتألم حين تحترق ..، لكني أعلم بأنها تجد في هذا الالم لذة ، وفي الاحتراق سعادة ... وإلا لكانت أحجمت عن هذا الفعل منذ القِدم ! لولا شعورها بالسعادة حين تلتهب ، لو أنها لا تجد لذة في الالم ..؛ لما كررت عملية الاتحاد بالنور على مر الدهور !! علمتني الفراشة أن الكل يتألم .. طالما والكل يحيا على وجه البسطة ؛ يبقى الكل عرضة للألم .. لكلٍ ألمه بقدر فهم الالم وتحمّله ..؛
لذلك لا يختلف كائن ٌ وإنسان ولا إنسان وآخر بمقدار الألم بل بحجم الوعي والإدراك .! والفرق بين شخص وآخر هو موقفه تجاه الالم وتجاه الحياة أيضاً ، فالبعض يغمض عينيه عن كل ما تقدمه الحياة له ولا يبصر غير آلآم تلاحقه والبعض ينظر الى الالم نظرته للسعادة فيتساوى الالم واللذة لديه ، ويتوازن ميزان الحياة في كفّتيه . !
ولو أن الإنسان بحث ، وسعى جاهداً في سبيل الكشف عن سر الحياة ، ومرادها في تأليمه ؛ لأدرك ذلك السر دون عناء ،لكن خطاء الإنسان الذي يقع فيه دائماً ' أنه لن يدخل مرة في أعماق ذاته ، ولم يصارح نفسه ، لم يبحث يوما عمّا ارتكب من أخطاء ، ولم يتقصَ النواقص التى تشوب نفسه ..! ' فالعاقل لابد له أن يدرك أن الألم ناجم عن خطاء أو نقص ..!
والحياة فعل عدل الله ، فكيف يريد هذا الإنسان لهذا العدل أن يجزيه خيراً على ألم يقدمه للغير ..! هل هذا من العدل !!؟ كلّا .. ليس عدلاً ، فما قدّمه للآخرين ، بادلته الحياة بالمقابل ، هذا هو العدل
إذاً أيها الإنسان .. لا تنظر للحياة بعين واحدة فتراها ظالمة ، فالحياة وهبتك عينين لتنظر وتبصر بهما وجهي الحياة ..! في النهاية • الألم . . أوجاعه لذّةٌ !!