رفضت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رسميا المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن الحركة أبلغت السلطات المصرية "اعتذارها عن قبول المبادرة".
كما أكدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، استمرارها في "المعركة مع إسرائيل حتى الاستجابة والرضوخ لشروط المقاومة."
وارتفعت حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ الثامن من الشهر الحالي إلى 209 قتلى، إضافة إلى 1555 مصابا.
وأوضحت سرايا القدس - في بيان - أن "فلسطينالمحتلة من شمالها إلا جنوبها ستظل تحت مرمى نيران المقاومة طالما العدوان متواصل ضد المدنيين العزل في قطاع غزة."
ويقول مسؤولون فلسطينيون إن غالبية القتلى والمصابين جراء الغارات من المدنيين، وهو ما أيدته منظمة الأممالمتحدة.
وفي غضون ذلك، حذرت إسرائيل آلاف الفلسطينيين في شرق غزة وشمالها من البقاء في منازلهم، مع استمرار الغارات الجوية.
وكانت مبادرة الهدنة المصرية لوقف القتال الثلاثاء قد فشلت في إقناع النشطاء الفلسطينيين بوقف الصواريخ التي يطلقونها من غزة على إسرائيل.
وقالت إسرائيل - التي قتل فيها أول شخص الثلاثاء بسبب إطلاق الصواريخ - إن نشطاء كبارا في حماس قتلوا في الغارات التي شنتها على القطاع ليلا.
وشنت إسرائيل عملية "الجرف الصامد" في 8 يوليو/تموز. وقالت إن الهدف من ورائها هو وقف هجمات الصواريخ الفلسطينية على إسرائيل.
"لا خيار" وأسقط الجيش الإسرائيلي منشورات - كما استخدم الرسائل النصية في الهواتف - لتحذير نحو 100.000 من سكان غزة بأن يغادروا منازلهم قبل الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش الأربعاء.
ويأتي هذا التحذير في الوقت الذي يتواصل فيه إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بحسب ما يقوله الجيش الإسرائيلي، الذي أضاف أن منظومة القبة الحديدية اعترضت 10 صواريخ، من بينها أربعة أطلقت على تل أبيب.
وقال الجيش إن الفلسطينيين أطلقوا أكثر من 150 صاروخا على إسرائيل الثلاثاء، وأكثر من 1260 منذ بدء العملية العسكرية.
تواصل إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية بينما استمرت الغارات على غزة.
كما شنت القوات الجوية والبرية غارات على 96 هدفا في غزة الثلاثاء، وأكثر من 1750 خلال الأيام الثمانية الماضية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو قد أعلن في وقت سابق أنه "ليس هناك أي خيار" أمامه غير تصعيد الحملة العسكرية، بعد فشل الفلسطينيين في وقف إطلاق صواريخهم بالرغم من مبادرة الهدنة.
وكان من المفترض أن تبدأ الهدنة التي تؤيدها مصر صباح الثلاثاء، بعد موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر عليها.
وكان سيعقب وقف إطلاق النار سلسلة من الاجتماعات في القاهرة تشارك فيها وفود رفيعة المستوى من الجانبين.
وقالت حماس - التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة، مع مجموعات أخرى، تنظيما إرهابيا - إن شروط الهدنة لم تتعرض للمخاوف الفلسطينية الناتجة عن الحصار على غزة، الذي أدى إلى مصاعب اقتصادية لكثير من السكان.
وقال أسامة حمدان، المتحدث باسم حماس، لبي بي سي إن الحركة لم تسمع عن مبادرة الهدنة إلا من خلال وسائل الإعلام، ولا يمكن تطبيق وقف لإطلاق النار دون معرفة تفاصيل الاتفاق.
وكانت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحماس، قد رفضت المبادرة، قائلة إن معركتها مع إسرائيل "ستزداد شراسة وكثافة".
وتعرض نتنياهو للانتقاد في إسرائيل لقبوله الهدنة. وأعلن مكتبه طرد نائب وزير الدفاع، داني دانون، من منصبه بسبب تصريحات يصف فيها رئيس الوزراء بأنه "فاشل".
وأكدت اليابان دعمها وموافقتها على المبادرة المصرية بشأن تهدئة التصعيد العسكري في قطاع غزة.
وأعرب وزير الخارجية اليابانى "فوميو كيشيدا" عن قلق بلاده من استمرار الأزمة الحالية في قطاع غزة، وحرص اليابان على تحقيق وقف إطلاق النار والتهدئة.
جاء ذلك في رسالة بعث بها "فوميو كيشيدا" إلى نظيره المصري سامح شكري. وتعد اليابان من أبرز الدول المانحة للمساعدات إلى الأراضي الفلسطينية.
وقد حشدت إسرائيل عشرات الآلاف من جنودها على الحدود مع غزة، وسط تكهنات باحتمال شن اجتياح بري.
وتقول الأممالمتحدة إن 1370 منزلا على الأقل دمر في غزة، ونزح أكثر من 18000 شخص مؤخرا بسبب العملية العسكرية.
وحذرت منظمة الصليب الأحمر الدولي بأن تكرار القصف دمر "البنية التحتية الضعيفة للمياه" في غزة، وخلف مئات السكان بدون مياه.
الصليب الأحمر حذر بأن تكرار القصف دمر البنية التحتية للمياه في غزة. أصيب نحو 1600 في الغارات الإسرائيلية.