نكبة ما بعدها نكبة ، عدن في دوامة الماسي وأحداث غريبة ومخيفة تجري فيها ، لم تعرفها المدينة قط حتى في أسواء حالاتها ، أحداث تتناقلها وسائل الأعلام وكأننا نعايش أفلام مرعبة لم تنتهي بعد ، معاناة الكهرباء التي فاقت التوقعات ، وقتل واغتصاب طفلة وقاتل يموت فجاءة ، وشابان يقتلان برصاص ملثم على قارعة الطريق . يا للهول ماذا يجري في مدينة السلام والمدنية "عدن " ، أليس هذا كافي لتحريك الضمير والغضب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من بقايا هذه المدينة المنكوبة . الوضع في عدن ينم عن كارثة محدقة ستحل بهذه المدينة ولا نعلم ماذا يخبى القدر لهذه المدينة المنكوبة ، فلا أمن ولا سلام ولا نظافة ولا خدمات ولا سياحة ولا رياضة ولا جو يساعد على تحمل المشاق ، ولا حتى مظاهر للحياة فلم نعد نرى الشرطة والمرور ولا حتى ناس تتهيأ للعمل أو التعليم ولا مؤسسات قائمة ، حتى البحر تجمدت أمواجه ولم نعد نسمع حتى " سرى الليل وانا نائم على البحر ماشي فايدة في منام الليل " ، لأن حياة المدينة قد تجمدت في النهار ناهيك عن الليل !!! صحيح فقدت عدن كل عناصر المدنية من خدمات ورياضة وثقافة والخ ، لكن المخيف في أحداث الآونة الأخيرة ان الدمار قد وصل الى ما تبقى من أشكال الحياة البسيطة ، حتى ان المقارنة بالقرية باتت غير متكافئة لأن عدن اليوم ليست مدينة الماضي ولا قرية الأمس التي دمرت باليات وأفكار 7 يوليو المشئوم ! نعم نكبة عدن هي من نكبة الجنوب ولكن الأحداث الأخيرة في المدينة أفرزت معاناة مختلفة في الشكل والمضمون ، معاناة تشرد وهلع وخوف ، يجب على ساكني المدينة فرض الحياة ورفض الموت والرعب ، لان العالم لم يعد بوسعة استيعاب مشردون جدد !!! أين المجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني في المحافظة ؟ مما يحصل ، ماذا تنتظر بعد كل هذا ، يجب التحرك سريعا ، إذا كان ساكني المدينة يريدوا استمرار الحياة فيها ، الوضع في تدهور مستمر وحريق الانهيار دمر السكينة ووصل الى مقدسات الحياة ، فماذا تتنظروا بعد ؟! الحشد الإعلامي في وجه المحافظ المتخاذل لا يكفي ، يجب العمل على تصعيد الوضع الى أعلى هرم في السلطة من خلال الضغط بكافة الوسائل لإيصال هموم ومعاناة المدينة المنكوبة بأسرع وقت ممكن .