رجح محافظ أبين، جنوبي اليمن، أن تتمكن القوات الحكومية المعززة بفرق من اللجان الشعبية المسلحة من تطهير مدينة “جعار” المعقل الرئيس لمقاتلي جماعة أنصار الشريعة، المرتبطة بتنظيم القاعدة خلال سقف زمني لن يتجاوز يومين . وأكد محافظ أبين جمال العاقل ل”الخليج” أن مدينة لودر نظفت تماماً من مسلحي القاعدة، وتلاحق حملة أمنية وعسكرية الفلول في مناطق مجاورة أبرزها مودية والوضيع .
وأشار إلى أن وحدات من الجيش معززة بفرق من اللجان الشعبية المسلحة بدأت في التمركز على مشارف مدينة جعار، تمهيداً لشن عمليات قتالية موسعة تستهدف تطهير المدينة من مسلحي القاعدة، كما توقع أن يتم تطهير الأخيرة خلال سقف زمني لن يتجاوز اليومين المقبلين .
واعتبر المحافظ أن تحقيق الحسم العسكري الكامل في الحرب على القاعدة “بات وشيكاً” . وكان الجيش اليمني قد أمهل المدنيين في جعار 48 ساعة للخروج منها، قبل اقتحامها .
وأكدت مصادر ل”الخليج” ان 22 من عناصر القاعدة قتلوا أمس “الجمعة” في محور العند الحرور، ومنطقة رهوة الحصان، والطريق الرابط بين مدينتي زنجبار وجعار .
وأكد محافظ محافظة أبين جمال العاقل فشل مساعي اطلاق سراح أو تحرير دبلوماسي سعودي وسائحة سويسرية اختطفا في جنوب البلاد وباتا رهينتين بيد تنظيم القاعدة .
وكشف المحافظ عن تعثر كافة المساعي التي بذلتها القوات الحكومية وفرق اللجان الشعبية القبلية المساندة للتوصل إلى مكان احتجاز مقاتلي القاعدة نائب القنصل السعودي بعدن عبدالله الخالدي وسائحة سويسرية، واللذين اختطفا من قبل جماعة “أنصار الشريعة” قبل أكثر من شهر ونصف الشهر .
وعلى صعيد الميدان استمرت المواجهات العنيفة بين الجيش اليمني ومسلحي أنصار الشريعة، الذراع اليمنية لتنظيم القاعدة في عدة محاور بمحافظة أبين، جنوبي البلاد، مع تقدم الجيش باتجاه المعاقل الرئيسة للتنظيم في مدينة زنجبار وكذلك في جعار، حيث أمهل الجيش السكان 48 ساعة لترتيب أوضاعهم والابتعاد عن المناطق التي يتمركز فيها مسلحو التنظيم، قبل عملية الاقتحام التي يستعد الجيش لشنها لتحرير المدينة الخاضعة لسيطرة المسلحين منذ العام الماضي .
وحققت قوات الجيش في محور العند الحرور تقدماً نوعياً باتجاه مدينة جعار، وقال عسكريون ل”الخليج” إن الجيش تمركز أمس في منطقة رهوة الحصان، بعد معارك عنيفة مع مسلحي التنظيم الذين يحاولون صد تقدم الجيش، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، فيما أكدت مصادر محلية مقتل 22 من مسلحي التنظيم في هذه المنطقة خلال يومين من المواجهات .
وتمكنت قوات الجيش من السيطرة على الطريق الرابط بين مدينتي زنجبار، وجعار لتضييق الخناق على المسلحين وقطع الإمداد عنهم .
وشوهدت قوات الجيش تتمركز بالقرب من منطقة الجوال بعد اشتباكات استمرت ساعات وخلفت قتلى وجرحى من المسلحين وإصابة ثلاثة جنود .
كما تقدمت وحدات عسكرية باتجاه الضواحي الشمالية الغربية لمدينة جعار ووصلت إلى منطقة مصنع 7 أكتوبر/تشرين الأول للذخيرة، وهو من أول المواقع التي سيطر عليها مسلحو التنظيم بعد استيلائهم على المصنع المتخصص بصناعة الذخائر .
وشهدت منطقة باتيس الواقعة في الضواحي الشرقية لمدينة جعار مواجهات بين مسلحي التنظيم الأصولي ومقاتلي اللجان الشعبية الذين شنوا هجوماً مباغتاً على مجاميع من مسلحي القاعدة وتخلله مواجهات أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الجانبين، وقالت مصادر محلية إن خمسة من مسلحي القاعدة قتلوا في هذه المواجهات بينهم القيادي في التنظيم أحمد عبدالنبي، شقيق القيادي في القاعدة خالد عبد النبي، مشيرة إلى أن المواجهات استمرت حتى مساء أمس الجمعة .
ومع تراجع مسلحي التنظيم باتجاه وسط مدينة جعار، كشفت مصادر محلية أن العديد من قادة ومسلحي التنظيم أفصحوا لعائلاتهم عن نيتهم الانسحاب من المدينة وخصوصا بعدما أعلنت قيادة الجيش مهلة 48 ساعة للسكان لترتيب أوضاعهم ومغادرة المناطق التي يتمركز فيها المسلحون قبل اقتحامها، وأكد وجهاء وسكان أن العديد من مسلحي التنظيم في المدينة شوهدوا أمس يجمعون أفراد أسرهم وبعض متعلقاتهم الشخصية والمنزلية استعدادا للرحيل من المدينة باتجاه منطقة يافع الجبلية .
وأرغمت قوات الجيش واللجان الشعبية العشرات من مسلحي التنظيم المتمركزين في منطقة شقرة على الانسحاب بعد مواجهات عنيفة أوقعت قتلى وجرحى، وقال مقاتلون في اللجان الشعبية التي تساند الجيش في حربه على القاعدة إن أكثر المسلحين فروا باتجاه منطقة عزان بمحافظة شبوة والتي كان التنظيم أعلنها في وقت سابق إمارة إسلامية .
من جهة ثانية أعلنت وزارة الدفاع أن أجهزة الأمن ألقت القبض على مشتبهين يعتقد أنهما على صلة بتنظيم القاعدة في الطريق بين محافظتي عدنوأبين، وقالت إن أحدهما أردني الجنسية، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن تحفظت على المشتبهين فيهما لإجراءات التحري والتحقيق لدى البحث الجنائي بمدينة عدن .