قتل 8 عسكريين لبنانيين خلال اشتباكات مع مجموعات مسلحة من جنسيات مختلفة في منطقة عرسال ومحيطها قرب الحدود مع سوريا، حسبما قال الجيش اللبناني. وقال الجيش في بيان رسمي "تابعت وحدات الجيش طوال الليل وحتى صباح اليوم، عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها. وقد سقط للجيش خلال هذه الاشتباكات 8 شهداء وعدد من الجرحى."
واضاف الجيش ان قواته اشتبكت طيلة ليلة امس مع مسلحين كانوا يقصفون عرسال والمناطق المحيطة بها بمدافع الهاون.
وكانت الاشتباكات قد اندلعت عقب قيام الشرطة اللبنانية في عرسال باعتقال شخص سوري يدعى عماد جمعة قيل إنه ينتمي الى تنظيم "جبهة النصرة" السوري الموالي لتنظيم القاعدة.
اثر ذلك، حاصر مسلحون حواجز للجيش في المنطقة وفتحوا النار على عناصر الجيش اللبناني واقتحموا مركز شرطة عرسال.
وقتل في عملية الاقتحام مدنيان، وقال الاعلام اللبناني المحلي إن المسلحين احتجزوا عددا من رجال الشرطة كرهائن.
وما زال مصير هؤلاء مجهولا بعد ان كان مسلحون قد احتجزوهم اثناء مهاجمتهم لمراكز عسكرية وامنية يوم امس.
وكان الجيش اللبناني قد قال في وقت سابق إن اثنين من جنوده احتجزا لفترة وجيزة قبل تمكن الجيش من تحريرهما.
وحذر الجيش من خطورة الموقف وتعهد بالرد على المسلحين "بحزم وشدة."
وجاء في بيان عسكري "لن يسمح الجيش لأي طرف بنقل المعركة من سوريا الى الاراضي اللبنانية، ولن يغض الطرف فيما يحاول الغرباء تحويل بلادنا الى ارض للجريمة والارهاب والقتل والخطف."
ودانت الولاياتالمتحدة الاحداث التي تشهدها المناطق الحدودية بين لبنانوسوريا، وحثت وزارة الخارجية الامريكي "الاطراف كافة على احترام السياسة التي تتبعها الحكومة اللبنانية بالنأي بنفسها عن الحرب الدائرة في سوريا."
وقالت جان ساكي، الناطقة باسم وزارة الخارجية في واشنطن "إن الولاياتالمتحدة تدين بقوة الهجوم الاخير"، مضيفة ان واشنطن ملتزمة بدعم مؤسسات الدولة اللبنانية.
من جانبه، دان رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام هجوم عرسال ووصفه بأنه "اعتداء سافر على الدولة اللبنانية والقوات المسلحة اللبنانية."
واضاف "تتعامل الحكومة اللبنانية مع هذه التطورات بحزم"، وطالب "جميع الاطراف بتوخي الحكمة والمسؤولية وبذل كل الجهود لحماية لبنان وابعاده عن المخاطر المحيطة به."
ونشر الجيش اللبناني المزيد من القوات بضمنها طائرتي هليكوبتر في المنطقة لمواجهة التطورات.
يذكر ان عرسال التي تستضيف عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين شهدت عدة صدامات بين مسلحين وقوات الامن اللبنانية في الاشهر الاخيرة.
كما سبق للقوات السورية المسلحة ان شنت غارات جوية على المنطقة المحيطة بعرسال قائلة إنها تستهدف المسلحين الذين يتخذون من المناطق الجبلية ملاذات لهم.
وكانت حدة التوتر قد تصاعدت في محيط عرسال هذا العام عقب نزوح اعداد كبيرة اضافية من اللاجئين السوريين بعد ان تمكنت القوات السورية التي يدعمها مسلحو حزب الله اللبناني من طرد المسلحين المعارضين من منطقة القلمون السورية المحاذية للحدود مع لبنان والمواجهة لعرسال.
ولكن بالرغم من تمكن القوات السورية الحكومية من بسط سيطرتها على معظم مساحة منطقة القلمون، ما زال مسلحو تنظيمي "جبهة النصرة" و"الدولة الاسلامية" وغيرهم يسيطرون على جيزب صغيرة فيها.
وكان مسلحو التنظيمين المذكورين قد خاضوا معارك شرسة مع القوات السورية في القلمون مساء الجمعة الماضي، اسفرت عن مقتل 50 مسلحا على الاقل حسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا.
وفي سياق متصل، شهدت مدينة طرابلس في الشمال توتر امني فجر اليوم بعد التعرض للجيش الذي قام بالرد على مصادر النيران ليعود الهدوء صباحا الى المدينة.