دعونا نحلل المرحلة القاتلة كيف ولدت وكيف تربت وكيف بلغت الامبراطورية المهيمنة حتى اصبحت من القوى العالمية المتصارعة مرّت أجيال من شعبنا بسنوات عجاف ولو قلت (مرّت أجيال العرب) –بالتعريف- لكنت أقرب إلى الصواب سنوات عجاف من حيث الشعور بكرامة الأمة العربية وتماسكها ومن حيث الاعتزاز بالانتماء إليها وربما لم يخلُ عام من أعوام العمر التي وأنا حرٌّ في افتراض عمر حقيقي لنفسي- لم يخلُ من نكسة أو نكبة إن هذه الأعوام التي مررنا بها – أو مرّت بنا (من المرور أو من المرارة سيان) إنها ستحمل أسماء كما حملت الأعوام التي سبقتها وستكون أسماؤها دائرة في فلك الأحرف نفسها لأن ما فيها من مصائب وخطوب جاءت متقاربة متشابهة فتشابهت حروفها ويبدو أن للعرب أيضاً من خصائص المسكنة والسكوت على الضيم ما ليس عند غيرهم من الأمم!
بشيئا من التوجس من آخرين وبإنكار من أفراد مغرضين ومرضى شفاهم الله لانها ستكشف عوراتهم وافاعيلهم المؤسفة ومخططاتهم القذرة وحقيقتهم التي طالما غضضنا الطرف عنها ريثما يتخلو عنها ويتحولوا وقد حدث ان غاب التنوير وتمليك المعلومة الصحيحة للرفاق والشعب اصحاب الحق ولو لبعض الوقت وسوف تكشف لكم بعض ما ظل غائبا من حقائق لانها حق ونعاهدكم اننا سننزع ورقة التوت التي يتوارون من خلفها . وتمليك المعلومة الصحيحة والشفافية حق تكفله الشرائع والقوانين وهذا ليس لخواء العقل وخفة في التحامل الثوري فهي قوية ومسنودة من الملايين وشعبنا مقتنع قناعة راسخة أننا أقوياء على الطريق الصحيح ونمضي بخطا ثابتة للانتصار لهم ولا نجاري ايضا اي متساقط ورعديد مرتجف خائف و خائب رجاء في اهله اما رأيتهم يعيشون على دماء الشعب المغلوب على امره بين نار القائد اللاوطني وخيانتهم فهي انكأ واشد ايلاماً من ويلات القتلة وشتان ما بيننا أو ما رأيت أن السيف ينقص قدره .. اذا قيل ان السيف أمضى من العصا . هناك مخزن اسرار تكتمه الثورة وما ظل ينجم من فراغ بحكم التساقط المستمر والنفاق والانتهازية .. وصراع ايدولوجي ومن لف لفها للوطن اليوم محطات مرحلية للحيلولة في المواكبة والجودة والاداء وكشف المخططات الشريرة في الان ذاته وتتابع كل شيئ لحظة بلحظة ولها رؤيتها الثاقبة جدا في كيفية الخروج من مأزق الأزمة التي ستلحق بنا وبالوطن مآلات شتى تعرضنا للاذي والاذلال والاضطهاد والمصادرات وكل انواع امتهان الكرامة والانسانية لقد جالدنا بالصبر لترسو سفينة الحراك السلمي وتصل الى ما وصلت اليه اليوم من قوة ومنعة وثبات ولما كان من حقكم جميعا ان تمتلكو الحقيقة والمعلومات الصحيحة عن تاريخ ثورتكم وقضيتكم ومصيركم سيفصل التاريخ لكم ما ظل يحدث من فوضى وعبث وتلاعب وسفالة وانحطاط من أشرار يتساقطون في كل محطة من محطات ثورتنا الظافرة لأن من حق جماهير شعبنا أن تمتلك الحقيقة عن ثورتها الظافرة وعن المخططات الشريرة التي ظلت تتعرض لها قضيتهم العادلة وحراكهم المناضل بين الفينة والأخرى من طماعين والاستهداف والمؤامرات التي ظلت تحاك ضدهم وضد أجيالهم القادمة ان المعركة هذه المرة ستكون معركة الحقيقة التي ظلت غائبة لبعض الناس وستسود وتنتصر انتصارا ساحقا ماحقا فالحقيقة تكون في البداية كالشمعة داخل الغرفة تبدد الظلمة وتجلي الرؤية لبعض الناس في الغرفة او المنزل ثم تكون كالقمر تظهر حينا وتختفي أحيانا وتكون كالشمس تجلي كل شيئ . وكثيرا ما تحاول ان تعالج موضوع لتجد ان الحقيقة قد انطفا سراجها ويكون الكذاب والكذابين والتضليل والتلبيس والتدليس هو سيد الموقف والمسيطر على الساحة باوهام واكاذيب يتفقون عليها . كذب في كذب بالتواتر ومن اناس متفقون اتفاق تام على الكذب لانه يحقق لهم مصالحهم . ولا مكان لخائن أو جهوي أو مناطقي أو متاَمر أو انتهازي بيننا لن نسمح لنفعي ان يتلاعب ولا للكذاب ان يسود او للدخلاء على الناس وعلى قيمهم ومثلهم واعرافهم ليشكلو خلايا سرطانية بداخل جسم الثورة الجنوبية ..
أيام رحيل أيقونة الحرية والعدالة والديموقراطية والعيش المشترك في جنوب أفريقيا وعموم أفريقيا والعالم نلسون مانديلا وقطعا لابد اختيار نهجه والسير عليه وعلى منهاجه سنبني جنوب العدالة والحرية والتسامح الذي يسع كل الوان طيفه المختلفة والمتعددة دون تمييز وصراع شبيه الحلقات بتلك التي عاشها الايقونة نلسون مانديلا في جنوب أفريقيا وعشناها ونعيش أسوأ منها مرارا وتكرارا نحن في الجنوب منذ أكثر من عقدين من الزمان ونعيشها ألآن . ألآن وشعب الجنوب عموما من مشقة وعنت وتربص وتآمروابادات وجرائم من انظمة تعاقبت على سدة الحكم ومن نظام جائر مستحكم وصدق الصادق الامين حين قال (( أشدالناس إبتلاءا ألأنبياء فالامثل فالامثل )) .
نضالنا في حد ذاته قيمة ومن أجل قيم ومبادئ من أجلها نموت لتسود وتنتشر وتحكم .. ومن أجل فرض قيم أخلاقية وبذر بذور وأخلاق سياسية جديدة غير التي سادت وحكمت البلاد عقد من الزمان ناس تساقطو و( أفراد لا حول لهم ولا قوة ) احترقو وشبعو حريقا وبادو ويشعرون من دواخلهم بالخزي والخيانة والعار ولم ولن يستطيعو أن يقفو أمام أي من أبناء شعبنا ليتحدثو جهرة عن مصير شعب خانوه وباعوه في أسواق الذل والهوان ( وثمنهم في جيبهم ) و يصب انتقادنا أصلا لاشخاص ميكافليين انتهازيين .. برغماتيين .. غايتهم مصالحهم الشخصية والغاية عندهم بررت الوسيلة فانكشفوا ومن حق شعبنا أن يمتلك المعلومة عنهم لاننا قد اشعنا بين شعبنا وسنشيع فيهم أكثر روح النضال السلمي المدني الذي إشاعه نلسون مانديلا وغاندي الذين قاتلو بها أساليب الطغاة والفراعنة منذ الصراع بين نبي الله داؤود والطاغية جالوت وسيدنا ابراهيم الخليل والطاغية المتأله النمروذ بن كنعان ، وهكذا كان ادولف هتلر ومسوليني وستالين وفرانكو ثورتنا تجاوزت أغلب الظروف الصعبة والعصيبة والساعات العسيرة بعزيمة واصرار ومستعدة استعدادا تاما لكل قادم حتى الانتصار التاريخي الموعود والمحتوم وفقط وددت أن أميط اللثام عن الحقيقة والحق لنهدم بها أوهام بنيان الباطل وما ظل يتداوله بعض الناس من اكاذيب وأقوال تجافي الواقع نقول أن أمام الشعب الجنوبي مسيرة وعي طويلة في درب الحرية .