يقال في الخليج للأشخاص الذين يحضرون ولائم الأعراس بدون دعوة بكلاب السفرة حيث يتم عزلهم عن المدعوين حتى يتعشى الضيوف ومن ثم يسمحون لهم بالأكل فينقضون على مخلفات الأكل بشراهة عجيبة حتى يستكفوا من الأكل ومن ثم يأخذوا مخلفات الأكل مع السفر والملاعق والصحون وإذا سنحت لهم الفرصة يأخذون الجدور (الحلال) الكبيرة وهم يرددون (الهم أدمها نعمة واخفضها من الزوال) فهل ينطبق هذا المثل على مسئولي الهيئة العامة للأراضي وزبائنهم وسماسرتهم ؟ في الماضي كانت تصرف أراضي الجنوب بتعليمات خطية من صنعا تحت مسميات مختلفة وبمساحات مختلفة الهدف منها سلب ونهبأراضي الجنوب مثلها مثل الخيرات الأخرى الجنوبية التي سلبت بدون وجه حق ، ومنذ تشكيل حكومة الوفاق أعطيت لمسئولي الهيئة العامة للأراضي صلاحيات مطلقة بصرف الأراضي فاستبشر الجنوبيين خير وخاصة شباب الجنوب المحرومين من ابسط الحقوق لذألك لم نتوقع أن تستقل تلك الصلاحيات بطريقة سيئة وبدون آليات سليمة وبدون ضمير حي وبدون رقيب أو شهيد وكأن أراضي عدن آلة إليهم ولسماسرتهم وزبائنهم عن ورث أو هبة أو وصية من إبائهم وأجدادهم ، حتى الورث الشرعي لا يمكن التصرف فيه بهذا الشكل الذي حدث خلال السنتين الماضيتين .
سالت احد زملائي من ذوي الخبرة فقلت نورنا بحكم خبرتك في هذا المجال ؟ فقال في البداية صرفوا للأهل والأحباب تحت حجة أنهم يصرون الأراضي للجنوبيين حتى استكفوا ، ومن ثم صرفوا لأصحاب الخواتم المرصعة بتوجيهات حزبية وقبلية ، ومن ثم بدئوا يوجهوا بعض الأشخاص للبسط على المتنفسات بإشراف مهندسي الهيئة العامة وكل شي بثمنه حسب المساحة والقرب والبعد عن الخدمات ، ومن ثم تطور الأمر للبيع في الباطن وعقود في الظاهر بنصف أو ربع سعر السوق حسب شطارة الزبون وتحت مسميات مختلفة تعويض استثمار عقود انتفاع وحتى ورقة العقد تباع بالسوق السوداء ، فقلت له أكيد أنت ما قصروا معك فقال إنا مسكين أعطوني عشر أراضي ونصف من مساحة مسجد ، فقلت فعلا أمور غريبة فقال الهم لأحسد الله يرزق من يشاء وأضاف بان رئيس الهيئة ونائبه لديهم صلاحيات مطلقة من قوى قبلية وحزبية ويعرفون شغلهم وحتى المسئولين في مفاصل الدولة في عدن ما قصروا معهم سكتوهم .
فعلا من كثرة الصفقات المشبوهة في الفنادق وصالات الإعراس والمجالس الخمسة نجوم لم يداوموا في مكاتبهم لعبوا بالطول والعرض لم تسلم منهم أراضي المساجد والمقابر والمتنفسات والشوارع هؤلاء تعلموا في مدرسة النهب والسلب والنصب والاحتيال السؤال هنا هل يستمر هذا الوضع كثيرا ؟ وهل يستمر أبناء الجنوب في سباتهم ؟ السؤال بحاجة إلى إجابة ؟