استغرب غالباً عن افتقاد المجتمع اليمني لمبدأ وسلوك المرونة في التعامل مع الاشياء وتقبل الامور بكياسة وحلم مهما كانت قاسية عليه خاصة وانها تصب في المصلحة العامة حيث انه لا يمكن الاستجابة لتلك السجية الا اذا مورس فيه القوة والعنجهية بل المواجهة والاقتتال ومن ثم تأتي المرونة لكن بعد فوات الاوان. فلدينا نماذج كثير لا تعد ولا تحصى على المستوى السياسي والمجتمعي ككل فمثلاً صدر قرار جمهوري بتحويل الفرقة اولى مدرع الى حديقة 21 مارس قبل عامين تقريباً وطُلب من اللواء علي محسن الاحمر قائدها آنذاك اخلائها وتسليمها الى الدولة ممثلة بأمانة العاصمة لبدء العمل فيها كحديقة عامة لكنه قابل الامر بالتسويف والمماطلة واوهم الناس انها حامية صنعاء من الحوثيين حتى جاءوا انصار الله وحرروها منه بالقوة وسلموها الى الحرس الرئاسي بعد حرب ضارية راح فيها دماء من الطرفين وتكبد الجميع خسائر كانوا في غنى عنها بل أُهين الجنرال بفعله هذا نتيجة تصلبه ومقامرته حيث فر من بيت الى اخر تارة بمنزل رئيس الجمهورية وتارة اخرى بالسفارة السعودية لكي يحتمي من انصار الله بعد ان كان ذلك القائد العسكري صاحب الهيلمة والهنجمة.
وها هو مصير اللواء محسن حتى الان مجهولاً فالأخبار متضاربة انه غادر اليمن او لم يغادر ..ففي الحقيقة اتعاطف مع هكذا حالات واشفق عليها لأنها لا ترتضي باليسير بل العسير وهي حينما لا تستسلم للأمر الواقع تعتقد انها تستبسل من اجل الوطن والمواطنين وهذا خطأ فادح والحقيقة انها تتمسك بالخطيئة وتتعصب لمصالحها الشخصية ليس الا ولا تدري انها تقود نفسها الى مصيدة التاريخ الاسود.
الا يتفكر اللواء علي محسن بصنوه الرئيس السابق الذي تبرأ من اخوته وانشق عنه انه عندما رأى ان الرياح لم تعد تجري في صالحه ترك السلطة وحاول ان يبقي له شيء من التاريخ الابيض والصفحات الناصعة وتحلى بالمرونة وقبل بالأمر برغم قسوته وشدته عليه وذلك لكي يتغنى بها ويصنع مستقبل أكان لحزبه المؤتمر الشعبي العام او لنجله الاكبر.
كل ما في الامر ان القناعة كنز لا يفنى والمرونة سجية تُحسن للمرء مقامه وخاتمته وظلم الناس لا يذهب سدى مهما طال الامد لكن يأتي يوم اما ان يكون ذكرك فيه على السنة الناس حسناً او سيئ لا يطاق..!!