في ظل تعايش الوطن العربي للموضة وإحياء لما هو قديم وبارز ولاسيما موضة الشوارب حتى أصبحت بذلك رمزا ودلالة على عنفوان وهيبة يحملها هذا الشارب وهذا الشخص المتمثل به وهو في حقيقة الأمر يجعل بذلك ستار وحاجب لتراكمات من مخاوفه واستبداده. رب الأسرة الذي نجح وبتفوق من إعلان هيمنته على بيته ورعيته بفرض سلوك عدواني أقرب إلى الحيواني هو بذلك مستبد يمارس أعلى درجات الاستبدادية ، والأسوء من هذا وذاك من يستبد الإنسان الضعيف وأعني بالضعيف (خليفة الله في أرضه) باسم الدين والإسلام! يحكي لنا أحد مفكري القرن التاسع عشر عبدالرحمن الكواكبي في كتاب هو من أجمل ماكتب في زمانه يحمل عنوان "طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد" يحكي قصص مختلفة عن الاستبداد الحاصل للانسان بمتنوع مسمياته ويقر بأن الاستبداد هو سلوك مكتسب ناتج عن تراكمات من الضعف والانهزامية يتحول مع مرور الزمن إلى حيوان مستبد وهو صاحب المقولة الشهيرة "من أقبح أنواع الاستبداد هو استبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل" ولذلك قال أحد العارفين : "لا تسأل الظالم كيف ظلم ولكن اسأل المظلوم كيف سكت". ثقافة التبرير والاستغناء عن الحق بداعي الحب! وتخوفا من إسقاط كلمة هذا الذكر هي من أودت الشعوب العربية إلى ثورات أكلت فيها الأخضر واليابس ويا أسفاه ،، على الصعيد ذاته من يمارس سلوك الاستبداد في مدرسته وبيته وفي أي بقعة في أرض الله الواسعة مفتخرا بذكوريته وشنبه فها أنا أقول كما قال أحد الصحابة : "من وجد في نفسه كبرا فهي من مهانة يجدها في نفسه". ياجماعة إحنا عاوزين ذكر يفهم ويقدر اللي حوليه مافيش مشكلة لو يكون عنده شنب هتلر ولا شنب عنتر ولا بدون شنب زي ميشيل عفلق .. المهم يخاف الله في نفسه وفي رعيته ، هو بكدا أنا خلصت اللي عندي بس أوعوا تسكتوا عن حقكوا لأن اللي بيسكت مرة حيسكت مية مرة .