أمس تتحوّل إسرائيل رسميّاً إلى خامس دولة متقدمة في علوم غزو الفضاء بعد أمريكا، روسيا، فرنسا، والصين. كان ذلك الهدية التي قدّموها لأنفسهم بمناسبة السنة العبرية الجديدة التي تبدأ اليوم، مع تقليد غسل التفاح بالعسل تفاؤلاً بعام جديد. العجيب جدّاً: كلما ردد مراعيشنا « الموت لإسرائيل » في « الصرخة » كلما تقدّمت إسرائيل أكثر! هم شعب يعيش على العلم والذاكرة. ونحن على الصراخ والنسيان. أمس تذكّروا قتلاهم الثلاثة قبل بدء الحرب على غزّة. تناسوا عمداً الشاب الذي أحرق حيّاً في القدس. أما مراعيشنا فنسوه تماماً، وبالتأكيد نسوا قبله محمد أبو خضير (محمد الدرّة)! هم شعب يعيش على التخطيط العلمي.
قرأت الأسبوع الماضي الكتاب الأخير عن فن الحرب الإسرائيلي للأستاذ الجامعي إيلي بيرنافي: "10 دروس في الحرب" (بالفرنسية). مذهل حقاً! كلّه مؤسس على معرفة تاريخ الآخر (الغرب، العرب، العالم)، على الدراسة العميقة لتاريخ الحروب الدينية… يطبّقُ فيه برنافي بشكل استعراضي الدرس الأول من « فن الحرب » الصيني: "إعرف عدوّك نعرف نفسك! ». ونحن ندور حول أنفسنا الضائعة، نجهل الآخر تماماً.
معظمنا يجهل الآخر تماما،لدرجة أن سؤالاً في غاية البساطة كهذا: "هل يحق الزواج بأربع نساء في الديانة اليهودية؟ » لا يستطيع أغلبنا الردّ عليه بالشكل الدقيق اللازم!