في ظل الصراع الإقليمي والدولي المحتدم منذ بدايات ثورات الربيع العربي و وصول الإخوان إلى السلطة وظهور خارطة تحالفاتهم الجديدة التي كانت تشكل خطر حقيقي على بعض دول المنطقة وتهديدا مباشر لوجودها كان لابد لتلك الدول أن تحمي وجودها ولم يكن أمامها خيار آخر غير ضرب مشروع الإخوان واسقاطه ابتدأ من مصر التي تعتبر قلعة الإخوان والتي استطاعوا فيها اجتثاث نظام مبارك بالكامل وبعد ان تم إسقاط الإخوان في مصر كان إخوان اليمن هم الخطوة التالية ولكن اليمن يختلف عن مصر لاحتفاظ كل أطراف الصراع الإقليمي بقوة سياسيه وعسكرية تعزز نفوذه وتضمن مصالحة وكان من الصعب أن يكرر المشهد الدرامي نفسة نظرا للحلول التوافقية التي أفضت اليها ثورة اليمن بعكس مصر وبالتالي كان لابد من وجود سيناريو آخر يزاح فئة الإخوان من المشهد ويحفظ ميزان القوى ويضمن عدم سقوط الدولة حتى لا تدخل اليمن في دوامة الحرب الأهلية وتعرض أمن واستقرار المنطقة للخطر وكان هناك خيارين لإسقاط اخوان اليمن أولهم إسناد الدور للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الأمر الذي سيكون له انعكاسات سلبيه وردة فعل لا يمكن تحسبها والخيار الآخر كان حركة أنصار الله الحوثي والذي اصبح اسناد الامر اليهم هو الخيار الأقرب للقبول وبالاتفاق مع هادي يقوم الحوثي بضرب الإخوان مقابل السماح له بتمدد وبسط اليد علي إقليم أزال وحصوله على مناطق اضافيه تشمل منفذ بحري للإقليم مع تقديم المساعدة والدعم اللوجستي في السلاح والعتاد من الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح ومثلما كان ضرب الإخوان هدف استراتيجي لطرف فإن للأطراف الأخرى أهداف غيرها فقبل الحوثي الاتفاق باعتباره ضرورة لابد منها لتخلص من عقبة في طريق أهدافه والحصول على اعتراف إقليمي ودولي وهذه تعتبر خطوة على الطريق الصحيح للوصول الى الهدف الأكبر والأسماء له ولمن خلفه وبين اتفاق الحوثي وأطراف المصلحة وبعلم هادي كان هناك اتفاق سري ثنائي بين الحوثي وصالح يقوم بموجبه صالح بتقديم تسهيلات وأحداث تمرد قبلي وعسكري في صفوف الاخوان والقبائل الموالين لهم مقابل قيام الحوثي بتوجيه ضربات إضافية للخصوم صالح حميدا لأحمر وعلي محسن والحد من نفوذ هادي وقص ريشه دون إسقاطه والحفاظ على بقا مقاليد الحكم والسلطة تحت السيطرة. الزيدية و يكون الكرسي لهادي والحكم والسلطة للهادي. أدرك الاخوان اللعبة وعرفوا بأنهم ساقطين لامحالة و يراد الزج بهم في حرب ستدمر فيها قوتهم وتفضي الى هزيمتهم وخروجهم من المشهد وتقضي على وجودهم وسيخرج الحوثي وصالح منها منتصر ضعيف يسهل على هادي التغلب عليهم والسيطرة على مقاليد الأمور وهو ما كان يعول عليه هادي بالفعل. ففوت الاخواني الزيدي علي محسن الفرصة على هادي والا طرف الاخرى التي كانت تسعى لضرب الإخوان وإضعاف الحوثي واحتفظ لنفسه وللإخوان بإمكانية الظفر بفرصة أخرى من خلال عدم المواجهة والاحتفاظ بقواتهم وامكانياتهم على طول وعرض البلاد وخصوصا اذا ما تم الاستعانة بالجماعات الإرهابية التابعة لهم وكان هذا الخيار يمثل ضربة قويه لهادي وللمجتمعين الإقليمي والدولي. وتمكن الحوثي من دخول صنعا وكسب قوة عسكريه إضافية وحقق نجاحا سياسيا كبير وفرض نفسة على العالم والاقليم واستعاد الحكم للحضن الزيدي وترك لهادي الكرسي يلهو به مقابل ضمان بقا الجنوب في حضيرة الزيدية وهذا وضع مؤقت حتى يتخلص الحوثي من كل المناوئين له و يحكم سيطرته على كامل البلد. لأنه يعرف بأن الإقليم والعالم لا يمكن أن يسمحوا له بالاستفراد بالمنطقة لخدمة المصالح الإيرانة وهذا سيدفع الاطراف الأخرى نحو العمل على أحداث توازن مذهبي يضمن بقا الصراع محتدم دون ان يتمكن اي طرف تحقيق تفوق أو انتصار على الاخر. ان ما أفرزه تجنب الإخوان المواجهة العسكرية من إخلال بميزان القوى لصالح الحوثي جعل تفكير العالم والاقليم ينصب في اتجاه إيجاد قوة رديفة للإخوان تحقق التوازن وتضمن انشغال الطرفين ببعضهم حتى يضمن العالم والاقليم مصالحهم ويتجنب مشاكل اليمن ويفوت الفرصة على ايرا ن في استخدام النفوذ التي حصلت عليه باليمن كورقة ضغط سياسيه و بؤرة لزعزعة أمن واستقرار الخليج والمنطقة وتهديد مصالح العالم. وان لم يأخذ الجنوبين زمام المبادرة في ضل هذه المتغيرات وينتزعون حرية وطنهم واستقلاله من أيادي محتلة ويدفعون عن انفسهم شرور هذا المحتل وخطر الوقوع في هذه اللعبة الدولية والإقليمية القذرة التي ليس لهم فيها مصلحة ولن يكون فيها خسار غيرهم فان عليهم ان يعدوا انفسهم لكي يكونوا كباش ترادع نيابة عن غيرها. لان الحرب القادمة بالنسبة لأطرافها ستكون مذهبية بامتيازوسيكون الجنوب ارض وشعبا هو طرفها الاخر. وسنتحول من نضال من اجل تحرير ارض واستعادة وطن وبنا دولة الى مجموعة مسلحة تخوض حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل ظاهرها مذهبي وباطنها صراع بين قوى النفوذ الإقليمي والدولي .