تشييع مهيب للشيخ الزنداني شارك فيه الرئيس أردوغان وقيادات في الإصلاح    بن دغر يعزي قيادة الإصلاح في رحيل الشيخ الزنداني ويثمن أدواره النضالية    «كاك بنك» يكرم شركة المفلحي للصرافة تقديراً لشراكتها المتميزة في صرف الحوالات الصادرة عبر منتج كاك حوالة    شاهد.. أردوغان يشارك في جنازة الشيخ عبدالمجيد الزنداني في جامع الفاتح باسطنبول "فيديو"    كلية القيادة والأركان بالعاصمة عدن تمنح العقيد أديب العلوي درجة الماجستير في العلوم العسكرية    نزوح اكثر من 50 الف اثيوبي بسبب المعارك في شمال البلاد    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    بن دغر يوجه رسالة لقادة حزب الإصلاح بعد وفاة الشيخ عبدالمجيد الزنداني    برشلونة يعتزم بيع اراوخو    رئيس مجلس القيادة يجدد الالتزام بخيار السلام وفقا للمرجعيات وخصوصا القرار 2216    مفسر أحلام يتوقع نتيجة مباراة الهلال السعودي والعين الإماراتي ويوجه نصيحة لمرضى القلب والسكر    مركز الملك سلمان يدشن توزيع المساعدات الإيوائية للمتضررين من السيول في الجوف    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    إعلان موعد نهائي كأس إنجلترا بين مانشستر يونايتد وسيتي    إنزاجي يتفوق على مورينيو.. وينهي لعنة "سيد البطولات القصيرة"    الاعاصير والفيضانات والحد من اضرارها!!    "ريال مدريد سرق الفوز من برشلونة".. بيكيه يهاجم حكام الكلاسيكو    مأساة في اليمن.. مقتل 28 طفلًا منذ يناير بألغام مليشيا الحوثي    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و183    لابورتا بعد بيان ناري: في هذه الحالة سنطلب إعادة الكلاسيكو    القبض على مقيم يمني في السعودية بسبب محادثة .. شاهد ما قاله عن ''محمد بن سلمان'' (فيديو)    الشيخ بن بريك: علماء الإسلام عند موت أحد من رؤوس الضلال يحمدون الله    انقطاع الشريان الوحيد المؤدي إلى مدينة تعز بسبب السيول وتضرر عدد من السيارات (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مكان وموعد تشييع جثمان الشيخ عبدالمجيد الزنداني    قيادي حوثي يقتحم قاعة الأختبارات بإحدى الكليات بجامعة ذمار ويطرد الطلاب    التضامن يقترب من حسم بطاقة الصعود الثانية بفوز كبير على سمعون    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    ميلشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات غير معلنة بصنعاء ومصادر تكشف السبب الصادم!    برئاسة القاضية سوسن الحوثي .. محاكمة صورية بصنعاء لقضية المبيدات السامة المتورط فيها اكثر من 25 متهم    دعاء مستجاب لكل شيء    موالي للإنتقالي الجنوبي يثير صدمة بعد تعليقه على رحيل الشيخ "الزنداني"    الحوثيون يستجيبون لوساطة قبلية للسماح بإقامة مراسيم الدفن والعزاء للزنداني بصنعاء    ذمار: اندلاع حرب أهلية مصغرة تُثبت فشل الحوثيين في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم    - عاجل محكمة الاموال العامة برئاسة القاضية سوسن الحوثي تحاكم دغسان وعدد من التجار اليوم الثلاثاء بعد نشر الاوراق الاسبوع الماضي لاستدعاء المحكمة لهم عام2014ا وتجميدها    ديزل النجاة يُعيد عدن إلى الحياة    عودة الزحام لمنفذ الوديعة.. أزمة تتكرر مع كل موسم    رئيس مجلس النواب: الفقيد الزنداني شارك في العديد من المحطات السياسية منذ شبابه    من هو الشيخ عبدالمجيد الزنداني.. سيرة ذاتية    انخفاض أسعار الذهب مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط    مستشار الرئيس الزبيدي: مصفاة نفط خاصة في شبوة مطلبا عادلًا وحقا مشروعا    تراجع هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر.. "كمل امكذب"!!    ارتفاع الوفيات الناجمة عن السيول في حضرموت والمهرة    مع الوثائق عملا بحق الرد    لماذا يشجع معظم اليمنيين فريق (البرشا)؟    الزنداني يكذب على العالم باكتشاف علاج للإيدز ويرفض نشر معلوماته    الدعاء موقوف بين السماء والأرض حتى تفعل هذا الأمر    الحكومة تطالب بإدانة دولية لجريمة إغراق الحوثيين مناطق سيطرتهم بالمبيدات القاتلة    النقد الدولي: ارتفاع الطلب الأميركي يحفز النمو العالمي    المواصفات والمقاييس تختتم برنامج التدريب على كفاءة الطاقة بالتعاون مع هيئة التقييس الخليجي    لحظة يازمن    بعد الهجمة الواسعة.. مسؤول سابق يعلق على عودة الفنان حسين محب إلى صنعاء    المساح واستيقاف الزمن    - عاجل فنان اليمن الكبير ايواب طارش يدخل غرفة العمليات اقرا السبب    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة هادئة في أوراق ساخنة
نشر في التغيير يوم 06 - 06 - 2007


صعده .. التمرد ..والدولة ..وشرارة الحرب الرابعة !!
خاص التغيير
عادت أحداث المواجهات الدامية بين القوات الحكومية اليمنية واتباع حسين بدر الدين الحوثي زعيم تنظيم الشباب المؤمن الذي لقي مصرعه في العاشر من شهر سبتمبر من العام 2004م شمال شرق اليمن في مواجهات مسلحة مع القوات النظامية مجددا لترتسم على واجهة المشهد الأمني والسياسي والاجتماعي في اليمن .. مثيرة ذات التوجسات والمخاوف التي رافقت اندلاع شرارة أحداث صعده الأولي في ال 18من يوليو من العام 2004م وما خلفته من تداعيات اجتماعية وإنسانية حادة أثبتت التطورات والمعطيات الراهنة على جبهة ذات الصراع أن اختفاء مؤسس تنظيم الشباب المؤمن من على واجهة المشهد العام في اليمن بمصرعه لم يكن النهاية الدراماتيكية والمبكرة لإرهاصات "فتنة طائفية "غير مسبوقة في التاريخ اليمني القديم والمعاصر لاتزال محل تضارب في الروايات والتكهنات بين كونها حالة محدودة النطاق والتأثير لا تتجاوز سقف التمرد القبلي المسلح المرتكز على خلفية صراع ذو طابع مذهبي وبين من يعتبرها جزء من سيناريو خارجي متعدد الاطراف والمصالح يستهدف أثارت الصراعات المذهبية في المنطقة وإذكاء جذوة التباين الطائفي بين أبناء الجلدة الواحدة وبخاصة في الأقطار العربية التي تتسم بنيتها الديمغرافية بالتعدد الطائفي والعرقي.
اليمن وبالرغم من وحدة نسيجها الاجتماعي ذو البنية البيئية القبلية المعقدة وانتصار مفردات تاريخها القديم والمعاصر لحقيقة التعايش السلمي بين المذاهب ألا أن ذلك لم يحل دون اندلاع سابقة صراع طائفي "معلن "تمثل بأحداث صعده الأولي والثانية التي تجاوزت تداعياتها الحادة مجرد الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن أشهر متصلة من المواجهات المسلحة والدامية بين قوات الدولة ومن بات يطلق عليهم ب "الحوثيين" بل امتدت لتعكر صفاء السلم الاجتماعي بشوائب من التعصب الطائفي والمذهبي الطاريء على حالة التعايش السلمي بين المذاهب الذي اتسمت به مفردات الحياة العامة في اليمن لحقب تاريخية طويلة ..ولتفرض سحب داكنه من التوجسات والمخاوف الشعبية حيال طبيعة ما يعتمل على واجهة الاحداث من تطورات متصاعدة خارجة عن سياق المواجهات التقليدية بين القبيلة والدولة .
اتهامات صريحة ..
التجدد الراهن للمواجهات المسلحة بين أتباع حسين الحوثي وبخاصة خلال الأشهر الستة الماضية التي شهدت اندلاع العديد من الاشتباكات المسلحة المحدودة النطاق والضحايا بين الجانبين .. قبل أن يتسع نطاق المواجهات المسلحة نهاية شهر يناير المنصرم أثر واقعة طرد قسري تعرضت له الطائفة اليهودية في منطقة صعده شمال شرق اليمن على أيدي عناصر مسلحة من الحوثيين لتبرز على السطح تداعيات حاده وغير مسبوقة وصلت إلى حد تهديد السلطات الحكومية اليمنية بشن حملة عسكرية واسعة النطاق تستهدف معاقل من وصفتهم " بالمتمردين من أتباع الحوثي " وتوجيه أصابع الاتهام مجددا لقوي إقليمية ودولية بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها -ولا تزال – مدينة صعده الحدودية ولغايات بررها الخطاب الرسمي بالرغبة في تصفية حسابات إقليمية على الأرض اليمنية على غرار ما يحدث في بلاد الرافدين ومن قبل ذات الأطراف التي يعتقد وعلى نطاق واسع انها تدير لعبة الصراع الطائفي في العراق فيما تمثل التصعيد الأخطر في اتهامات صريحة وجهتها الحكومة اليمنية على لسان اللواء يحي الشامي محافظ محافظة صعده السابق لقوي إقليمية كإيران وليبيا بتقديم دعم مادي " للحوثيين " وبالوقوف وراء انبعاث ما وصفه " بالتمرد المسلح " شمال شرق اليمن قبل أن يشير رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي " الحاكم " إلى وجود ما وصفها " بالمعلومات التي تؤكد ضلوع مؤسسات دينية في كل من طهران والعراق في دعم التمرد " لتتخذ هذه الاتهامات صيغة رسمية اثر استدعاء اليمن لسفيريها في كل من طهران وطرابلس قبل أن تبادر كلا العاصمتين بإيفاد مندوبين إلى صنعاء لتبرئة ساحتهما مما يحدث في صعده الا ان هذه المبادرة لم تخفف من نبرة الاتهام الرسمي اليمني الذي عبر عنه نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية اللواء رشاد العليمي في مؤتمر صحفي عقده مؤخرا وأثار ردود أفعال متباينة اعادت ذات الاتهامات إلى واجهة المشهد السياسي في اليمن .
ماذا يحدث في صعده !!
انبعاث أزمة ملف " الحوثيين أو تنظيم الشباب المؤمن " في اليمن مجددا بعد مرور ما يزيد عن العامين من الهدوء النسبي الذي أعقب تسوية سلمية للصراع المحتدم منح بموجيها الرئيس علي عبد الله صالح في شهر شعبان من العام الماضي كافة المحتجزين على ذمة أحداث صعده الأولي والثانية عفوا شاملا مرفقا تعويضات مادية وعينية شملت إعادة اعمار المناطق والقري المتضررة من المواجهات المسلحة فرض بدوره العديد من التساؤلات الملحة من قبيل ما اذا كانت التدابير و المعالجات الحكومية التي اتخذت لإغلاق ملف أحداث صعده قد شابها القصور والثغرات وبحيث تركت الباب مواربا لاحتمالات الانبعاث المتجدد للأزمة أم أن ثمة أطراف خارجية تقف حقا وراء التصعيد السابق والراهن للأحداث كما تؤكد ذلك الرواية الرسمية التي ما انفكت توجه أصابع الاتهام لقوي إقليمية ودولية بالتورط في إشعال فتيل سابقة الصراع الطائفي المعلن في اليمن وهي الاتهامات التي قوبلت بالتشكيك من قبل أحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد والمنضوية في أطار ما يعرف " بتكتل أحزاب اللقاء المشترك " والتي حملت السلطات الرسمية مسئولية التصعيد الأخير في المواجهات مع " الحوثيين " وبالإضرار بالسلم الاجتماعي عبر انتهاجها لمبدأ العنف في مواجهة أتباع الحوثي مشددة وعلى لسان الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني على ضرورة "تحويل قضية صعده إلى قضية وطنية" وأهمية التسريع بعقد " حوار وطني بدعوة من حزب المؤتمر الحاكم يجمع كافة القوي السياسية الممثلة في الساحة اليمنية "
روايات متضاربة !!
التصاعد الدراماتيكي لحدة المواجهات " الثالثة " المحتدمة شمال شرق اليمن بين أتباع حسين بدر الدين الحوثي والقوات الحكومية وأن كان يمثل
امتدادا لتداعيات ذات الصراع الذي نشب فجأة منتصف العام 2004م ألا انه اتسم هذه المرة بخطاب مغاير لكلا الجانبين اللذين اتجها إلى إقحام أبعاد إقليمية كطرف ثالث في الصراع الممتد بينهما منذ ثلاث سنوات ففي حين بررت السلطات الرسمية لجوئها إلى استخدام العنف والقوة العسكرية لمواجهة ما دأبت على وصفة " بالتمرد المسلح المدعوم من الخارج " كخيار وحيد " لاجتثاث جذور" الفتنة الطائفية" قبل استشرائها في المجتمع " وبخاصة بعد تعثر مساع تسوية سلمية قامت بها مؤخرا لجنة الوساطة المشكلة من علماء ووجاهات قبلية وقيادات حزبية و المكلفة بالتفاوض مع الشقيق الأصغر لمؤسس تنظيم الشباب المؤمن عبد الملك الحوثي لوقف مقاومة الدولة وتسليم نفسه وأتباعه وأسلحتهم .. وجه الأخير بدوره اتهامات للسلطات بافتعال المشكلة عبر شن حملة عسكرية واسعة ومفاجئة على بعض المناطق بمدينة صعده التي يتواجد بها أتباع شقيقه الراحل مشيرا في تصريحات صحفية نشرتها أسبوعية الناس اليمنية بعددها الصادر يوم " 12فبراير " أن الحملة العسكرية المباغتة لمعاقل الحوثيين سبقها تهديدات وجهتها قيادات عسكرية في مدينة صعده بشنها في حال أقدم هو وأتباع شقيقة الراحل على أقامة المظاهر الأحتفائية التقليدية السنوية لدي أتباع المذهب الشيعي والمتمثلة بعيد " الغدير"
الشقيق الأصغر لزعيم تنظيم الشباب المؤمن الراحل والقائد الجديد كما تصفه السلطات الحكومي "للتمرد المسلح " لم يتردد أيضا عن اتهام أطراف إقليمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بالوقوف وراء تجدد الأحداث في صعده ولعب دور تحريضي في المواجهات المحتدمة لدوافع بررها بالقول " اليد الأمريكية تعمل على أثارة الفوضى في العالم الإسلامي وخلق فجوة بين الحكومات والشعوب وبين الشعوب نفسها عبر الضرب على وتر المذهبية والطائفية وهناك جهات داخلية استغلت الظرف الدولي لتصفية حساباتها" ..فيما تضمنت رسالة خطية سطرها شقيقه الأكبر ( يحي الحوثي ) النائب في البرلمان اليمني ونشرها موقع " نيوز يمن منتصف شهر فبراير الجاري اتهامات غير مسبوقة للسلطات الحكومية بالقول "إن من يقاتلون في صعده إلى جانب القوات الحكومية هم عصابات أجنبية متمثلة في الهاربين من الأخوان المسلمين من مصر والأردن وسوريا والصومال والبعثيين العراقيين".
طهران ..وطرابلس !!
الاتهامات الحكومية اليمنية المتصاعدة حيال وجود مخططات خارجية تستهدف تحويل اليمن إلى ساحة اقليمية لتصفية الحسابات لم تتردد في الإشارة ضمنا فيما سبق وصراحة مؤخرا على لسان قيادي رفيع في حزب المؤتمر الحاكم إلى قوي إقليمية ودولية على رأسها إيران وليبيا بالوقوف وراء انبعاث أحداث صعده مجددا عبر تقديم الدعم المادي واللوجستي لمن يصفهم الخطاب الحكومي " بالمتمردين من أتباع الحوثي " حيث عبر القيادي المؤتمري طارق الشامي رئيس الدائرة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عن هذه الشكوك والاتهامات
بالقول في تصريحات نشرتها صحيفة " الناس " الأهلية مؤخرا انه " توجد معلومات لدي الحكومة اليمنية وحزب المؤتمر تؤكد أن بعض المؤسسات الدينية سواء في إيران و العراق تدعم التمرد بصعده وصدرت عن تلك لمؤسسات بيانات تؤكد الدعم لهذه الأحداث .."
القيادي المؤتمري علق أيضا على استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي منتصف شهر يناير المنصرم ل يحي الحوثي الشقيق الأكبر لزعيم تنظيم الشباب المؤمن لدي زيارته لطرابلس بالقول " لقد أورد يحي الحوثي في بيان له أن زيارته لليبيا كانت للبحث عن وساطة عربية وعموما نحن لن نسمح أن تكون اليمن محطة لإيجاد مبررات سواء لتصفية الحسابات مع السعودية أو لإثارة القلاقل في الداخل اليمني " ....في حين استشهد محافظ محافظة صعده اللواء يحي الشامي في تصريحات مماثلة له نشرتها صحيفة "26سبتمبر الناطقة بأسم الجيش اليمني بزيارة الشقيق الأكبر لزعيم تنظيم الشباب المؤمن للعاصمة الليبية في معرض إشارته إلى وجود تدخلات أجنبية في مجريات الأحداث المحتدمة شمال شرق اليمن ..
وفيما أسهم الجدل الدائر على نطاق واسع حول حقيقة الدور الإيراني والأمريكي في تفاقم حالة الاحتقان الطائفي والمذهبي في العراق في توجيه الشكوك الشعبية في اليمن باتجاه ذات الإطراف المتورطة في صناعة ثقافة العنف الطائفي في بلاد الرافدين .. استندت الرواية أو الاتهامات الرسمية اليمنية لطهران إلى جملة من القرائن التي كشف عنها ماراثون المحاكمات التي نظرها القضاء النوعي في اليمن خلال العامين الماضيين ومثل خلالها العشرات ممن وجهت لهم أصابع الاتهام بالتورط في اندلاع أحداث صعده الأولي والثانية ومن أبرز هؤلاء رجلا دين يمتهنا القضاء الشرعي حكم علي أحدهما بالإعدام وعلى الآخر بالسجن ثمان سنوات بعد ثبوت أدانتهما بالتخابر السري مع طهران عبر مراسلات سرية تمحورت حول طلب الحصول على دعم مادي ولوجستي للتمكين من قيام ثورة أسلامية في اليمن على غرار الثورة الإسلامية الإيرانية التي أطاحت بحكم شاه ايران .. وهي الاتهامات التي قوبلت بنفي الرجلين وتشكيك أحزاب المعارضة التي نظمت حملات اعتصام تضامنية مع القاضيين محمد الديلمي ومحمد مفتاح بمصداقية أدلة الإثبات التي استند اليها حكما الإدانة قبل أن يطرأ تطور دراماتيكي على مسرح الأحداث المتصاعدة قبل عامين تمثل بإعلان السلطات الأمنية عن إحباط محاولة لقلب نظام الحكم القائم في اليمن لتشهد أروقة القضاء النوعي في البلاد في وقت لاحق من العام 2005م محاكمة مثيرة ل "29" متهما أحدهم امرأة صنفتهم لائحة الاتهام الرسمية بأنهم أعضاء في " خلية إرهابية " استهدفت تقويض نظام الحكم وتنفيذ سلسلة تصفيات جسدية تشمل مسئولين وقيادات على هرم السلطة المدنية والأمنية على رأسهم الرئيس الحالي علي عبد الله صالح الذي بدورة وجه اتهامات كانت الأخطر في سياق تداعيات أحداث صعده الأولي والثانية لحزبين معارضين منضويان في أطار ما يعرف بتكتل أحزاب اللقاء المشترك هما أتحاد القوي الشعبية وحزب الحق بالتورط في دعم ما وصفه بالتمرد المسلح الذي يتزعمه حسين الحوثي ووالده واصفا تنظيم الشباب المؤمن الذي يتزعمه الحوثي الابن بأنه يمثل " الجناح العسكري " لحزب الحق ذو التوجه الشيعي والذي تعد منطقة صعده الحدودية احدي أبرز مناطق نفوذه التنظيمي في اليمن .
سابقة صراع " معلن "
بالرغم من مشروعية وموضوعية المخاوف الشعبية والرسمية المتعلقة بإمكانية أن يكون وراء اذكاء جذوة " الفتنة الطائفية " مجددا في اليمن طرف أو أطراف خارجية وهو- الاحتمال الغالب في الاعتقاد الرسمي - ألا أن القراءة المنصفة لملف " أحداث صعده وتداعياتها اللاحقة والراهنه " لا يمكن أن تغفل حقيقة أن الظهور اللافت لسابقة الصراع المذهبي المعلن في اليمن لم يكن سوي إفرازا لحالة مزمنة من الصراع الطائفي الغير معلن والذي استمر لعقود خلت وتجسدت تداعياته في شكل نزاعات ومواجهات دامية ذات طابع مذهبي دارت رحاها في حرم عدد من المساجد بمدن "كصعده وعمران وذمار..." في ظل سيطرة نسبية للدولة لا تزيد عن 75بالمائة من أجمالي ما يقدر ب 70الف مسجد تتوزع على امتداد الخارطة الديمغرافية في البلاد – وهو ما يؤكده الشيخ يحي النجار وكيل وزارة الأوقاف والإرشاد لقطاع الإرشاد .فيما تركت مئات المساجد لسيطرة مراكز قوي مذهبية وحزبية تحكمت – ولا تزال - بتوجهات الخطاب الديني وفقا لتصوراتها بماهية الحلال والحرام .. الأمر الذي افرز بالضرورة معارك ومواجهات ذات طابع طائفي لم يلتفت اليها أحد عن- قصد أو دون قصد - قبل أن تقفز احداث صعده الاولي الى واجهة المشهد العام كأولي تجليات حالة الصراع الطائفي الغير معلن الذي نما وترعرع في بيئة خصبة من الظروف المهيئة و التجاهل الرسمي لخطورة غياب السيطرة والرقابة الحكومية على منابر الخطاب الديني وترك العديد من هذه المنابر لهيمنة مراكز القوي المذهبية التي وجهته وفق توجهاتها " الأيدلوجية " مستغلة تعقيدات البيئة الاجتماعية في البلاد لحماية وتوسيع نفوذها وحضورها ..ومكرسة القبيلة لحماية مصالحها الذاتية والطائفية
المشهد السياسي ..ضلال قاتمة !!
تجدد المواجهات الراهنة بين أتباع الحوثي والدولة وأن قوبل بحزم رسمي غير مسبوق هذه المرة تمثل في تخويل مجلسي النواب والشورى بعد أسبوعين من اندلاع شرارة المواجهات الحكومة اليمنية باتخاذ إجراءات صارمة من شأنها فرض سيادة الدولة ووضع حد لتداعيات الانبعاث المتجدد للصراع المحتدم شمال شرق البلاد ألا أنها ألقت بضلال قاتمة على مفردات المشهد السياسي في اليمن وتسببت في المزيد من التردي للعلاقات المتأزمة أصلا بين طرفي المعادلة السياسية القائمة والمتمثلة في حزب المؤتمر الشعبي العام " الحاكم " وأحزاب المعارضة الرئيسية في البلاد "تحالف المعارضة اليمنية " المشترك " .
تداعيات تجدد المواجهات الميدانية المسلحة بصعده على الساحة السياسية اليمنية تجلت في عودة التراشق الإعلامي والسياسي الحاد بين الحزب الحاكم والمعارضة بعد أسابيع فقط من انفراج طفيف طرأ على الخطاب السياسي لكلا الجانبين إزاء التعاطي مع فكرة " الحوار الوطني " وبخاصة بعد أن أعلنت أحزاب " المشترك " موقفها من تجدد المواجهات بصعده متهمة في بيان صادر عن المجلس الاعلي للتحالف المعارض حكومة الحزب الحاكم بالوقوف وراء التصعيد الطارئ للمواجهات مع " الحوثيين " وبالتكريس السياسي للأحداث وهو ما نفاه الحزب الحاكم بشده الذي بدورة وجه اتهامات حادة ل أحزاب " المشترك " على لسان رئيس كتلته البرلمانية و الأمين العام المساعد للحزب سلطان البركاني بالقول في تصريح نشره الموقع الالكتروني التابع للحزب الحاكم " أن الموقف المعلن ل أحزاب المعارضة "المشترك " في أجتماع مجلسها الأعلى الاستثنائي تضمن وسائل تحريض وكذب وسفسطة وتهويل .. وأن على المشترك أن ينتظر الحكومات الصفوية لأن أحلام الدبابات الأجنبية التي كانت سائدة لديه قد تلاشت بعد الذي حدث في العراق " ..فيما تمثل التصعيد الأبرز في الخطاب السياسي والإعلامي للحزب الحاكم باتجاه أحزاب المعارضة في اتهامات وجهها مؤخرا الرئيس علي عبد الله صالح للأخيرة بالقول " أنهم يصفقون لأي حرائق تشتعل هنا أو هناك ويرتاحون لها وهذا مايعكس أنها قوى سياسية غير مسئولة "
حقيقة تنظيم الشباب المؤمن !!
ارتبط أسم تنظيم الشباب المؤمن الذي برز خلال الثلاث السنوات الماضية كإطار تنظيمي غير رسمي لأتباع حسين بدر الدين الحوثي بأسم الأخير الذي أسسه مع اشقائه في العام 1997م واتخذ بداية شكل منتدى صيفي غالبية مرتاديه من الشباب صغير السن من أبناء منطقة "آل الصيفي مسقط رأس حسين الحوثي والمناطق المجاورة بمدينة صعده الحدودية الذين تأثر معظمهم بشخصية مؤسسه وبمضمون خطابة الديني الذي ما انفك يحفز الشباب على الجهاد ضد الامبريالية العالمية والصهيونية قبل أن يتحول المنتدي الديني إلى نواة لتنظيم مؤسسي ذو طابع مذهبي اثر انسلاخ الشيخ حسين الحوثي وأشقائه عن حزب الحق ذو التوجه الشيعي الذي اشترك في تأسيسه مع نخبة من العلماء والمثقفين ورجال القبائل الذين ينتمون للمذهب الزيدي كما مثله في أول انتخابات برلمانية تشهدها اليمن في العام 1993م ليفوز بأحد المقعدين الذين حصدهما الحزب في تلك الانتخابات .
المواجهة المؤجلة !!
أنفرد حسين الحوثي بدء من العام 2000م بإدارة ما بات يعرف منذ ذلك الوقت وعلى نطاق واسع داخل مدينة صعده بتنظيم الشباب المؤمن حيث نجح في توسيع قاعدته التنظيمية باستقطاب الكثير من الشباب للانخراط في عضويته إلى حد دفع بالسلطات الرسمية إلى تقديم دعم مالي منتظم يقدر ب 400الف ريال يمني شهريا في محاولة لاحتوائه ولاعتبارات أخري تتعلق بالخشية من استغلال التنظيم الناشئ من قبل أطراف خارجية وهو ما كشف عنه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ذاته في احدي خطاباته غداة اندلاع أحداث صعده الأولي حيث برر تقديم الدعم الحكومي لتنظيم الشباب المؤمن بحرص الدولة على الحيلولة دون استغلاله من قبل قوي خارجية للقيام باعمال تخريبية داخل البلاد ..ألا أن الدعم المالي الحكومي للحوثي وتنظيمه الناشئ لم يحل دون انتهاج الأخير لتوجهات فكرية وتنظيمية تتقاطع مع حرص الحكومة على توطيد علاقات اليمن بالولايات المتحدة الأمريكية التي تصدرت واجهة الخطاب الديني لزعيم تنظيم الشباب المؤمن الذي ما أنفك يدعو من على منابر مساجد صعده وبعض المدن المجاورة إلى مقاومة ومناهضة ما دأب على وصفه بالنفوذ الأمريكي المتزايد في المنطقة واليمن مطلقا شعارات دينية من أبرزها شعار يتضمن عبارات " الله ..اكبر ..الله اكبر ..الموت لأمريكا وإسرائيل " قبل أن ينتقل ترديد الشعار إلى المسجد الكبير بصنعاء الأمر الذي أثار قلق واستياء الممثلية الدبلوماسية الأمريكية بصنعاء ودفع السلطات الحكومية إلى بدء المواجهة المؤجلة مع الشيخ الحوثي وتنظيمه الناشئ بشن حملة اعتقالات واسعة طالت عناصر في التنظيم بمدينة صعده وأنصار له ممن دائبوا على ترديد الشعار بعد صلاة الجمعة في عدد من مساجد صعده وحتى الجامع الكبير بصنعاء ..قبل أن تشهد منطقة " مران " المتاخمة لمسقط رأس الحوثي في ال 18من شهر يوليو من العام 2004م أول مواجهة مسلحة بين عناصر تنظيم الشباب المؤمن والقوات الحكومية أسفرت عن مصرع اعداد من العسكريين مما دفع بالسلطات إلى توجيه قوات إضافية إلى المنطقة لاستئصال شأفة زعيم تنظيم الشباب المؤمن الذي نجح بدورة في تكوين تحالف مضاد مع بعض زعماء القبائل المتاخمة لمسقط رأسه لتتسع دائرة المواجهات المسلحة على نحو غير متوقع ولتستمر الاشتباكات بين الجانبين لما يزيد عن ثلاثة أشهر سقط خلالها ما يزيد عن " 700" من العسكريين وإضعاف هذا العدد من أنصار الحوثي وعناصر التنظيم قبل أن تتمكن القوات الحكومية من أحكام الحصار على زعيم تنظيم الشباب المؤمن وأتباعه الذين تمترسوا في جبال مران ومن ثم قتله في ملابسات لاتزال حتى اليوم غامضة ألا أن مقتله لم يكن يعني بأى حال وهو ما أثبتته معطيات الأيام اللاحقة والأحداث الراهنة على جبهة ذات المواجهات – نهاية الصراع الذي لا يزال محتدما .
حسين الحوثي ..في سطور
ولد حسين بدر الدين الحوثي عام 1956 في قرية آل الصيفي في منطقة حيدان التابعة لمحافظ صعده شمال شرق اليمن أي قبل نحو 6 سنوات من اندلاع الثورة اليمنية في 26 سبتمبر عام 1962 التي قضت على الحكم الإمامي الذي حكم اليمن امتدادا للدولة الزبدية لأكثر من 11 قرنا والتي تأسست في جبال صعده وانطلقت منها على يد مؤسسي المذهب الزيدي "الهادوي"، وهو أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة وأكثرها انفتاحا على المذاهب الإسلامية، الإمام الهادي يحى بن الحسين بن القاسم الذي جاء من الحجاز عام 284ه (القرن التاسع الميلادي) وينتهي نسب الهادي الى الحسين بن علي بن أبي طالب، كما ينتهي نسب حسين بدر الدين الحوثي
لأسرة"هاشمية" ويعتبر والده العلامة بدر الدين الحوثي أحد أبرز المرجعيات الشيعية للمذهب الزيدي في اليمن.
التحق حسين بدر الدين الحوثي بمدارس التعليم السنية في محافظة صعده
"لمعاهد العلمية" التي كانت حركة الإخوان المسلمين تديرها قبل أن تتحول إلى حزب سياسي عام 1990م هو التجمع اليمني للإصلاح ، كما تلقى العلم على يد والده وعلماء المذهب الزيدي، وبعد إكماله الدراسة القانونية التحق حسين بدر الدين الحوثي بكلية الشريعة في جامعة صنعاء وحصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون , وفي عام 1992م، قرر الانخراط في العمل السياسي كمؤسس لحزب الحق المعارض الذي جرى تأسيسه من قبل علماء ومثقفين ورجال قبائل ينتمون للمذهب الزيدي .
تعمق الشيخ حسين الحوثي في دراسة أصول المذهب الزيدي وعلومه الشرعية وتاريخه السياسي في اليمن كما حصل على درجة الماجستير من احدي الجامعات السودانية وقد ذاع صيته بسعة العلم والأفق وقدرته على التحدث بلباقة وعلى الإقناع وربما تكون هذه السمات الشخصية وراء قدرته على جذب الشباب للانخراط في عضوية تنظيم الشباب المؤمن
لقي حسين الحوثي مصرعه في العاشر من شهر سبتمبر من العام 2004م في ملابسات لاتزال غامضة حيث يشكك أنصاره في الرواية الرسمية التي تشير إلى أنه لقي مصرعه متأثرا بشظايا أصيب بها أثناء مواجهات مسلحة مع القوات الحكومية بالقول أن زعيم تنظيم الشباب المؤمن أعدم رميا بالرصاص بعد استسلامه للقوات لعسكرية وقد وجهت له العديد من التهم من أبرزها قيادة تمرد مسلح بهدف قلب نظام الحكم الجمهوري في البلاد وتنصيب نفسه اماما وتشكيل ميلشيا مسلحة وكذا "الاستعانة بالخارج للأستقواء على الداخل " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.