يتواصل القصف العنيف من قبل مسلحي تنظيم الدول الاسلامية على مدينة عين العرب السورية والمعروفة كرديا باسم كوباني في محاولة للتغلب على المقاومة العنيفة للمقاتلين الاكراد واقتحام المدينة. ويأتي تصعيد العمليات العسكرية في اطار هجوم شامل يخطط له التنظيم للاستيلاء على المدينة الاستراتيجية كي يتمكن من الربط بين المناطق الواقعة تحت سيطرته في مدينة حلب ومعقله في مدينة الرقة شرقي سوريا. وشدد تنظيم الدولة في الايام الاخيرة من خناقه حول المدينة واضحى على مسافة كيلو مترات معدودة بعد ان استولى على غالبية القرى والبلدات المحيطة الا انه يلقى مقاومة شرسة من المقاتلين الاكراد الذين يدافعون عن المدينة الواقعة على الجانب السوري من الحدود مع تركيا. ودعت أكبر مجموعة كردية، والتي تحمل اسم وحدات حماية الشعب الكردي، أكراد المنطقة للانضمام إليها لمواجهة مسلحي التنظيم. ويخشى الاكراد الذين يقطنون المدينة من وقوع مذابح في حال سقوطها بيد التنظيم.
وقال مسؤولون أكراد ونشطاء إن مقاتلي التنظيم لم يتمكنوا حتى الان من اختراق المدينة فيما يشتد القتال عشية عيد الاضحى الذي يحتفل به المسلمون في انحاء العالم. ونقلت وكالة الاسوشيتد برس عن ناصر حاج منصور وهو مسؤول عسكري في المنطقة الكردية السورية قوله "يبدو أنهم يعتزمون الهجوم الليلة وسيحاولون دخول المدينة يوم العيد". وقال منصور إن القصف على كوباني بعد ظهر الجمعة ادى الى مقتل 3 مدنيين.
وكانت تركيا تعهدت بعدم سقوط كوباني وقال رئيس وزرائها أحمد داوود أوغلو إن بلاده ستفعل أقصى ما بوسعها للحيلولة دون سقوط مدينة كوباني السورية في أيدي مسلحي تنظيم "الدولة الاسلامية". إلا أن وزير الدفاع التركي عصمت يلمظ استبعد أى تحرك سريع للقوات التركية. وقال مراسل بي بي سي في المنطقة إنه ليست هناك شواهد على اشتراك الدبابات التركية في أى أعمال قتالية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية". وكان البرلمان التركي وافق الخميس على السماح للجيش بدخول الاراضي العراقية والسورية للقيام بعمليات عسكرية ضد تنظيم "الدولة الاسلامية" وغيرها من الجماعات الجهادية. الا أن القرار لايلزم الحكومة التركية بارسال قوات الى أي من الدولتين.
وقال قيادي ميداني في الجيش السوري الحر، المعارض، لبي بي سي إن تنظيم الدولة الاسلامية قصف كوباني بالمدفعية والدبابات في وقت مبكر من صباح الجمعة بعد أن خفت حدة الاشتباكات في محيط المدينة في وقت سابق. وأضاف أن التنظيم استهدف إحدى محطات الوقود شرقي كوباني مما أدى إلى اندلاع حريق حيث شوهدت أعمدة الدخان في محيط قريتي كاسكان وكيكان شرقا. وتتعرض كوباني والمناطق المحيطة بها إلى هجوم منذ منتصف سبتمبر/ ايلول الماضي حيث استولى مسلحو التنظيم على حوالي 70 قرية كردية حول المدينة. واجبر الهجوم نحو 160 الف سوري الى الهرب نحو الاراضي التركية. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض ومقره بريطانيا إن حوالي 3 آلاف كردي تقطعت بهم السبل على الحدود التركية السورية حيث ترفض السلطات التركية دخولهم اراضيها طلبا للامان.