قد يصيبكم الذهول أو قد يعتريكم الأندهاش من عنوان مقالي هذا ، فكيف يكون أفضل لاعب على مر التاريخ لاعب لم يتردد أسمه على مسامعنا ولو لمرة واحدة في حياتنا الرياضية . نفس الشعور المسيطر عليكم حالياً ، سيطر علي في عام 2006 عندما كنت أدرس في الصف السادس أبتدائي ، حينها لم ابلغ الثانية عشر بعد ، جلب لي والدي من مدينة عتق مجلة سوبر الرياضية قبيل أنطلاق مونديال ألمانيا2006 ، اثار انتباهي عنوان مقال للكاتب الكبير حسن مستكاوي «أرثر فردنرخ ..افضل لاعب في التاريخ » أندهشت كثيراً ومن شدة أندهاشي قطعة ورقة المقال وأحتفظت به في أحد دفاتر ذكرياتي الخاصة.
اليوم وبينما كنت أغوص في ذكريات الماضي الحنونه واقلب دفاتر ذكرياتي الجميلة وجدت ورقة المقال المقطوعة من العدد 142 الصادر بتاريخ 17 مايو 2006م .
مقال رائع جداً أستقيت منه كل المعلومات عن أرثر فردنرخ ، فمن هو أرثر فردنرخ ؟ هو نجم منسي في تاريخ كرة القدم ، نجم لم يذكره التاريخ المعروف للعبة ، ولم يتذكره خبراء اللعبة.
ولد عام 1892 في 18 يوليو من أب ألماني وام برازيلية ذات أصول أفريقية . لعب لأول مرة في فريق جرمانيا البرازيلي وكان عمره حينذاك 17 عاما ، ثبت نفسه وحارب صيحات العنصرية عندما أختير للأنضمام إلى منتخب البرازيل وكان هو اللاعب الاسمر الوحيد في الفريق أنذاك . 1329 هدفاً سجله أرثر فردنرخ خلال 26 عاماْ مارس فيها كرة القدم ، وهو رقم أكبر من الأهداف التي سجلها بيليه وكان أرثر أول أنسان يتعدى عدد أهدافه الألف . توفي أرثر فردنرخ في سبتمبر 1969م وبعد ثلاثة أشهر من وفاته كان بيليه يحتفل بتسجيله هدف الألف بالبرازيل . هو أول من أدخل البرازيل تاريخ كرة القدم وأول لاعب في البرازيل ينقل كرة القدم من مجرد خبر هامشي في الصفحات الداخلية إلى الخبر الأول في الصفحة الأولى . في عام 1919 كان البرازيليون يعتبرون سباقات الخيل رياضتهم الشعبيه لكن هدف الفوز الذي سجله أرثر على أورجواي القوي في ذلك الوقت في نهائي كوباأمريكا حول أنظارهم إلى كرة القدم . في العشرينيات من القرن الماضي قام منتخب البرزايل بجولة أوربيه لأول مرة ، ولعب مع ناد فرنسي في باريس وفاز 2/7 . كان هذا الفوز الكبير أولى صور الإبهار التي قدمها البرازيليون إلى العالم .
توجد مشاهد مصورة نادرة لأرثر فردنرخ من تلك المباراة وهي المشاهد المتحركة الوحيدة التي سجلت إبداعاته ومهاراته كأعظم لاعب في تاريخ كرة القدم .
قبل 8 سنوات روى الشاهد الحي الوحيد قصة فرندرخ « لا ادري هل مازل يعيش حالياً » لقناة ( ناشيونال جيو جرافيك ) وهو مراسل الإذاعة البرازيلية نقولا توما البالغ من العمر 95 « لا أظن أنه يعيش حالياً » ويقول : [ ليس له مثيل من قبل ، ولا من بعد ، ولايقترب منه بيليه أو مرادونا ولاحتى رونالدينيو ] .. أستند نقولا توما على أن ممارسة كرة القدم في ملاعب الثلاثينيان وبادوات العصر تجعلها لعبة شديدة الصعوبة مقارنة بزمن بيليه ثم رونالدينيو ..
وقد أجرت قناة [ ناشوينال جيوجرافيك ] دراسة علمية وعملية حول تطور تكنولوجيا كرة القدم وتأثيرها على اللاعبين ، واستعانت بعدد من لاعبي ألماني والبرازيل ، وانتهت الدراسة إلى أن كرة الجلد القديمه لم تكن تساهم في إظهار مهارات ومواهب اللاعب الفردية كما تفعل اليوم كرات العصر الحديثة .
كل الدلائل التي ذكرتها تؤكد ان أعظم لاعب على مر التاريخ ليس بيليه ولا مارادونا ولا رونالدينيو ولا زيزو ولا ميسي ولا كريستيانو ولكنه لاعب نصفه ألماني ونصفه الآخر افريقي ويدعى أرثر فردنرخ !