إن يوم الرابع عشر من أكتوبر من تشرين الأول الموافق 14/10/1963م يوم البركان الثائر يوم تفجرت فيه ثورتنا العظيمة .تاريخ بدأ من ردفان التحدي ردفان الصمود ردفان الشامخة بقيادة الاسطورة الشهيد البطل / راجح بن غالب لبوزة. ردفان التي تحدى وصمد أبنائها شيوخا وشبابا ورجالا ونساء وأطفالا آنذاك وشمخوا شموخ الابطال أمام مجنزرات ودبابات وطائرات الاستعمار البريطاني البغيض ثم أمتد هذا التاريخ الى مناطق الجنوب . من بوابة ردفان كان أول ضهور للمرأة المناضلة وما قامت به من مساهمة و دور فعال في سبيل الدفاع عن تراب الوطن المقدس ووقوفها الى جانب أخيها الرجل في الكفاح المسلح فالفقيدة المناضلة البطلة بنت ردفان / دعرة سعيد عباد لعظب القطيبي التي صالت وجالت ودافعت عن وطنها مع إخوانها في جنوباليمن وشماله وشهدت معارك كثيرة أفنت جل عمرها في العمل الدؤوب ضد المستعمر البريطاني البغيض الذي أغتصب أرضنا الحبيبة بزمن دام قرن وربع قرن من الزمن فتوفت تلك المناضلة البطلة في عام 2002م أثر مرض عضال في منزلها دون الالتفات من الجهات المسئولة لمعاناتها فلا ينسى التاريخ صناعة. إنه ليوم عظيم ومقدس في تاريخ البشرية يجمع بين عراقة الماضي وإشراقة الحاضر. تاريخ يتوارثه جيل بعد جيل تاريخ وقصص يتحاكاها الزمن. فهو ليس بيوم عادي يمر علينا مرور الكرام فهو اليوم الذي نفخر به بين الامم ونتحدى به العالم طريقنا الي الحضارة في جنوباليمن. فهو اليوم الذي نتذكر فيه شهدائنا ونقف تحية إجلال لهم وللمناضلين ويذكرنا بما فعلوه أولئك الابطال الميامين لنستخلص منه العبر والمواقف فثورة 14 أكتوبر مدرسة النضال يتعلم من تاريخها الصغير والكبير. إنه اليوم الذي تشهد له جبال ردفان عاليها وسافلها هضابها وسهولها شعابها ووديانها. تشهد له المواقع التاريخية في حردبة. وجبل البدوي. ودبسان. وضرعة. ووحدة. وعقيبة. وموقعة الحمراء. والوكيزة. وجبل بطة. والنقيل .والجبهة ووادي صهيب وحيد ردفان الاشم. وعدد من المواقع والمعارك التاريخية فهذه تعتبر كجزء وكنموذج من معارك وملاحم أسطورية التي خاضها الذئاب الحمراء ضد الاستعمار البريطاني البغيض آنذاك في ردفان. فهو اليوم الذي قاد بلدنا إلى تحقيق النصر المعظم نحو التحرير والاستقلال يوم الثلاثين من نوفمبر عام 1967 للميلاد في تشرين الثاني. فلم يكن طريق الكفاح لنيل الحرية والاستقلال معبدا ومفروشا بالورود بل كان وعرا وشاقا وحارا وبردا قارسا وجوعا مؤلما طريقا كان مليئا بالأشواك محفوفا بالمخاطر لقد تحملوا أعباء تحملوا حر الشمس تحملوا العطش صالوا وجالوا صعدوا قمم الجبال بإقدامهم الحافية. قاتلوا ببسالة لم يأبهوا بقوة العدو ساروا نظروا أمامهم لم ينظروا الى الخلف قالوا وفعلوا عيونا ساهرة لم تعرف السبات العميق ناضلوا بروح الفريق الواحد في خندق واحد ناضلوا من أجل الوطن لم يناضلوا من أجل الزعامة أو من يحكم .لم يهموا أنفسهم بل كان همهم الجيل الذي بعدهم. لم يناضلوا من أجل جمع الاموال ناضلوا من أجل طرد الاحتلال حتى نالوا ما عزموا عليه ونالوا ما تمنوا في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال. قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم " من المؤمنين رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " صدق الله العظيم. هذا ما استطعت يدي أن تكتبه من الوفاء لأولئك الابطال. فلا تكفي الف صفحة ومقال إسوة بما قدموه أجدادنا فتلك التضحيات لا تقابل إلا بوطن. فيوم الرابع عشر من أكتوبر تاريخ صنع برجال من ذهب. فتحية لكل شهداء الثورة وشهداء وجرحى ومعتقلي الحراك السلمي الجنوبي.