غالباً ما تتميز الجزر بطبيعتها الجغرافية وما بها من حيوانات برية، وثقافة فريدة من نوعها، كما يمكنها أن تصبح بسهولة عوالم خاصة في حد ذاتها. ولإيجاد أكثر الخيارات غير المألوفة من بين الجزر في العالم من حولنا – وخاصة الأماكن التي يقصدها البعض لأن سحرها وغرابتها تفوق تلك الجزر المعتادة ذات الشطآن التي يرتادها السياح - توجهنا إلى موقع "كورا" (Quora) المتخصص في الأسئلة والأجوبة على الإنترنت وطرحنا السؤال التالي: "ما هي جزر العالم التي لا بد من زيارتها؟" يقول جوليان فاتشَي، مستشار الأعمال والتقنيات الذي يعيش في أمستردام: "الجزر هي الأماكن المفضلة التي أقصدها، فهي تولد دوماً إحساساً استثنائياً بأنها عوالم خاصة. الطبيعة البشرية تجعلنا نشعر بهدوء أكثر عندما يُصغر الكون بضخامته إلى حدود طبيعية ملموسة بوضوح". جزيرة تريستان دا كونها - Tristan da Cunha في الوقت الذي اقترح فيه فاتشَي أكثر من 50 جزيرة حول العالم - مع مواقعها جميعاً على خارطة غوغل- فإنه وضع تريستان دا كونها، الواقعة جنوب المحيط الأطلسي، في المرتبة الأخيرة. ومع أنها أرخبيل مأهول، لكنها أكثر نقطة نائية في العالم. وهي تعتبر من الأراضي البريطانية، وتقع على بعد ألفي كيلومتر من أقرب نقطة على اليابسة يسكنها البشر، وهي جزيرة سانت هيلينا. كما أنها تبعد مسافة 2400 كيلومتر عن أقرب أرض قارّية، وهي دولة جنوب أفريقيا. وعدا موقعها النائي، تشتهر تريستان دا كونها بطيورها الكثيرة، ومنها 15 صنفاً من الطيور المتكاثرة محلياً، بما في ذلك طائر القطرس، والبطاريق من النوع المسمى (القافز بين الصخور). جزيرة مورانو – Murano هي قرية تقع شمال مدينة البندقية (فينيسيا) بمسافة 1.5 كم. وكانت مورانو مركزاً لصانعي الزجاج الإيطالي الذي يمتاز بشهرة عالمية منذ عام 1291 ميلاديا، عندما أُجبر محترفو تلك الصناعة على ترك مدينة البندقية خوفاً من النيران. يمكن الوصول بسهولة لجزيرة مورانو عن طريق التاكسي النهري أو الباص النهري من مدينة فينيسيا إن قروناً من احتراف هذه الصناعة قد خلقت أكثر الشواطيء المدهشة في العالم. ويقول آن-مين دو، وهو كاتب صحفي يعيش في مدينة "هو تشي من" في فيتنام: "سافرت إلى جزر عديدة حتى يومي هذا، تمتاز بشواطيء جميلة، وأشجار النخيل المنعزلة، وفنادق، ومنتجعات، إلا أن مورانو هي الكعكة المفضلة. إنه الشاطيء الوحيد الذي رأيته ويكاد يكون بالكامل من الزجاج". عندما كان الزجاج الزائد عن الحاجة يتبقى لدى المحترفين، أو إذا ما أخطأوا في تصميم ما، كانوا يلقون بها على الشاطيء، عبر السنين. وبمرور الزمن، انصقل الزجاج ليشبه الحصى ويعطي نفس الملمس. يقول دو: "إن جمال منظر الزجاج الملون وهو يتلألأ تحت أشعة الشمس، منظر عليك أن تراه بأم عينيك". ويمكن مشاهدة هذه الشواطيء الزجاجية الصغيرة التي لم يُطلق عليها أي أسماء بعد، والمنتشرة هنا وهناك في الجزيرة. وعلى رأسها، بالنسبة لجامعي الهدايا التذكارية، هو ذلك الشاطيء الواقع قرب "غلاس فاكتوري" (أو مصنع الزجاج) في الجزء الجنوبي من الجزيرة. إضافة إلى منطقة صغيرة تقع تماماً بجوار موقف "نافاغيرو" لسيارات التاكسي في القسم الجنوبي الشرقي. أوغاشيما – Aogashima وصف أبهاي كيني، المهندس في مجال الميكانيكا من مدينة "ميسور" بالهند، جزيرة أوغاشيما قائلاً: "إنها حصن طبيعي يشبه حديقة من العصر الجوراسي للديناصورات". أحد المناظر للطبيعة الساحرة في منطقة أوغاشيما ويعود الفضل في ذلك إلى وجود جدران فوهة بركان قديم بتلك الجزيرة يصل ارتفاعه إلى 400 متر عن مستوى سطح البحر. كما أن للجزيرة فوهة بركانية أخرى أصغر في وسطها، نتجت من انفجار بركاني آخر، أقل قوة. ويمكن لمن يبحثون عن مناظر ليلية مذهلة أن يخيّموا داخل الفوهة الثانية لذلك البركان، حيث التقط المصور توشيهيكو أوغاوا صوراً فاتنة لليالٍ تزينها النجوم في ذلك الموقع. التضاريس العجيبة تثير الاهتمام بما فيه الكفاية. لكن أن يعيش أناس في تلك الفوهة نفسها فهذا ما يجعل المشهد أكثر إثارة. ليس هناك من يمكنه أن يؤكد تماماً لماذا بدأ الناس في الاستقرار هناك، لكن سجلات المقيمين فيها تعود إلى أوائل عهد أيدو (1603 – 1868 ميلادي). فوفقاً لأسطورة محلية، حسب قول كيني، كانت الجزيرة ممنوعة لفترة ما على النساء، "لأن السكان المحليين كانوا يعتقدون بأن اختلاط الرجال والنساء وعيشهم معا سيغضب الآلهة". غيرنزي – Guernsey يتغنى بيتر كلارك بموطنه في جزيرة غيرنسي، وهي واحدة من جزر القنال الإنجليزي. ويذكر كلارك أبقار غيرنزي "البديعة" التي تنتج بعض ألذ الألبان في العالم، ويُحتفل بها في موكب سنوي يقام للبقر. يقيم السكان المحليون في غيرنزي حفلا سنويا خاصا للأبقار في هذا الاحتفال، يقوم السكان المحليون بتزيين وتلوين الأبقار المشاركة في العروض بشتى الألوان والأشكال الجنونية، ثم يقودونها في موكب في الشوارع. ومن بين الحيوانات الأخرى التي تعيش على الجزيرة، هناك طائر "البفن" (المهرج الوفي) وهو في كل مكان، بحسب قول كلارك. وهناك أيضاً (أذن البحر) وهو نوع من القواقع البحرية التي تصطاد فقط في أوقات المد البحري، وعند اكتمال القمر أو بدايته بين الأول من يناير/كانون الثاني وحتى 30 من أبريل/نيسان من كل عام. كما يجب أن يصل طول صدفة حيوان أذن البحر إلى الحد الأدنى المطلوب لكي تشجع الصياد على الحصول عليها. ولا يمكن لأحد أن يغطس لجلبها (وبدلاً من ذلك، ينبغي على صائديها أن يبحثوا عنها بين الصخور المغمورة بالماء وتحتها خلال فترة الجزر البحري). وقد وضعت جميع قواعد الصيد هذه لوقف عمليات الصيد الجائرة التي حصلت خلال القرن المنصرم. ويضيف كلارك أن ثقافة الجزيرة المستوحاة من "إنجلترا" قديما، قد أبقتها عالقة في الماضي. ويضيف: "لم يكن بإمكان النساء أن يرثن الأملاك حتى عام 2000." ومع ذلك، ولأن غيرنزي هي أقرب جغرافياً إلى الأرض الفرنسية، هناك تأثير قوي لفرنسا على تلك الجزيرة، وخاصة الأكلات الفرنسية الشهيرة. فلا تفوتكم فرصة تناول "الغاتشَي"، وهي قطعة خبز تُملأ عادة بفواكه وتؤكل كحلوى. جورجياالجنوبية رغم سفرإيان مايكل شو من تورنتو بكندا، إلى جزر نائيه ومشهورة، فإنه صوّت لصالح جورجياالجنوبية، جنوب المحيط الأطلسي، لأنها، بحسب قوله: "ذات مناظر خلابة، وتاريخ حافل، وحيوانات غير عادية". حيوانات جراء البحر على شواطئ جزيرة جورجياالجنوبية إنها جزء من أقاليم ما وراء البحار البريطانية، وتقع ضمن النظام البيئي القطبي الجنوبي، لكن دون أن تمتد إليها البحار المتجمدة التي تصل غيرها من مناطق القطب الجنوبي. وقد أدى موقعها الاستثنائي هذا إلى انتشار الحيوانات البرية. ويضيف مايكل شو: "ونظراً لانعدام الحيوانات المفترسة، تعيش وتتكاثر الآلاف من حيوانات البطريق والقطرس والفقمة. ويمكن للزوار أن يقتربوا منها كثيراً".