قتل وجرح العشرات، في حرب شبه طائفية بدأت فعلًا في اليمن، بين سكان محافظة إب المجاورة لمحافظة الضالع، وسط اليمن، السنيتين، ومسلحي جماعة الحوثي الشيعية التي تحاول التوسع باتجاه جنوب ووسط البلاد، واقتحم الحوثيون مساء الخميس منزل محافظ ذمار ودار الضيافة، وسط البلاد، دون مقاومة، وتمترسوا فيها. ووفق مصادر رسمية ساند مسلحون من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحوثيين في الانتشار بمحافظة ذمار، والسيطرة على مواقع ومقار، كما حدث في محافظات عدة. وفي سياق متصل، حذر القيادي الجنوبي المعارض، عبدالرحمن علي الجفري الحوثيين من التمدد نحو الجنوب، وقال» نحذر بجد إخواننا ونقول لهم إن الجنوب خط أحمر».. مبشرًا في نفس الوقت، الجنوبيين بميلاد الجنوب الجديد ، مطالبًا إخوته في دولة اليمن الشقيق الموجودين في المؤسسات العسكرية والأمنية والمدنية أن يخلوا طرفهم ويسلموا مهامهم وعهدهم إلى زملائهم من مواطني الجنوب العربي، ويغادروا تلك الأماكن. إلا أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، أكد خلال لقائه الليلة قبل الماضية، بعدد من قيادات حزب المؤتمر الشعبي، في العاصمة صنعاء، أن الوحدة بين شطري بلاده آمنة، ولا خوف عليها. وأكد أن»الوحدة في الجنوب آمنة»، وشعبه ليس انفصاليًا على الإطلاق. ووصف صالح - الدعوات المطالبة بفك الارتباط بالدعايات الكاذبة.. لافتًا الانتباه إلى أن «الوحدة ستحافظ على نفسها وشعب الجنوب يدرك أهميتها».. وأعاد رفع الشعار الذي كان قد رفعه أثناء حرب صيف 94م،»الوحدة أو الموت»، متحديًا الجنوبيين بالانفصال. ويقف إلى جانب على صالح في منع خيارات الجنوبيين جماعة الحوثيين، التي كانت تدعي في السابق أنها تغازل ابناء المحافظاتالجنوبية، وتتحدث بانهم ظلموا ولا بد من إنصافهم.
قتلى في إب ويأتي تمدد جماعة الحوثيين نحو جنوب وغرب البلاد، في الوقت الذي يطالب المواطنون في جنوباليمن بالانفصال عن الشمال بعد وحدة اندماجية أعلنت في ال22 من مايو/ آيار 1990م، وذلك بالتزامن مع إعلان قائد المنطقة العسكرية الرابعة، التي يقع إطارها الجغرافي أربع محافظاتجنوبية، هي: تعز والضالع ولحج وأبين، اللواء محمود الصبيحي، بالدفاع عن محافظة تعز وعدم السماح للمليشيات الحوثية بدخولها، بينما قدم قائد القاعدة الجوية في محافظة الحديدة استقالته احتجاجًا على تسليم المحافظة للمليشيات الحوثية. وقالت مصادر محلية في محافظة إبل»المدينة»: إن 8 قتلى وعشرات الجرحى في اشتباكات بين مسلحي الحوثي ومسلحين قبليين سنيين وسط مدينة إب. وأكدت المصادر أن الاشتباكات اندلعت بين مسلحي الحوثي والمسلحين القبليين الذين كانوا قد توافدوا إلى مدينة إب للدفاع عن المدينة بعد تسليم السلطة المحلية المحافظة للمسلحين الحوثيين. وأضافت المصادر إن المسلحين القبليين أحكموا الحصار على المسلحين الحوثيين الذي يتواجدون داخل الاستاد الرياضي للمدينة. وأشارت المصادر إلى أن الاشتباكات توسعت لتصل إلى منطقة السحول شمال محافظة إب بين قوات الشرطة والمسلحين الحوثيين الذين كانوا قد استلموا المحافظة أواخر الأسبوع من السلطة المحلية، إلا أن المواطنين اعترضوا على ذلك وطالبوا السلطة المحلية باستعادة المحافظة وهددوا المليشيات الحوثية بإخراجها من المحافظة. وأكدت المصادر أن مسلحين تابعين لحزب الإصلاح تمكنوا من السيطرة على نقطة الشرطة العسكرية في منطقة السحول، وأن عشرات السيارات عادت من الطريق الرئيسي الرابط بين (صنعاء - إب - تعز) هربًا من الاشتباكات وأن الطريق أصبحت مقطوعة. إلى ذلك، حذرت قبائل مديرية الرضمة التابعة للمحافظة إب جماعة الحوثي المسلحة من دخول مديريتهم وتعهدت بالرد القاسي والتصدي لهم إن لزم الأمر. وذكرت مصادر محلية « إن قبائل الرضمة أقرت في اجتماع موسع لها ظهر أمس الأول الوقوف بحزم ومنع دخول مسلحي الحوثي إلى منطقتهم تحت أي مسمى كان وفي وثيقة عهد بصم عليها الجميع أكدت فيها القبائل رفضهم الكامل والمطلق لوجود مسلحي الحوثي أو أي جماعة أخرى في المديرية.. متعهدين بالتصدي لهم بكل الوسائل ومنه قوة السلاح مهما كلفهم من ثمن. وأكدت المصادر أن قبائل الرضمة تشهد حالة استنفار وتأهب قصوى لمسلحيها وسط غضب عارم من سماح السلطة المحلية بالمحافظة لجماعة الحوثي بدخول عاصمة المحافظة والتمركز في مؤسساتها. من جهتها علمت»المدينة» أن مسلحين حوثيين اقتحموا ليلة أمس، منزل محافظ ذمار ودار الضيافة، وسط المحافظة. من دون مقاومة، وتمترسوا فيهما ودار الضيافة، هو مبنى مخصص لعقد لقاءات مسؤولي الدولة الكبار الذين يزورون محافظة ذمار، ويحوطه ومنزل المحافظ سور واحد.
صالح يتحالف مع الحركة وكشفت مصادر محلية وشهود عيان أن مسلحين من أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام،الذي يتزعمه صالح، يساندون الحوثيين في الانتشار بمحافظة ذمار، والسيطرة على مواقع ومقار، كما حدث في محافظات عدة. يذكر أن المحافظ العمري قيادي تابع لحزب صالح، إلا أن الأخير ضحى بكل شيء من أجل إبقاء تحالفه مع جماعة الحوثيين متينًا ومتماسكًا حتى وإن كان( يحيى العمري) الذي عمل حليفا لصالح وسانده في حروبه ضد الحوثيين بمحافظة صعدة التي كان محافظًا لها. وفي سياق متصل قالت مصادر محلية في مدينة العدين بمحافظة إب وسط البلاد إن الحركة في المدينة شبه متوقفة بعد الهجوم العنيف لمسلحي تنظيم القاعدة على المقار الحكومية والأمنية وكان مسلحو القاعدة سيطروا على إدارة أمن المديرية إثر مواجهات مسلحة مع جنود الأمن بمختلف أنواع الأسلحة وسقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.