في وسط حشد جنوبي يقف صالح محمد الوحيشي احد ابرز كوادر دولة الجنوب السابقة ويعمل في التلفزيون والاذاعة العريقين في مدينة عدن. بصوت مرتفع يهتف الوحيشي صالح بعبارات مع الآلاف الذين تحتضنهم الساحة " بروح بدم نفديك يا جنوب". يتصبب العرق من جبينه , ويده ممسكة بعلم بلاده التي اجتاحها نظام صنعاء في منتصف تسعينات القرن الماضي. على منصة الخطابة يقف شاب في دون الثلاثينات من عمره وهو يردد بصوت عال عبارات غضب ومفردات غير عقلانية , اثارت غضب الكثيرين. لسنوات دعا ناشطون الى ضرورة ترك العمل الاعلامي في الجنوب للكوادر السابق التي يرون انه هي من عاصرت تلك الحقبة قبل الوحدة مع الشمال. انخرط اعلاميون ومثقفون في الثورة الجنوبية منذ انطلاقها في العام 2007م , لكن ونتيجة لعدم رغبته في تلبية مطالب بعض القيادات التاريخية التي حكمت الجنوب تم تهميشهم ومن ثم ركلهم واوكلت المهمة لصحفيين لم يكونون في المستوى المطلوب. لكن , ذلك التهميش ربما يكون في طريقه للزوال , عقب الاعتصام الذي ينظم في ساحة العروض , حيث شهدت الساحة ذاته انضمام العشرات من كوادر الاعلام في الجنوب. انضمامهم دفع البعض الى القول انه يجب ان يسلم الاعلام الجنوبي للكوادر التي عايشت الاحتلال اليمني واجتياحه للجنوب. يقول الصحفي اديب السيد " المرحلة اختلفت .. واصبح اخواننا من " الكوادر الاعلامية " الجنوبية .. معنا في الساحات والى جانبنا ومع حق الاستقلال واستعادة دولة الجنوب , يجب ان نترك لهم فرصة كي يرفدوا ثورتنا بخبراتهم الاعلامية .. فنحن بحاجة لهم ولخبراتهم .. وخاصة في هذه المرحلة الحساسة والهامة من تأريخ ثورتنا العظيمة". واضاف " ادعو اخواني الاعلاميين .. سواء في اللجان المشرفة على عمل الساحة .. او في الصحافة والخطاب الاعلامي .. ان يفسحوا المجال لكوادر الجنوب بالمشاركة جنبا الى جنب وإدارة الخطاب الاعلامي بخبرة وعقلانية .. وكذلك بقية الكوادر في المجال الاخرى يجب ان يفسح المجال لهم". من جهته يقول الناشط الحقوقي بسام القاضي ان " ما تشهده ساحة الاعتصام المفتوح لشعب الجنوب في مدينة خور مكسر بقلب العاصمة عدن من توافد للكثير من الكوادر الجنوبية والنقابات والمنظمات والدوائر الحكومية يعد دافع قوي وله بالغ الأثر في مستقبل قضية شعب الجنوب".. موضحا ان " الكثير من الكوادر والهامات الجنوبية قد وجدت ضالتها في ساحة الاعتصام لتظهر انحيازها لخيار الشعب الجنوبي في الحرية والاستقلال وهذا يعطي رسالة للمجتمع الدولي كون كل الجنوب وبمختلف ألوانه وأطيافه السياسية والاجتماعية ينظر لتلك النخب بأنها صفوة المجتمع وهي من ترسم سياسات ومستقبل الجنوب الجديد .
وشعب الجنوب وثورته التحررية بأمس الحاجة لمثل هذه الكوادر والنخب القيادية المدنية النزيهة والشريفة لتصدر المشهد الثوري والقيام بدورهم الريادي في تحقيق ما ينشده شعبهم من استعادة لدولتهم المحتلة".
ودعا القاضي " كل القائمين على ساحة الاعتصام إلى الاستفادة من خبرات هذه الكوادر الرصينة وهم أهل لذلك وانا متأكد من أنه إذا تم بالفعل استقطابهم والأخذ بافكارهم فسيحقق الكثير على أيديهم للجنوب".