حلم الجنوبيين الأحرار وطن يسوده الأمن والاستقرار يعيش الجميع بين ثناياه بطمأنينة وسكون ومودة وإخاء.. هذا الحلم المنشود والذي كان يوماً واقعاً ملموساً بات ميلاده قريباً ويحاكي كل القلوب،وعلى ايقاع ذاك المخاض العسير تتراقص كل القلوب فرحاً بميلاد حلم منتطر وخوفاً من غدٍ لا يأمن بوائقه .. ومن بين ضهراني الساحات الممتلئة بالأحرار الحاملين وطنهم على اكفهم سيُنسَج الحلم المنشود ويُعاد الى الضمائر ذاك الأمل المفقود..
الذي بعثرتهُ النيران الصديقة والقته جريحاً على رصيف الإصرار والإرادة وتسابقت قوى الضلال وبكل جنون لوأد ذلك الحلم الذي ينتظره الشرفاء بكل صبر وصمود.. الشعب الجنوبي شعب عشق الحرية حتى الموت لم يكن ليتراجع او يقف امام نيران الاحتلال ولم تخيفه تلك القوى الظالمة وهي تحشد الآلاف من كلابها المسعورة المتعطشة لدماء الأبرياء والتواقه لوأد الوطن الطاهر تحت ثرى الوحدة المغدورة والمنتهية صلاحيتها..
وفي كل الظروف شعب الجنوب شعب اجاد فن التحدي واتقن لعبة الصبر والانتصار .. ورغم الصمت القاتل المحيط به من العالم ودول الجوار إلا آنه لم يحمل بين ثناياه ذرة يأسٍ او قنوط بل واصل مسيرته النضالية السلمية نحو ذاك الفجر المنشود .. شعب الجنوب شعب يتسلح بالأمل ويرسم شعاع الحرية في فجر كل يومٍ جديد.. ومع مرور الزمن اقترب ميلاد الحلم المنشود واصبح قريباً تكاد تحتضنه العيون وتلتحم به الأجساد المنهكه من وعثاء السفر وألم الترحال على اتساع أرض الجنوب الطاهر.. الجنوبيين الأحرار لا زال في أعماقهم عالم لا ينتهي من الصبر والإصرار والعزيمة من خلاله سيمضون وبلا تراجع إلى الأمام حتى استعادة وطنهم المسلوب وهويتهم المفقودة.. وبإرادة من الله عز وجل سيبقى الركب منطلقاً نحو خط النهاية ليصنع بذلك فجر الحرية المنشود..