الكثير من الإخوة المحللين السياسيين والمراسلين الإعلاميين في الشمال عندما يأتي حديثهم في القنوات الفضائية عن الجنوب يرددون وبطريقة سمجة " الجنوبيين مش موحدين .. الجنوبيين لو استعادوا دولتهم سيتقاتلوا .. القاعدة ستنتشر في الجنوب لو أنفصل " وهذا الطرح الغبي هو محاولة متعمدة لتشويه صورة الجنوب وحراكه السلمي المطالب باستعادة دولته . الغريب أنهم لا يتحدثون عن ما يجري في الشمال الممزق .. لا يتحدثون عن جرائم ستة حروب قتل فيها عشرات الآلاف من الأبرياء .. لا يتحدثون عن المقابر الجماعية للناصريين في صنعاء .. لا يتحدثون عن حروب المناطق الوسطى واستخدام النظام المخلوع أسلحة محرمة دوليا لإبادة قرى بكاملها .. لا يتحدث هؤلاء المنافقون كم قتل قادة الألوية الشماليين القادمين إلى الجنوب عقب اجتياحهم له في 1994 من الأبرياء لتركيع شعب لنهب ثرواته وتشريده من أعماله وأهانته في قوته ومصدر رزقه واستباحة أراضيه .. لا يتحدث هؤلاء المتباكون على الوحدة بأن الجنوب الذي وصفوه بأنه ملحد وماركسي ادخل إليه القوى التكفيرية التي لم يعرفها الجنوب إلا بعد التزاوج السياسي بين نظام المخلوع علي عبدالله صالح والحركات الإسلامية القادمة من الشمال بعد الوحدة مباشرة .. هؤلاء المهرجون عبر القنوات الفضائية لا يمتلكون الشجاعة أن يقولوا أن الاغتيالات باسم القاعدة كانت تمول وتدار من قبل عصابة الحكم في صنعاء وأن الإرهاب ومموليه هم من كبار قادة الشمال في المؤسسات العسكرية والأمنية .. أنهم يضللون العالم للإساءة للجنوب لإبقاء وحدة بالقوة . للأسف لم يعد هناك أخلاق وسط النخبة في الشمال لا في السياسة ولا في الإعلام عندما يتعلق الأمر بالجنوب والمستقبل الذي ينشده أبناؤه . ننصح هؤلاء المحللين في الشمال ومراسلي القنوات الفضائية والإعلام المقروء في الخليج أيضا أن يعرفوا أن العالم يعي كل ما يجري اليوم ويعيون أن الشمال ليس النرويج .. بل يعون أن الحروب والقتل اليومي في مختلف مدن الشمال ليست لعبة Play station أو كما يطلق عليها الاتاري .. يعرفون أن الجرائم والمؤامرات التي تتم في الشمال بين القوى المتصارعة حول السلطة ليست من نسيج الروائية الانجليزية الراحلة أجاثا كريستي ، بل هي من نسيج أبالسة السياسة في الشمال الذين ما يزالوا حتى اليوم يسعون إلى إحراق الشمال بعد أن نهبوا وقتلوا ودمروا الجنوب. اتقوا الله في أنفسكم أيها المنافقون .. فالشمال عاش ويعيش أسوأ فتراته السياسية ، فهو لا يعيش تمزقا سياسيا فحسب ، بل تناحرا قبلي ، كما أنه مهدد بتمزق مذهبي أيضا .. ناهيك أن الوضع الاقتصادي مهدد هو الأخر بالانهيار بسبب أباطرة الفساد في الشمال الذين افرغوا البلاد من عائدات ثرواتها وبيع أراضيها وهربوها إلى بنوك أوربا والخليج . ولهذا نقول أن الجنوب لم يعيش وضعا كارثيا سياسيا وإجراميا ونهب مكشوف للثروات وتدمير متعمد للأخلاق والتعليم كما عاشها في ظل 24 عاما من الوحدة التي ألغت حتى مقومات الدولة وقوانينها .. نقول لهؤلاء المرجفون أن أساليبكم مفضوحة ، وحججكم مثيرة للسخرية .. فو الله أن كل الأكاذيب التي تطلقونها لوأد وضرب إرادة شعب الجنوب فأنكم تزيدون هذا الشعب قوة في السير بحراكه السلمي حتى استعادة دولته .. فقبل أن تضللوا العالم عن الجنوب وكأنه غابة من الوحوش .. تذكروا أن العالم يعرف جيدا بأن الإجرام والفساد وغياب القيم السياسية التي تجعل كبار قادة الدولة يتورطون في جرائم إرهاب وفساد وتنكيل بالأبرياء واستخدام الدين لأغراض سياسية وإرهابية وتمويل للقاعدة هي ماركة مسجلة وبدون منازع إلى نظام الحكم في الشمال .. لا إلى الجنوب الذي تتعمدون الإساءة لأنفسكم قبل الإساءة إلى تاريخه ونزعة أبناؤه للحصول على حقهم في استعادة دولتهم في اقرب وقت ممكن.