كل هذه الزوبعة الإعلامية التي تصدرتها العديد من وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة وشبكة التواصل الاجتماعي والتي جميعها ما برحت من الحديث حول القرار الأمريكي الذي يطلب من علي صالح مغادرة اليمن من دون تقديم حتى دليل واحد على جدية الموقف الأمريكي من مسألة خروج علي صالح من اليمن وهو القرار بحسب تصوري الذي لا يعد عن كونه مجرد زوبعة في فنجان لا يعكس باي حال من الأحوال حقيقة الرغبة الأمريكية في إخراج علي صالح من اليمن والذي سيشكل خروجه من اليمن لو حدث فعلا خلل في ميزان التحالفات وميزان القوى على مستوى الساحة اليمنية لصالح أنصار الله ( الحوثيين ). وهذا ما لا يمكن أن تقبل به الإدارة الأمريكية التي مازالت بحاجة إلى علي صالح الذي مازال يمتلك الكثير من أوراق اللعبة السياسية في اليمن والتي تصب جلها في خانة السياسة الأمريكية وفي خانة الأجندة الأمريكية في اليمن والتي ماتزال تنظر بأهمية بالغة للدور الذي سيلعبه علي صالح في المستقبل القريب وما يمثله هذا الرجل من ورقة رابحة بالنسبة للنفوذ الأمريكي ولمصالحها المتراكمة داخل اليمن والتي لن تقبل أبدا التفريط بأمثال علي صالح وبالتحديد في مثل هذه الظروف الحساسة التي تستوجب كبح جماح أنصار الله ( الحوثيين ) وكسر شوكتهم وعدم السماح لهم بإلاستحواذ على السلطة منعا لإتساع نطاق النفوذ الإيراني في اليمن والذي يعتمد إتساعه وتأثيره على مدى إتساع نطاق نفوذ أنصار الله (الحوثيين ) الذين لن يترددوا في حال تمت لهم الغلبة من فتح أبواب اليمن على مصراعيها أمام النفوذ الإيراني الذي ترفضه دول الجوار والعديد من الدول العربية الأخرى التي يزعجها التمدد الإيراني في العديد من الدول العربية وترى على وجه الخصوص بأن إتساع نطاق نفوذ إيران في اليمن يشكل خطر حقيقي ومحدق على أمنها القومي وعلى الأمن القومي العربي عموما . وفي هذا السياق وأرجو إن لا أكون مخطئا فأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ظلت طوال سنوات حكم علي صالح تقيم علاقاتها اسياسية في اليمن على مبداء التوازنات القبلية والدينية والعسكرية والمناطقية التي كان يديرها علي صالح وكانت هي السند القوي الذي كان يحمي ويدافع عن نظام علي صالح الذي شكل وجوده على رأس السلطة رأس حربه لحماية المصالح الأمريكية في اليمن التي كانت ولا زالت تحظى بأفضليات سياسية واقتصادية ومزايا لا تحصل عليها باقي الدول الأخرى التي تربطها علاقة باليمن وإن وجدة لكنها لا ترتقي إلى مستوى العلاقة الأمريكيةاليمنية التي ظلت نموذج للتدخل الأمريكي السافر في كافة الشؤون اليمنية ونموذج للمدافع عن نظام علي صالح الذي وفرة الإدارة الأمريكية لحكمه الغطاء السياسي والقانوني وغضت الطرف عن كافة جرائمه التي اقترفها في اليمن وفي الجنوب وحاولة إنقاذ حكمه ونظامه من السقوط أكثر من مرة وكان أخرها دعمها وتأييدها المطلق لسيناريو المبادرة الخليجية التي أنقذة النظام من الغرق في وحل ثورة اليمن الشبابية التي قمعت وحوصرة في الميادين حتى اسلمت أروح لبارئها الذي خلقها . وإتساقا مع ما سبق الإشارة إليه في قراءتنا السياسية المتواضعة التي تشير وبكل وضوح إلى حقيقة واحدة مفادها بأن علي صالح مازال لم يستنفذ الدور المطلوب منه من قبل الأمريكان الذين سيحتاجون إلى خدماته في قادم الأيام باعتباره مازال ورقة سياسية رابحة لا يمكن الإستغناء عنه في الظروف الحالية مادام لا يتعارض وجوده مع المصالح الأمريكية في اليمن التي تصر على عدم إحالته إلى التقاعد الإجباري .