تعد المبادرة الخليجية التي أعدها الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وتبنتها السعودية وأخواتها من دول الخليج في حكم المنتهية بحكم الاتفاق الجديد الموقع بين الأطراف المتنازعة ومباركة دول الخليج نفسها ومجلس الأمن ومندوب الأمين العام للأمم المتحدة ورعايتهم جميعاً لذلك ووقوفهم إلى جانبه ، حيث أن المبادرة الخليجية هي مبادرة وليس اتفاقية أو معاهدة فقد كانت مخالفة لنصوص القانون الدولي ومنتهكة له ولأنها كذلك لم يطول بها العمر ولاقت مصير اتفاقية إعلان مشروع الوحدة الذي هو الآخر قبر ولقي مصيره المحتوم لأسباب ذاتية وموضوعية يعرفها الجميع ، ولذا لا يجوز مطلقاً التمسك بذلك للبطلان الذي لحق بهما وإلى المصير المحتوم التي آلت إليه كل منهما ولأن البداية عندما تكون بداية خاطئة فمصيرها ونهايتها خطأ محتوم ، لأن ما بني على باطل فهو باطل..حقا ما أشبه الليلة بالبارحة و قبل 24عاماً وقعا ممثلي البلدين في الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية على اتفاقية ما سمي بمشروع إعلان الوحدة بينهما ونتج عن ذلك تكوين وتأسيس الجمهورية اليمنية ولم يمض على ذلك أشهر حتى بدأ الطرف الآخر يضمر نيته السيئة المسبقة للانقضاض على الشريك وإزاحته وفعلاً تم له ذلك إلا أن شعب الجنوب لم يرض ولم يعترف بنتائج هذه الحرب التي فرضت عليه وحدة المنتصر وحدة الأمر الواقع وقامت بضم وإلحاق الجنوب عنوة وعن طريق القوة والحرب ضمنت الجمهورية العربية اليمنية وظل الجنوب يقاوم ولم يستكن أو يهدأ حتى استعادة دولته المنهوبة خاصة وقد أعلن في 21مايو 94م فك ارتباط جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عن الجمهورية العربية اليمنية وفق ونصوص القانون الدولي في حق الشعوب والأمم والبلدان والحكومات في تقرير المصير ، حيث قدم ولازال يقدم العديد من التضحيات والتي لن تذهب هدراً,وهاهو التاريخ يعيد نفسه وما أشبه الليلة بالبارحة .الحوثيون الذين واجهوا ستة حروب قام بها نظام علي عبدالله صالح المخلوع والمقبور والمدفون وإلى الأبد وحلفاؤه القدامى والجدد .كنا حينها في الجنوب من أوائل المتعاطفين معهم من الناحية الوجدانية والإنسانية والأخلاقية والدينية ، وتضامنا معهم جاء على اعتبار أن الحرب جريمة ضد الإنسانية ومحرمة شرعاً وقانوناً ونصرة المظلوم واجب ديني ووطني وأخلاقي وإنساني ولما حققوا انتصارهم بسقوط صنعاء بدون أي مقاومة تذكر والذي أدى بدورة إلى سقوط شرعية النظام وسلطته وأدواته مع الإبقاء والاحتفاظ برأس النظام والدولة فخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي ولست أدري لأسباب موضوعية وذاتية يفهمها الحوثيون أكثر مني هو عزوفهم وزهدهم في استيلائهم على السلطة بالكامل وارتضائهم التوقيع على اتفاقية ما يسمى باتفاقية السلم والشراكة في ظل وجود الفاسدين وحلفاء السوء من أكل الدهر عليهم وشرب شركاء معهم حيث تركوا أدوات النظام والسلطة القديمة كما هي دون مساس مع علمهم بفسادهم و ما يضمرونه من شر وعداء لهم وللآخرين في الشمال و أكثرهم أعداء للجنوب. ومما لاشك فيه أن هذا السقوط المريع أدى بما لا يدع مجالاً للشك معقول إلى سقوط المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وكذلك مؤتمر ما يسمى بالحوار الوطني تلقائياً و أتوماتيكياً وكذلك كل ما اتفق عليه الأطراف من سابق بما في ذلك مجلس النواب التي انتهت شرعيته وصلاحيته منذ سنين وصار حكراً على حزبي الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام وسوى صدق الآخرون أم لم يصدقوا فإن تمسكهم بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار باطل بطلان مطلق ولا يعتدى به أو يعتمد عليه بهذا التمسك الباطل غير الشرعي أو القانوني مثل تمسكهم بمشروع إعلان اتفاقية الوحدة الباطل والمنتهي ولايته وصلاحيته في حرب صيف94م. ولذا فإن ما ينطبق على تشكيل حكومة جديدة ورئيس وزراء جديد ينطبق على مجلس النواب ، فعلى فخامة الأخ الرئيس المشير عبدربه منصور هادي أن يحل مجلس النواب الحالي المنتهي صلاحيته ويدعو إلى انتخابات تشريعية جديدة مبكرة حيث أن الكل قد بارك وآزر وامتدح وهنا الأطراف بهذه الوثيقة والتوقيع عليها بمن فيهم السعودية ودول الخليج ومجلس الأمن الدولي ولم يعترض أحد منهم على ذلك وكان عراب وقواد هذه التسوية ممثل الأمين العام للأمم المتحدة فماذا بقي بعد ذلك حيث يعد كل ذلك منهم اعتراف وإقرار صريح بانتهاء مبادرتهم التي خلقت أصلاً ميتة. إننا أحد المثقفين الجنوبيين الذين يرون أن الإخوة الحوثيين الذين كنا ننظر إليهم إلى أنهم مضطهدون ومظلومون سيشعرون بمعاناة والآم وجراحات الآخرين ومنهم نحن في الجنوب وإنهم سوف يعملوا على تخليص الآخرين من الظلم والمعاناة وإنهم يشعرون شعورهم وأن الجنوبيين كانوا من أوائل من وقفوا معهم ضد حرب ظالمة تعد أحد الجرائم الموجهة ضد الإنسانية اصطلينا بها نحن في الجنوب صيف94م واستمرينا نصطلي بها حتى اليوم في يافع والضالع وتدمير أبين وتشريد أهلها ولم يدفع التعويض لهم حتى هذه اللحظة وكذلك شبوة وحضرموت, ولقد توسمنا خيراً وفرحنا كثيراً وتعاطفنا معهم وجدانيا وإنسانيا على اعتبار أنهم مظلومون وعانوا ما نعاني نحن في الجنوب وقلنا إن حركتهم ستكون حركة تصحيح لمسار وأهداف ومبادئ وقيم ثورة11فبراير2011م التي تم سرقتها وتم إفراغها من مضامينها بسبب تكالب القوى الانتهازية الباحثين عن الجاه والمنصب والسلطة والسرقة والفيد والمتسلقة على حساب دماء الشهداء والمعاقين والأرامل واليتامى , هذه القوى التقليدية القبلية المشائخية العسكرية المعروفة بعدائيها لأي تقدم ولأي جديد. وظلينا نترقب الموقف حتى انقشعت الأمور وانكشف المخبأ والمستور واتضح لنا بجلاء أن حركة أنصار الله وما قامت به مثلها مثل أزمة 11فبراير2011م ، حيث انتهت بتوقيع اتفاقية السلم والشراكة وقد وقع عليها نفس الأطراف السابقة ولم يعمل أنصار الله على تطوير حركتهم لتصبح فعلاً حركة تغيير في كل شيء بل اكتفوا بما توصلوا إليه . إن ما عرف باتفاقية السلم والشراكة الذي استمد شرعيته وقانونيته من سقوط صنعاء وأجهزة سلطة الدولة وشرعية النظام ومباركة وتأييد الدول الواضعة لها ورعاتها الإقليميين والدوليين ومما ولاشك فية جاءت شرعيته وقانونيته بديلاً لشرعية وقانونية المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار وبالتالي لا شرعية قانونية باقية سوى شرعية وقانونية اتفاقية السلم والشراكة الحالية . ولقد صرح أحد قادة أنصار الله بعد توقع اتفاقية السلم والشراكة بأن المبادرة الخليجية قد انتهت بتوقيع اتفاقية السلم والشراكة رغم نفي الأطراف الأخرى مع أن الحقيقة ما تم التصريح به من قبل الحوثيين .لقد وقع هذا الاتفاق في نفس العيوب الإجرائية والجوهرية والأخطاء السياسية الاستراتيجية الفادحة فيما يتعلق بالقضية الجنوبية وهي نفس الأخطاء والعيوب التي وقعت فيها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المقبورة والمنتهية صلاحيتها وشرعيتها وقانونيتها حيث تجاهلت القضية الجنوبية بقصد أو بدون قصد ولم تستدعى ممثليها الشرعيين وارتضت الأطراف لنفسها ومن ضمنها أنصار الله أن يوقع (ياسين مكاوي )على هذه الاتفاقية والارتضىاء به مستشارا لفخامة الرئيس المشير عبدربه منصور هادي مع علمهم أن لا يمثل حتى نفسه وأنه يفتقد للشرعية وأنه منتحل صفة الغير وأنه مفروض من قبل الغير ومرفوض من جماهير الحراك والقضية الجنوبية ولذا فإن توقيع( ياسين مكاوي )غير معترف به من قبل جماهير الحراك والقضية الجنوبية لأنه لا يمثلهما ولا يستند إلى أي شرعية شعبية التي تمنحه الشرعية القانونية التي بموجبها يحق له تمثيل القضية الجنوبية وحراكها في هذه الاتفاقية كما أن توقيعه غير ملزم ولا معترف به من قبل الحراك الممثل الشرعي للقضية الجنوبية. وبالتالي غير معترفين بهذه الاتفاقية لأن القضية الجنوبية وحراكها لم يكونوا طرفاً في هذه الاتفاقية لأنهم لم يكونوا أصلا طرفاً في المبادرة الخليجية المنتهية شرعيتها وقانونيتها باتفاق السلم والشراكة لقد أعطى أنصار الله للجنوبيين وقضيتهم صورة طبق الأصل ممن يدعون أنهم ظلموهم وصدق من قال أن عبد العز اضرط من أخيه . الكثيرون اغتروا بكلام السيد عبد الملك الحوثي وعلي البخيتي وانخدعوا به واندفعوا في تعاطف معه واتضح أن علي البخيتي مجرد بياع بضاعة كلام أو كما يقول المثل الشعبي بياع هدرة ولم يكن هو وأصحابه أصحاب قرار وإلا كيف ارتضوا لأنفسهم في اختصار القضية الجنوبية والحراك السلمي الجنوبي في شخصية (ياسين مكاوي ) ولم يعترضوا على توقيعه على هذه الوثيقة مع العلم أنهم يعلمون جيداً أنه ليس له علاقة بالحراك أو ممثل له بل حتى لا يمثل نفسه لأنه فرض وتمرد على التمثيل الموحد وعلى إجماع الجنوبيين الممثل في مؤتمر شعب الجنوب وكان بإمكانهم الاعتراض والمطالبة بالممثلين الشرعيين للحراك وللقضية الجنوبية كما إن علي البخيتي زار السجين السياسي المرقشي فلماذا لم يفرج عنه الحوثيون هو ورفاقه المحتجزون من الحراك السلمي ، فإذا كان الاختطاف والإخفاء القسري والاعتقالات والسجون والتشريد والقتل للجنوبيين فقط مستمر في ظل وجودهم وادعاءاتهم الثورية فعلى الثورة السلام فكيف نفهم ذلك بينما الشماليون لا يمسهم أحد ولا يطلق عليهم أحد حتى الطماش ، أليست هذه عنصرية وتفرقة ما بعدها . فكيف نفهم حديث السيد عبد الملك الحوثي بأن ثورتهم هي ثورة الجنوبيين وإنهم على استعداد لمساعدة الجنوبيين على استعادة حقهم القانوني والشرعي ودعوته للقادة الجنوبيين العودة إلى صنعاء ونحن نتساءل قائيلين : على أي أساس يمكن أن يعود قادة الجنوب المدعوون من قبل السيد عبد الملك الحوثي والوضع غير معروف ولم تتضح ملامحه بعد ، ويكفينا تجارب واندفاع عاطفي متهور وتصديق الأقوال قبل التحقق من صدقها وكما يقول المثل الشعبي (إذا كان المخبر مجنون فالمستمع يجب أن يكون عاقل) ولذا لن يستقيم الأمر ولن ينخدع الجنوبيون حتى يروا إثبات النوايا الحسنة لدى الحوثيين وصدقهم وأنهم ليس المخلوع علي عبدالله صالح أو علي محسن الأحمر أو الإصلاح وعليهم أن يبرهنوا وأن يربطوا أقوالهم بأفعالهم حتى نصدقهم ونثق بهم. إننا حتى هذه اللحظة لم نسمع إلا كلام ولم نر أي أفعال. إن الحوثيين ليسوا حزب الله كما أن عبد الملك الحوثي ليس نصر الله ، إن التعاطف الذي حصل عليه الحوثيون من قبل الجنوبيون سيفقدونه إذا لم يراجعوا أخطاءهم وأخطاء من سبقهم المرتكبة بحق القضية الجنوبية والحراك السلمي الجنوبي أنهم بقصد أو بدون قصد يكررون ويعيدون نفس السيناريو القديم الجديد وأنهم لم يكونوا إلا نسخة طبق الأصل من علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر والإصلاح ولذا مطلوب إثبات عكس ذلك عملياً من خلال الدعوة إلى حوار شمالي جنوبي لمناقشة ماذا يريد الجنوبيون وعلى الجميع تفهم ما يريدونه والخروج بصيغة عملية تجنب الجميع الكثير من المعاناة وأن يصدر فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي قرارا يدعوا فيه إلى حوار جنوبي شمالي لإيجاد الحلول لكل الشعبين والبلدين وأن يدعو فيه بالتنسيق مع الحوثيين والدول العشر إلى استفتاء الجنوب في حق تقرير المصير أو الإبقاء ضمن إطار اتفاقية مشروع الوحدة وأن نحترم ما سيتمخض عنه هذا الاستفتاء من نتائج لأنه إذا كان يحق للحوثيين أو أي فصيل أو جهة أو قبيلة أو فئة أو جماعة أو عناصر العبث كما يحلو لهم أمام سمع العالم وبصرة فإن الجنوبيين أحق باستعادة دولتهم لأن اتفاقية مشروع إعلان الوحدة انتهت كما انتهت المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار وما فيش أحد أحسن من أحد لأنه إذا اعتبرتم القضية الجنوبية مجرد مظلومية فهذا شأنكم وشأن من سبقكم من قبل إن كنتم لا تدرون فتلك مصيبة وإن كنتم تدرون فالمصيبة أعظم لأنه بدون النظر بعمق ومسؤولية للقضية الجنوبية باعتبارها جوهر وجذر كل المشاكل وبدون حلها ستبقى الأمور كما هي دون استقرار وكما كانت القضية الجنوبية مقبرة للمتآمرين والمتغطرسين والمتكبرين والمتجاهلين لها والذين دفنتهم وستدفن لاحقا تحت رجلها وتقبره من غير حتى كفن كل من يضمر الشر والعداء والتآمر والتجاهل لها وكما انتهى الكثيرون وأفل نجمهم وإلى الأبد وبقيت القضية الجنوبية شامخة شموخ ردفان وشمسان ومن هذه الحقيقة الواقعية والمنطقية والعقلانية التي يجب أن يدركها الجميع بعيدا عن أنصاف الحلول والتنظير الفارغ والكلام الكاذب الذي لم يعد يصدق أو يثق به فإننا لا نتمنى للآخرين نفس المصير الذي انتهى فيه من سبقهم...لذا نرى ما يلي: أولا: على مستوى الشمال: أن يدعو كل من فخامة الأخ الرئيس المشير عبدربه منصورهادي بالتنسيق مع أنصار الله والدول العشر وممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى الدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة لمجلس النواب لانتخاب مجلس نواب جديد محصورا على أراضي الجمهورية العربية اليمنية لأن ما ينطبق على انتهاء الحكومة وتشكيل حكومة جديدة ينطبق على مجلس النواب الحالي المنتهي صلاحيته وشرعيته القانونية والدستورية . ثانيا: جنوبياً: أن يدعو فخامة الأخ الرئيس المشير عبدربه منصور هادي بالتنسيق مع الدول العشر وأنصار الله الجنوبيين إلى الاستفتاء على حق الانفصال أو البقاء ضمن اتفاقية مشروع الوحدة المنتهية وعلى الجميع احترام ما سيتمخض عنه نتيجة التصويت مع الوحدة أو الانفصال وحق تقرير المصير إذا أردنا صدقاً وحقاً حل كل المشاكل العالقة والأزمات المحتدمة التي تعصف بالشمال والجنوب يجب أن يقرر ذلك شاء من شاء وأبى من أبى وكفى الله تعالى المؤمنين شر القتال وللصبر حدود.