مؤتمريو "حضرموت" كبرى محافظات الجنوب برهنوا بالأمس أنهم خير من يجسد فعلياً أنهم (ملكيون أكثر من الملك) , فقد أعلنت قيادته موقف فرعها المؤيد لقرار اللجنة الدائمة القاضي بعزل المؤتمرجي الجنوبي الشاغل مقعد رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي من منصب النائب الأول لرئيس حزب المؤتمر الشعبي العام , الشمالي النشاءة والهوية والهوى ، وهو الموقف الوحيد الذي لم يسبقه الى اتخاذه أي فرع من الفروع , وعلى نحو أسرع مما كان يتوقع الرئيس المخلوع أو زعيم المؤتمر عفاش نفسه أن يسجله الفرع الشمالي الأقرب له , وهو فرع المؤتمر بمحافظة صنعاء التي تنضوي تحت لواءها منطقة سنحان مسقط رأس عفاش والعفافيش الآخرين . لذلك فلم يعد مقبولاً أن يبدي أحدا من الحضارم والجنوبيين استغرابه عندما يسمع الزعيم عفاش وهو ينبري بكل ثقه وصلف ويحلف بأغلظ الإيمان أن الجنوبيين يريدوا بقاء الجنوب في دولة الوحدة , لسبب بسيط في تقديري يصوره له خياله بأن تلك الوحدة التي قوض أركانها بحربه على الجنوب صيف 94م صارت وعلى حين غرة "مباركة" عليهم , اعتماداً وقياساً على الموقف المساند والمبارك الذي سطره مؤتمريو حضرموت ' وأعتبر الأول والأسرع والوحيد من "المباركين" له المفترضين , ليس من فروع المؤتمر الجنوبية وإنما من فروعه في الشمال والجنوب معاً , لقرار عزل أرفع قيادي مؤتمرجي جنوبي في حزب الزعيم , هو في الوقت عينه رئيس الجمهورية , لمجرد أن الأخير أبدى تذمره وشكى لسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن مما يقوم يه رئيس الجمهورية السابق عفاش طوال مراحل العملية الانتقالية السياسية في البلاد , خلال سنواتها الثلاث , من أعمال تخريب وتدمير , مطالباً اياها بإبعاده من اليمن مؤقتاً ليتسنى له في غيابه مواصلة إدارة ما تبقى من مهام تلك المرحلة في أجواء خالية من العراقيل , أو بإصدار قرار أممي بفرض عقوبات رادعة بحقة في حالة إصراره على البقاء , والخيار الأخير هو ما أضطر مجلس الأمن إلى أتخاذه , معتبراً اياه بمثابة الكي بعد استنفاذ الوصفات العلاجية كافة .