حملة الزينة، والتجميل؛ والتحسين؛ التي ينهض بها صندوق النظافة وتحسين المدينة في محافظة عدن حالياً، والتي تستمر حتى فبراير من العام القادم 2015م ؛ تأتي في أعقاب شهور طويلة، بل سنوات من عملية الإهدار للمال والجهود؛ التي عانى منها الصندوق، وقيادته، وعاملوه جراء اللامبالاة التي ووجهت بها أعمالهم، وجهودهم التي ظلت دائماً، وفي كل الظروف تهدف إلى المحافظة على نظافة وجمال محافظة عدن، وسمعتها، ومكانتها الحضارية العريقة؛ بصرف النظر عن الثمن الباهظ الذي ظلوا يدفعونه من تعب في النهار، وسهر في الليلك، وبصرف النظر عن المخاطر، والمضايقات . لقد ظلت أعمال النظافة والتحسين في عدن منذ بداية عام 2011م مرمى لسهام التخريب، والإساءة، من بث متعمد من البعض لأكوام القمامات في الطرقات، وجوانبها، ومن داخل حاويات القمامة، ورمي الحاويات فارغة، بل تهشيمها، وبيعها بتراب الفلوس لتجار ( الخردة ) أو إحراقها وبداخلها إطارات السيارات، إلى انتزاع الشتلات، وكسر الأشجار المزهرة من أصولها، إلى تشويه الشوارع، وتكسير وتخريب بنيتها التحتية، وتشويهها بالصور والشعارات، وتكسير ونزع الأشباك والحواجز الحديدية الضخمة؛ لبيعها بثمن ( القات، والهرور ) حتى غدت العملية صراعاً جلياً بين إرادة التلويث، والتخريب، ومحاربة الخضرة والجمال بمسميات كاذبة، وبين إرادة الخير المحبة لكل جميل زينته الفطرة، وحتى أصبحت المعركة أشبه بمحرقة يجترحها أعداء الجمال والفطرة لملايين الريالات، مثلها مثل السيارات والآليات المنهوبة والمشلحة، والمحروقة عدواناً من أملاك الصندوق، التي هي أملاك كل الناس في هذه المحافظة على وجه الخصوص، والوطن عامة . ولذلك، فقد جاءت هذه الحملة في هذه المرحلة من الصراع بين الخير والبغي لإقامة مداميك الدوله اليمنية الحديثة، وتحديداً استكمال مهام المرحلة الانتقالية، للخروج من هذا النفق المظلم .. جاءت تعبيراً عن الإصرار النبيل على جمالية هذه المحافظة، وتكريساً لجهود قيادة الصندوق وكل عامليه، وموظفيه، وفي مقدمتهم المهندس قائد راشد أنعم المدير العام التنفيذي، والأستاذ نبيل غانم أحمد المدير المالي؛ التي ظلوا يبذلونها محبة لعدن الغالية، ووفاءً، وأداءً للواجب الملقى على عاتق الجميع . وإذا كانت هذه الحملة الروتينية، باعتبار أن النظافة والتحسين مهام متواصلة ومتصلة لا تنتهي .. إذا كانت هذه الحملة تهدف إلى وضع اللمسات الجمالية على ما تم الحفاظ عليه، وتكريسه في الواقع، وعلى مستوى كل مواقع الزينة، والتحسين مع ما صار، وما كان، بالتشذيب، والتهذيب، الذي سيصل إلى كل المديريات، والمدن، والحدائق والبساتين والجزر، والأحواض في جوانب الطرقات؛ فإن المطلوب من الجميع، وفي هذه الظروف التي بدأ الوطن يتجه فيها، ومعها بخطى مبشرة نحو الصحة، والتعافي؛ أن يجعلوا من هذا الفعل الحضاري الرائع مناسبة خصبة لبدء مرحلة جديدة من التعافي الشامل في كل مفاصل الحياة، وفي النفوس أولاً، وقبل أي شيء معتبر . لقد شعرنا في يوم من الأيام ويا للأسف أن بعض البشر قد دخلوا في عداء مقيت مع الخضرة، ومع الورود، ومع الزهور، مثلما دخلوا في عداوة غير محتملة، وغير مقبولة، وغير منطقية مع النظافة، حتى لقد أصاب البعض اليأس من إمكانية إحداث المصالحة بين هذه الأطراف التي غدا بعضها يرى الجمال والحياة كلها في الزهور والورود، وإماطة الأذى عن الطريق، ويرى بعضها الآخر ذلك في العفونات، وبث القاذورات، والجدب، والحرائق، والأدخنة المنبعثة من الإطارات المتهالكة، واغتيال الأزهار، والورود، وحظر كل لون أخضر؛ باستثناء شجرة القات الشيطانية . والحق أقول : لقد تعبنا كثيراً من الخراب، ومن الحرائق، ومن الجدب في الأرض، وفي النفوس، مثلما تعبنا، واجتاحتنا تيارات الحزن المر على مصارع الأشجار المعمرة، والأزهار، والورود في مختلف مديريات عدن الجميلة، وبساتينها الغناء، التي يتعرض منها الكثير ( بجيشة عدن / كريتر / نموذجاً صارخاً ) للقضم، والهضم، فضلاً عن الحرق، والتشويه، والتخريب؛ الذي لا يضر سوى جمال هذه المحافظة، وسمعتها الحضارية . لذلك فإن الأمل سيظل يحدو الكل بأن يعيد ذلك البعض حساباته في هذه العداوة الظالمة، وأن يكفروا عن جناياتهم في حق عدن، ونظافتها، وجمالها، فالخضرة هي الحياة ، ولا حياة دون زهور وورود .