بين فترة وأخرى يطل المخلوع علي عبدالله صالح على أنصاره أو من تبقى من أنصاره ليخاطبهم بنفس اللهجة التي تعود عليها أو أصيب بها بعد اجتياح الجنوب وانتصاره على شركاء دخلوا الوحدة صادقين مخلصين وتعامل معهم هو وعصاباته بكل خسة وحقد . انتصر في حرب أعد لها وهو يوقع على اتفاقيات الوحدة وبدأها باغتيال كوادر الدولة الجنوبية وضرب الجيش الجنوبي وأهم ألويته التي انتقلت إلى المناطق الشمالية في إطار توزيع الجيش في عموم اليمن . انتصر مع عصابته لكنه أصيب بجنون العظمة لم يصدق حينها أنه سيطر على الجنوب وأعلن نفسه إمبراطوراً وتصرف بالأملاك العامة والخاصة في الجنوب حيث أعطى لنفسه الصلاحيات المطلقة في التصرف بمقدرات وثروات وأرض الجنوب نهباً وتدميراً ومع ذلك ترك شعبه يتسول الغرب والشرق وهو اليوم يطل علينا من ذلك الزمن الذي أعقب 7 / 7 / 1994م ، يهدد ويتوعّد الجنوبيين بحرب جديدة متأثراً بصدمة أصيب بها بفعل حقائق مزعجة ، في مقدمتها صلابة الجنوبيين وصبرهم على الرغم من كل أساليب القمع والقتل والتنكيل ومختلف أساليب الترغيب والترهيب التي مارسها على الجنوبيين المطالبين باستعادة دولتهم منذ انطلاق الحراك السلمي ، وصدمة سقوطه المدوي الذي افقده رؤية وإدراك المتغيرات فلا يرى إلا أنصاره وإعلامه الذي يصّر على نعته بالزعيم في وقت لا يملك فيه سلطة ولا قرار .
أيها الزعيم الوهم أن الجنوب اليوم ليس الجنوب في 1994م وكذلك الشمال ولا يمثل الجنوب المرتهنون بمصالحهم الضيقة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم للاحتلال وبثمنٍ بخس ، شعب الجنوب حسم أمره وهو على موعد مع إعلان دولته الفيدرالية دولة كل الجنوبيين دولة النظام والعدل والمساواة .