قال المحلل السياسي الجنوبي الدكتور سليم النهدي ان " الجنوب مخترق من بعض الدول الإقليمية ، اللاعبون فيه لهم انتماءات وولاءات لكل من إيران والسعودية".. مؤكدا في حديث متلفز عبر شاشة قناة الحدث ونقلته صحيفة المسائية التابعة لمؤسسة اخبار اليوم الحكومية في مصر ان " مشروع الاستقلال عنوان بارز كبير واللاعب الجيد يحضر نفسه للتفاصيل". وقال ان " الجنوب مخترق من بعض الدول الإقليمية ، اللاعبون فيه لهم انتماءات وولاءات لكل من إيران والسعودية".. مشيرا الى ان " الشعب الجنوبي هو صاحب المرجعية الحقيقية وما زال يترصد ويترقب ولن يصمت طويلا". وطالب القيادات بأن تعي أن المرحلة القادمة بانها مرحلة حسم وليس مرحلة البحث عن موطأ قدم .
وأكد الدكتور سليم النهدى ، الباحث السياسي والقيادة فى الحراك الجنوبى في لقاء مطول على " قناة الحدث المصرية " أن إيران استطاعت أن تغيير المعادلة السياسية في الشمال بواسطة الحوثى ، ولم تستطع أن تغيرها في الجنوب لضعف لاعبيها . وقال النهدى لم يصبح اليمن في الوقت الحالي سعيدا كما كان يوصف لأن مهندس اللعبة لا يريد ذلك ، ووصف ما يجرى في اليمن بأنه نوع من العبثية ، ووجود حكومة بحاح ما هي إلا غطاء لإطفاء شرعية على سقوط صنعاء وسيطرة الحوثي على القرار السيادي فيها ، مما يعنى أن حكومة بحاج ما هي إلا حكومة ظل للحوثى حتى لو اختلف " أنصار الله " على تعيين بعض الوزراء . وأشار النهدى إلى اللاعبين الجنوبيين الموجودين في الساحة الآن لهم انتماءات لبعض الدول الإقليمية ولكن هذه الانتماءات ليست بحجم الجنوب وانما بحجم من يطلقون على أنفسهم قيادات ومكانتهم تكمن فى انتمائهم وولائهم فقط لهذه الدول أو تلك . وأوضح أن من يمثل الحراك الجنوبي هو الشعب الجنوبي والمتواجدون في الساحة حاليا عبارة عن 75 مكون أو فصيل، التحم منهم مكونين وانبثق من هذا الالتحام 191شخص أطلقوا على أنفسهم قيادات ، وتتوزع انتماءات أغلبيتهم على أطراف دولية مثل إيران أو السعودية . واستطرد النهدى قائلا : أن القيادات التي حملت شعار الاستقلال كستار لولاءتها وانتماءاتها الاقليمية فى حقيقة الأمر تبحث عن موضع قدم لها في المرحلة الراهنة وتبحث من خلال موطئ قدمها هذا عن مصالح الدول الإقليمية والدولية التي ينتمون إليها ، وفى النهاية الشعب الجنوبي يترصد ويترقب وهو صاحب المرجعية الحقيقية ولن يصمت طويلا عما يجرى . وردا على تداخل من صادق الاهدل الباحث السياسي قال النهدى أخواننا في الشمال لا يقرءون ما يحدث في الجنوب قراءة صحيحة .. ولا يدركون أن الجنوبيين قد شدوا الرحال إلى الاستقلال ، وأن كل اللاعبين الجنوبيين المحسوبين على اطراف اقليمية لا يمثلون الا أنفسهم وان الشارع الجنوبى هو الحكم . ووصف النهدى ما يحدث في 30 نوفمبر ما هو إلا نقلة نوعية ثورية للانتقال بالحراك من مربع إلى مربع آخر متقدم . وتوقع النهدى أن الحراك الشعبي من المحتمل أن يبدأ خطواته التصعيدية بالانتقال إلى العصيان المدني الشامل لشل حركة الدولة وإجبار الطرف الآخر الشمالي لانتهاج نهج آخر للتعامل مع القضية الجنوبية . وأشار إلى أن الجنوبيين هم من صنعوا الوحدة والتغني بها والتباكي عليها من قبل الشمال الذى قتلها بالأمس في حرب 1994 ما هي إلا لغة جديدة ودغدغة لمشاعر الجنوبيين لاحتوائهم ولكن فات الأوان . وردا على سؤال عدم موافقة الجنوبيين الدخول في حوار مع الحوثى قال النهدى كيف ينبغي على دولة دخلت في اتفاق وحدة مع دولة آخري أن تتفاوض مع فصيل ؟ وأضاف هل المطلوب أن يتحول الحراك الجنوبي إلى فصيل يحمل السلاح لكي يتفاوض مع فصيل مثله ؟ . وقال النهدى أن هذا الفصيل ربما نسى أو تناسى أن الجنوب كان دولة ، والدول لا تتفاوض إلا مع دول . وأكد النهدى على أن المبادرة الخليجية انتهت بوثيقة السلم والشراكة التي لم تتطرق من خلالها للقضية الجنوبية ، واختار الجنوبيون الوحدة بإرادة حرة ، فإذا كان الخروج من الوحدة يتطلب تضحيات فالجنوب على استعداد أن يقدم التضحيات قرابين للاستقلال .. مع وجود الاختراق لكل القيادات الجنوبية من دول إقليمية بعينها . وطالب الدكتور النهدى هذه القيادات بأن تعي جيدا أن المرحلة القادمة مرحلة حسم وليس مرحلة البحث عن موطأ قدم ومشروع الاستقلال عنوان بارز كبير واللاعب الجيد يحضر نفسه للتفاصيل . وأضاف النهدى أن الحل للمشهد القادم هو الرجوع إلى مؤتمر القاهرة الأول ومخرجاته كحل واقعى يخرج اليمن من ما هى فيه اليوم وعلى دول الاقليم ان تتبنى مخرجات القاهرة لو اردات الاستقرار فى اليمن لتفادى الحل الآخر . وختم النهدى حديثه بأن انهيار الدولة اليمنية ومنظومتها ليس في صالح كل من الشمال ولا الجنوب ولا دول الإقليم ونحن لا نريد أن نكون طالبان أخرى ولا أفغانستان آخري ، ولا نريد أن ندخل لاعبيين أخريين فى الساحة الجغرافية .