هذا رأيي و لكلاً رأيه، جنوب السودان لم يكن بدولة مستقلة قبل ان ينفصل و نسبة كبيرة من شعبه غير متعلم و ليست لديهم لغة جامعة، الى الان تجمعهم اللغة العربية على الرغم من ان اللغة الرسمية بعد الاستقلال هي الانجليزية و هم قبائل متناحرة، و لكن استطاعوا الحصول على الاستقلال و السبب هو الدعم الحكومي الغربي و دعم الكنائس في الغرب و دعم العديد من الممثلين المشهورين و رجال السياسة في الغرب. تيمور الشرقية استقلت من اندونيسيا بفضل الدعم الغربي و هي لا تبعد كثيرا عن استراليا و الذي كانت الحاضن الرئيسي لها بعد الاستقلال. دول أوربا الشرقية تلقت دعم لا محدود من الغرب قُبيل و بعد سقوط الاتحاد السوفييتي. التشيك و السلوفاك توصلوا بأسلوب حضاري الى فك الارتباط، الشعب في الجنوب لديه العزيمة و القناعة بفك الارتباط، ولكن هناك عقبات من أهمها، العناصر التقليدية في الشمال و حلفاءهم من القلة القليلة من الجنوبيين المستفيدة من الوضع الحالي، غياب القيادة في الصفوف الجنوبية و توحدها، عدم وجود كفاءات جنوبية بالمعنى الحقيقية في مجال القانون الدولي و حقوق الانسان والشيء الأهم غياب الحاضن او الداعم المحايد مثل الاتحاد الاوروبي او دول غربية لها ثِقل مثل ما صار في جنوب السودان، والعائقين الأكبر للاستقلال الان هم عبدربه منصور و مجلس التعاون لدول الخليج العربية و ربما اللاعب الجديد و هو ايران. علينا لملمة صفوفنا و جمع ذوي الكفاءات و الاختصاصات لتقديم قضيتنا الى المجتمع الدولي ونحن ايضا بحاجة ماسة لإقناع الدول التي لها التأثير على المجتمع الدولي في الوقوف الى جانبنا من الناحية الانسانية نظرا لعدالة قضيتنا. نحن بحاجة الى كسب و دعم الدول التي ستنظر الى قضيتنا كقضية إنسانية و ليست الدول التي تنظر إلينا كموقع جغرافي يستحق ان يُضحى به لأسباب استراتيجية. كفاحنا ليست بكفاح ايديولوجي او طائفي، كفاحنا هو من اجل الكرامة. لن يتعب المنادين بفك الارتباط و إنما في النهاية سيتعب كل من يقف امام الحق.