طريفة جدا تلك الإطلالة التلفزيونية الصوتية للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على شاشة فضائية «صدى البلد»، التي يقال إن المؤسسة العسكرية المصرية ترعاها عن بعد وتحرسها وتوفر لها تغطيات خاصة في محاكمات «الريس» وجماعته. أطرف ما في أجوبة الرئيس مبارك على ما حصل في الثورة ضده كان قوله عندما تعلق الأمر بالأحكام التي أدانته «مش حتفرق معايا». شخصيا أتفهم السيد الرئيس وهو يصر على أنه «ميقدرش يقول» بأن «الأمريكيين أو غيرهم وراء الثورة ضده » لكن الأهم والأطرف والأعمق هو إصرار العجوز على أنه «معملش حاجة» أبدا. يملك مبارك قدرة عجيبة على قول ذلك، ويتخلى حتى عن المسؤولية الأدبية التاريخية التي يستقيل فيها الزعماء بالحد الأدنى ويعتكفون في بيوتهم عندما تحدث مشكلات فأغلب الظن أن الرئيس بشار الأسد سيفعل الشيء نفسه ويعتقد فعلا بدوره بأنه «معملش حاجة». «الزميل» علي عبدالله صالح على كل حال، ليس وحده الرئيس مبارك العجوز يطل علينا مجددا فرفيقه «الزميل» علي عبدالله صالح، رئيس اليمن السابق، تحدث مع محطة فضائية مصرية من طراز «سي بي سي إكسترا» في أول ظهور متلفز للرجل عن الربيع العربي بإعتباره محاولة لخلخلة الأوضاع في العالم العربي وإشاعة الفوضى. الرئيس صالح يتمسك بذاكرة «الديكتاتور» حتى آخر لحظة في تقاعده ويتحفنا بالرأي القائل بان الأخوان المسلمين تلقوا مالا أمريكيا لركوب موجة الربيع العربي، وكأن الزعماء العرب لم يتلقوا أموالا لركوب الشعب العربي في الخريف والصيف والشتاء وفي الفصول الأربعة. صاحبنا الرئيس المعزول صاحب قاعدة «يا لعيب يا خريب» في البلد الرائع الذي حوله إلى «حارة» بعد إعتزاله، فكل الأخوة اليمنيين يعلمون بأن جماعة الأخ الرئيس ومن باب التخريب فقط هم الذين فجروا محطات الكهرباء والمياه حتى يفهم الشعب اليمني بأنه سيعيش معيشة ضنك إذا ما ترجل الرئيس «الضرورة»، خلافا لأن صالح زميلنا المعلق الجديد في فضائيات مصر أدخل الحوثيين لصنعاء لغرض في نفس يعقوب. أخي علي عبدالله صالح .. طيب ألله ثراك .. إرحمنا يا رجل خصوصا عندما تتحدث لفضائيات تخصصت في إتهام الربيع العربي في مصر، فالربيع عمليا هو الذي وضع السلطة برمتها بأحضان الرئيس المصري الحالي، أدامه الله على الأمة ذخرا وسندا. بصراحة التجول هاليومين بين الفضائيات يدفعنا للتعبير عن الإشتياق والإستفسار: ما دام الشباب قد عادوا على هذا النحو فالغائب الوحيد هو زين العابدين بن علي والراحل معمر القذافي. حارق علم إسرائيل مجددا ظهر عضو البرلمان الأردني، حارق علم إسرائيل، تحت القبة على شاشة «رؤيا» الفضائية المحلية ليدافع عن قراره الذي غاظ الإسرائيليين بقراءة الفاتحة على روح منفذي عملية القدس، الأمر الذي دفع سفير الكيان لموجة «ردح» على طريقة فضائيات الإنقلاب المصرية شكك فيها بأعضاء مجلس النواب الأردني كلهم. لست بصدد الدفاع عن البرلمان الأردني، فقد تصرف رئيسه وأجبروا الحكومة على التصرف ضد سفارة تل ابيب، لكن أحد الكتاب حاول حرماننا كأردنيين من أدنى أنواع الإعتراض على إسرائيل عندما حاول التهكم في صحيفة يومية على دعوات طرد سفير إسرائيل وحرق علمها تحت قبة البرلمان سعيا لما أسماه بالمتاجرة بالشعبية. شخصيا أختلف مع من يقول ذلك وارفع قبعتي لكل من يعترض على إسرائيل وبأي وسيلة محتملة، وأزعم بأننا معشر الكتاب يمكن أن نصمت إذا كنا غير قادرين على مساندة من يحرق علم إسرائيل، ونطالب بطردها من قلب عمان فذلك دوما «أضعف الأيمان». وشخصيا أقبل كل يد في الكرة الأرضية تحرق علم إسرائيل وكل لسان يقرأ الفاتحة على الشهداء، وإذا كانت تلك متاجرة فهي أحلى أنواع التجارة لإنها ببساطة شديدة تعيد تذكيرنا بأصل القصة وبأننا لم نتحول بعد ل«دجاج» ولم ننضم بعد لمزارع الفراخ المستكينة تحت عنوان «الواقعية». للتذكير فقط حتى صواريخ الراحل الكبير الشهيد صدام حسين قالوا عنها «متاجرة». أحلام وكردستان مجددا كررت المطربة أحلام وهي تشيد بالمشارك العراقي في برنامج «آراب أيدول» توجيه تحيتها مرتين لشعب كردستان العراق، في محاولة مكشوفة لتذكير الجميع بنيتها العلنية على الهواء مباشرة لزيارة كردستان وإطلاق أغنية بالكردية. شخصيا لا أتخيل حنجرة الخليج وهي تغني بالكردية، وأزعم أن الأشقاء الأكراد لديهم أصوات عذبة ورشيقة وجميلة تغني بلغتهم الكردية ولا يحتاجون لأي نشاز موسيقي. مرة أخرى ما دامت أحلام مصرة على زيارة كردستان فأنا مصر على تكرار تحذيري الأسبوع الماضي إلى الأخوة الاكراد: أرجوكم لا تحتفلوا بهذه «المصيدة» عفوا الزيارة. إضحك مع تونس ■ أكثر من مضحك صاحبنا التونسي، الذي ظهر على وصلات «وناسة» في مشهد في فضائيات تونسية ليتهم حركة حماس بأنها «صوتت» لصالح المرشح الرئاسي منصف المرزوقي، وهو حقها في كل الأحوال، فأنا مواطن أردني لا يحق لي التصويت في تونس ولو أتيح لصوت للمرزوقي. المضحك أكثر ما إستفز مثقفا فلسطينيا مخاصما تاريخيا لحركة حماس ومؤيدا لحركة فتح ويقيم في أمريكا هو الدكتور سنان شقديح، الذي كتب ما معناه «عليكم اللعنة» وهو يقرأ إقتراح المحلل التونسي لطفي العماري القائل إن حماس حفرت أنفاقا من غزة إلى تونس حتى يستطيع أنصارها التصويت يوم الإقتراع لصالح المرزوقي. شقديح نشر التصريح الفضائحي مع خريطة بحرية تظهر وجود فاصل جغرافي بطول 23 ألف كيلو متر من الأرض والبحر بين غزةوتونس العاصمة وفعلها شقديح لكي يقول لنا: بمثل هذه الأراء الساذجة تنمو حركة حماس وتزدهر. ما تمتنع النظرية العبقرية عن إبلاغنا به هو تحديد مناطق الحفر، هل بالبر عبر مصر ثم ليبيا فتونس، أم أن ظروف خنادق حماس تطلبت الغوص والحفر في البحر في بعض المراحل.