طغى المشهد اليمني على عناوين الصحف السعودية، اليوم الاثنين، إضافة للحديث عن ضرورة تفعيل دور الجامعة العربية فيما يخص دعم القضية الفلسطينية. وحدة التراب أكدت صحيفة "عكاظ" في افتتاحيتها، أن استقرار اليمن أولوية للسياسة الخارجية السعودية. وتحت عنوان "يمن موحد.. آمن ومستقر" أوضحت المقالة أن موقف المملكة كان - ولا يزال - ثابتا ومبدئيا، ويتمحور في ضرورة وحدة اليمن، ودعم أمنه واستقراره.
لكن اليمن يشهد اليوم واحدة من أخطر مراحله السياسية والأمنية والاقتصادية، حيث تسعى ميليشيات جماعة الحوثي المسلحة إلى تحويل البلاد لمستنقع حرب طائفية، لإدخاله في آتون الاقتتال الأهلي، والقضاء على مكتسباته، وزعزعة استقراره ووحدته وأمنه، تنفيذا لأجندة إقليمية، حيث تعتبر إيران في صدارة اللاعبين فيه ومن المتدخلين في شؤونه الداخلية بشكل سافر.
ورأت "عكاظ" أن مفتاح اسقترار اليمن وأمنه، يكمن في منع التدخلات الإيرانية، ودعم الحكومة الشرعية، ووأد النار الطائفية.
طريق مسدود في سياق الشأن اليمني، تحدثت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها عن يوم الاستقلال لليمن الجنوبي، الذي جاءت ذكراه أمس الأحد، مشيرة إلى أن أطياف من أبناء الجنوب أرادت أن يكون هذا اليوم رسالة يجددون بها الدعوة للانفصال عن الشمال والدولة المركزية.
وتساءلت "الشرق": هل وصل اليمن واليمنيون إلى الطريق المسدود، ولم يعد ممكنا الاستمرار في دولة الوحدة التي لم تكن أبدا سعيدة منذ الإعلان عنها قبل أربعة وعشرين عاما؟
لافتة إلى أنه خلال العقدين الأخيرين، شهدت اليمن أحداثا كبيرة، وتطورات سياسية وعسكرية خطيرة، من ظهور القاعدة إلى الحوثيين إلى الدور القبلي الذي تغلب على الأحزاب السياسية مع حضور أقوى للإخوان، بفعل تحالفات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي أراد أن يكون الرجل الأقوى، ولو على حساب الوطن والمنطقة.
أين الأمل؟ تساءلت صحيفة "الرياض" في افتتاحيتها، عن المخرجات التي جاءت بها اجتماعات الجامعة العربية على مدى نصف قرن فيما يخص القضية الفلسطينية.
وأضافت الصحيفة "الموضوع الحاضر - وشبه المنسي أحيانا - هو القضية الفلسطينية، التي ظلت المرض الذي لم نجد له الدواء، حين تسبب في كل قضايا الحروب، وما تبعها من انتكاسات وهزائم؟"
وقللت "الرياض" من أهمية الاجتماع الوزاري الجديد، معللة ذلك، بأن الأطروحات هي نفسها، مع فارق زمني، وأن السيادة لا تزال لإسرائيل على القرار الدولي، رغم بصيص الأمل بالنقلة الجديدة لبعض الاعتراف الشكلي بدولة فلسطين. ونبهت إلى أن المناخ الدولي - وبناء على ظروف الفوضى السائدة في المنطقة - انصبت اهتماماته على تنظيم الدولة الإسلامية-داعش وتوابعها، بينما جزء من المشكلة - أو كلها - أن ولادات ما يجري من إرهاب وتطرف هي القضية الفلسطينية، حتى لو اتخذت شعارا يبيع ويشتري عليه الكثيرون، بمن فيهم أصحاب القضية نفسها.
ودعت الصحيفة، إلى عدم التفاؤل بما ترسمه الجامعة العربية، لأن طروحاتها ومشروعاتها مربوطة بقوى دولية، وهي من تقرر ولسنا نحن، وعلى ذلك فكل ما يدور في تلك اللقاءات هو تجديف في الهواء أو سباحة ضد التيار، وهي حقيقة ما جرى ويجري الآن.