يحكى ان احد المناضلين القدامى وبعد بلوغه سن التقاعد قرر شراء حمار كونه إحدى الوسائل الهامة لنقل البضائع وغيرها في ذاك الزمان لمواجهة أعباء الحياة المتزايدة بدورها استبشرت عائلة هذا المناضل خيراً بهذا القرار عبرت عنه بالبهجة والسرور كونه سوف يساهم بزيادة دخل الأسرة وتحسين مستواهم المعيشي والعيش بكرامة كبقية الأسر وكان ابن الأسرة الوحيد اكثر فرحاً بهذا القرار عبر عن فرحته ببراءة الاطفال بانه سوف يعتني بالحمار ويقدم له الأكل والشرب وسوف يركب علية ويتجول به في أرجاء المدينة راكباً علية فما كان من الأب الا ان رفض فكرة الابن مبرر ذلك بإن الحمار للعمل وليس للركوب واللعب وأمام تشبث الإبن برغبته أصر الأب على فكرته وأخذ في ضرب الابن لعله يعود عن فكرته الا ان الضرب الجنوني المبرح أصاب الولد في مقتل أودى بحياته وهنا حلت المصيبة بالعائلة المسكينة فلا المناضل اشترى الحمار ولا هو أبقى على حياة ابنه يساعده في ماتبقى له من حياة معيلاً لأسرته وخلفاً له بعد مماته. للأسف الشديد رغم مايمر به وطنا الجنوب الحبيب من ظروف غاية في الصعوبة والخطورة معاً في الحاضر والمستقبل وعلى حياة الأجيال القادمة جراء سياسة الاحتلال اليمني الهمجي لازال بعض الجنوبيين ممن يدعون النضال يفكر بعقلية صاحب الحمار العقلية التى أوصلت الجنوب الى أسوى ما هو فيه اليوم ومثل هذه العقول المتحجرة المحتلة بثقافة الماضي البغيض الحقد والإقصاء والتهميش وعدم القبول والاعتراف بالآخر والتي لايمكن لها ان تسهم إطلاقاً في الحرية والاستقلال قبل تحررها من عقدتها البغيضة والقاتلة معاً . هناك الكثير من الوقائع و الحقائق المره التي عانى منها شعبنا الجنوبي في الماضي والحاضر كنتيجه حتمية لتلك العقلية القاتله يجب اليوم على الجميع عدم السماح لتلك العقلية بإعادة نفسها وتكرار نفس الأخطاء السابقه والقاتلة بل الاستفادة من تلك الأخطاء وعدم تكرارها وتوحيد وتكاتف كافة الجهود وبما يسهم في إنهاء الاحتلال الهمجي الجاثم على صدر شعبنا الجنوبي العظيم بدلاً من التخوين والتشكيك بحق بعضنا البعض وبحق هامات وطنية لديها من التاريخ والرصيد النضالي مايكفي ان يلجم تلك الاءدعات الباطلة والتى لايمكن ان تقدم شئياً سوى التفرق والشتات وإطالة مدى الظلم والقهر والاذلال بحق شعبنا العظيم . مانحن بحاجه إلية اليوم هو التوحد خلف قيادة واحدة وتحكيم العقل والمنطق وبالإرادة الحره والشجاعة يمكن لثورتنا السلمية الإنتصار وتحقيق الحرية والإستقلال بشرط تحرر البعض من التفكير بعقلية صاحب الحمار .